كينيا.. مفوضية الاتحاد الافريقي: قلقون ازاء العنف بالمظاهرات في كينيا”.
مقتل شخص وإصابة 31 شرطي واعتقال 200 من المتظاهرين بسبب اعمال النهب والعنف
تتصاعد وتيرة الاحتجاجات في كينيا التي دعا إليها زعيم المعارضة والمرشح الرئاسي الخاسر رايلا أودينجا، ضد حكومة الرئيس وليام روتو، الذي يزعم أنه “سرق انتخابات العام الماضي، وفشل في معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة”، وعبر رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد يوم الثلاثاء عن “قلقه العميق ازاء العنف خلال المظاهرات في كينيا”.
واشتبكت الشرطة مع المحتجين، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود؛ والتي أزدت بحياة شخص وأُصابة نحو 31 شرطيًّا، فيما اعتُقل أكثر من 200 شخص، من بينهم عدد من كبار السياسيين المعارضين.
في المقابل تضاعفت الدعوات التي تنادي بالهدوء والحوار في كينيا يوم الثلاثاء ، بما في ذلك من الاتحاد الأفريقي ، في أعقاب احتجاجات جديدة شابها العنف والنهب.
في نيروبي ، بالإضافة إلى الغاز المسيل للدموع ، استخدمت الشرطة أيضًا خراطيم المياه ضد قافلة زعيم المعارضة رايلا أودينجا أثناء مرورها في منطقة مزدحمة من المدينة ، مما أدى إلى تحركات الجماهير.
واقتحم مئات الأشخاص، أمس، مزرعة عائلة الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا،الداعم لأودينجا وقاموا بعمليات نهب وتخريب بها، غذ عمد بعضهم قطع أشجار المزرعة باستخدام مناشير كهربائية، فيما سرق آخرين المواشي وأضرموا النار في المزرعة قبل أن يلوذوا بالفرار.
وينظر أنصار زعيم المعارضة «أودينجا»إلى نهب مزرعة «كينياتا» الكبيرة على أنه انتقام لدعم كينياتا لمطالب المعارضة ومساندته «أودينجا».
ولدعم الرواية ذاتها قال، زعيم المعارضة «أودينجا» في تصريحات لشبكة«بي بي سي»، اليوم، إن من نفذوا الهجوم مجموعة من «الحمقى» كلفتهم حكومة «روتو» بذلك.
وجاء اقتحام مزرعة الرئيس الكيني السابق، إثر استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي دعا إليها أودينجا، ليومين متتابعين، الأحد والإثنين.
وفيما أدانت حكومة «روتو» المظاهرات التي شابتها أعمال عنف واشتياكات بين الشرطة وأنصار أودينجا، دافع الأخير في تصريحات لـ«بي بي سي»، عن الحق الدستوري في التظاهر، منددًا باستهداف المتظاهرين والصحفيين من قبل الشرطة، أمس الأول الإثنين.
جدد زعيم المعارضة «أودينجا»، الأربعاء الماضي، دعواته إلى احتاجات «أسبوعية» وذلك رغم اندلاع اشتباكات بين الشرطة وأنصاره الذين يتظاهرون بشكل دوري منذ 20 من مارس الجاري، احتجاجًا على أزمة غلاء المعيشة في البلاد، نتائج انتخابات العام الماضي التي يصفونها بالـ«مسروقة».
استقطاب سياسي بين «روتو» و«أودينجا»
ويشهد الشارع الكينى حالة استقطاب سياسى، جراء الانقسام على «أودينجا» و«روتو»، الذي فاز في أغسطس على رئيس الوزراء الأسبق «أودينجا» بهامش ضئيل 50.05% وسط مشاحنات واتهامات متبادلة بينهما، فرغم أن روتو وأودينجا ينتميان للطبقة الحاكمة، إلا أن «روتو» خاض الانتخابات في إطار صراع بين «الكادحين» و«السلالات الحاكمة»، في إشارة لعائلتى الرئيس الأسبق كنياتا ومنافسه آنذاك أودينجا، كلاعبين كبيرين في سياسة البلاد منذ الاستقلال.
