رمضان في السودان .. عادات وتقاليد تجسد قيم المحبة والتآخي
الخرطوم – ماريا النمر
شهر رمضان المبارك في السودان له طعم خاص وأهمية تنبع من عادات وتقاليد تجسّد قيم المحبة والتواصل والتآخي، وعبق مميز يفوح من كل منزل وبيت , تستنشقه خلال تجولك في كل مدينة وقرية بجميع ولايات السودان من شرقة لغربة وشماله لجنوبه , ويبدأ الاستعداد لاستقبال رمضان في السودان قبل وقت طويل.
ويتميز شهر رمضان في السودان بالجماليات الإنسانية الصادقة والكرم والجود والإحسان وإغاثة الملهوف وتفقد الناس وجمعهم والتقريب بينهم وإزالة الفوارق، لذلك يترقب السودانيون مجيئه ويستعدون له ومحاولة إحياء تراث الأجداد , خلال هذا الشهر الكريم .
الحلو مر
رائحة المكان قبل نحو اشهر من رمضان فاحت رائحة عواسة (الحلومر) في كل ارجاء السودان حضر وبوادي قرى وارياف وذلك إستهلالاً وإستقبالاً لمجيء شهر رمضان الفضيل ، وهو طقس إجتماعي فريداً من نوعه لا يحدث إلا في السودان إذ يجتمع فيه النسوة لعواسة مشروب ” الحلومر ” الذي يعد واحداً من اهم المشروبات في الأعراف والتقاليد السودانية، ومن المعروف أن لرمضان في السودان طعم خاص ونكهة فريدة , إذ يجتمع الأهالي على انبل قيم التلاحم والترابط والتكاتف والكرم الذي يعرف به اهل السودان .
البرش السوداني
ومن اول يوم في رمضان تجد الشوارع مليئة بما يعرف (بالبرش) او السباته التي يفطر عليها الرجال دون النساء وهى عادة ورثها السودانيين عن آباءهم ومع غروب شمس اليوم أو قبل أن يرفع الآذان تجدهم يتوافدون من بيوتهم والكل يحمل بما يعرف بـ ” صينية رمضان ” المليئة بالأصناف السودانية وعلى رأسها العصيدة التى تعتبر واحدة من اهم الأكلات الشعبية السودانية لمختلف قبائل السودان ، إذ لابد للرجل أن يخرج من بيته ويفطر بالساحة الأمامية للمنزل أو المسجد أو الطريق وذلك نوع من انواع إكرام الصائم الذي ينقطع به الطريق وهذه السباته بمثابة كرم للضيف.
اكلات شعبية
ومن الأكلات الشعبية المهمة والأساسية عند السودانيين في رمضان ” العصيدة ” وتختلف من بيئة الى أخري هناك من يصنعونها بدقيق الذرة واخرين يصنعونها بدقيق القمح بإضافة الزبادي وتسمى (باللقمة ) وتأكل بملاح (نعيمية ) او (تقلية) او (روب) وأيضاً من الأكلات المحببة لدى للسودانيين( الدمعة) بلحم الضان او الفراخ بالإضافة الي (القراصة) او الفطيرة والتى يعتبرونها الأهالي رئيسية في صينية رمضان وذلك لأنها وجبة مشبعة لسد فجوة الجوع.
كذلك سلطة الروب بالخيار او العجور والجزر والطعمية ايضاً من الأكلات الثابتة في السباتة . البيت الكبير يعد البيت الكبير هو شجرة العيلة المتسلسلة اوالظل الوريف الذي تلجأ اليه جميع الاسر الصغيرة بالذات في رمضان وبوجود الحبوبات وهو المأوى الذي تجتمع فيه قيم التسامح والترابط والإخاء والشعائر الدينية وتعليم الأطفال عادات الكبار وتعاليم الإسلام من صلاة وصوم وتواصل الأرحام وإحترام الكبير قبل الصغير , هذه السطور كانت لمحة صغيرة عن حياة رمضان في السودان .
إقرأ المزيد :
رمضان في الجزائر .. أجواء روحانية ومظاهر إجتماعية يتوارثها الأجيال عبر العصور
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.