التضخم يطيح بالشلن الكيني
ويأتي تلك الضطرابات بينما يكافح الكينيون ارتفاع أسعار السلع الأساسية فيما ارتفع التضخم وانخفضت قيمة الشلن الكيني بشكل حاد مقابل الدولار الأمريكي، كما تسبب الجفاف المستمر في إصابة الملايين بالجوع.
والأسبوع الماضي، أعلنت الهيئة المنظمة للطاقة في كينيا عن زيادة في أسعار الكهرباء اعتبارًا من أبريل على الرغم من تشديد روتو في يناير الماضي على أن مثل هذه الزيادة لن تحدث.
في المقابل، ينتقد الرئيس روتو مطالب خصمه، ويدّعي أنها «تهدف إلى ابتزاز حكومته لتعطيل أجندته التنموية، ودافع عن إلغاء الدعم».
وتواجه العملية الديموقراطية في كينيا تحديات داخلية تتمثل في الصراع على السلطة، بين الرئيس الحالي«روتو» وزعيم المعارضة«أودينجا»، وأخرى خارجية تتمثل في صراع القوى الكبرى على مصالحها الاقتصادية بها.
تعد التجربة الكينية نموذجًا للتحول الديموقراطى التدريجى والذى استغرق قرابة عشرين عامًا. فبعد ضغوط خارجية من الدول المانحة وضغوط داخلية من المعارضة، بدأت المرحلة الأولى من ذلك التحول في 1991 بإتاحة التعددية الحزبية وإنهاء نظام الحزب الأوحد..
ثم بدأت المرحلة الثانية في 2000 عندما تم الاتفاق على إعداد دستور جديد للبلاد. غير أن ذلك الأمر تأخر كثيرًا ومر بفترات من الركود، خاصة بعد رفض المواطنين الكينيين لمسودة الدستور المقدمة 2005 ومرور البلاد بفترات اضطراب في 2007 على خلفية انتخابات الرئاسة ووجود اتهامات بالتلاعب في النتائج، إلى أن تم إعداد مسودة جديدة للدستور وتمت الموافقة الشعبية عليها في 2010.
وقد تم تكوين عدد من الاحزاب السياسية بضغط من جماعات الكتل السياسية؛ واسفرت عن تكوين: حزب كينيا الاتحادي FPK، اتحاد كينيا الوطني الإفريقي KANU، ائتلاف الحزب الوطني TNA، ائتلاف رينبو (قوس قزح) الوطني – كينيا NARC-K، الحركة البرتقالية الديمقراطية ODM، الحركة البرتقالية الديموقراطية ـ كينيا ODM-K، حزب الوحدة الوطنية PNU، المنتدى الديمقراطي المتحد UDF،
وكذلك الحزب الجمهوري المتحد URP، وحركة ماسحة الديمقراطية WDM .ومن جماعات الضغط في كينيا يوجد: مجلس الدعاة الإسلاميين في كينيا CIPK، لجنة حقوق الإنسان في كينيا، منتدى حقوق الإنسان للمسلمين، منتدى القادة المسلمين الوطنيين NAMLEF.
كما يوجد أيضا المجلس الوطني للكنائس البروتستانتية في كينيا NCCK، الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وغيرها من الكنائس المسيحية الأخرى، والمجلس الأعلى لمسلمي كينيا SUPKEM، بالإضافة لجماعات ضغط أخرى، مثل: الاتحادات العمالية، ورابطة مصنعي كينيا، وتحالف القطاع الخاص الكيني.
مقالات ذات صلة
كينيا .. مقتل شخص وإصابة ٦ آخرين في احتجاجات ضد حكومة « روتو »
كينيا.. أكثر من 1000تاجر يتظاهرون في نيروبي إحتجاجاً علي المنافسين الصينيين