« سبوتنيك الروسية » : بعد جولة نائبة بايدن الأفريقية … هل تنجح الولايات المتحدة في استمالة إفريقيا
نشرت وكالة سبوتنيك الروسية تقريرا ركزت فيه علي جولة نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، الأفريقية، والتي التقت خلالها الإثنين، في العاصمة الغانية أكرا الرئيس الغاني نانا أكوفو-ادو وأعلنت عن مساعدة ثنائية جديدة، وذلك في المحطة الأولى من جولتها في إفريقيا والتي تشمل غانا وتنزانيا وزامبيا، وتستمر حتى 2 أبريل.
تأتي هذه الجولة بعد أشهر على قمّة عقدت بين الولايات المتحدة وإفريقيا في ديسمبر في واشنطن، دعا خلالها الرئيس الأمريكي جو بايدن الى إنشاء شراكة واسعة مع إفريقيا.
أعلنت نائبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عن حزمة مساعدات جديدة لدول غربي إفريقيا بقيمة 100 مليون دولار، وذلك من أجل دعم بناء السلام في المنطقة ومنع نشوب صراعات، كما جددت تعهد إدارة بايدن بطور جديد من العلاقات مع القارة الإفريقية مؤكدة حرص واشنطن على تعزيز النمو الاقتصادي والأمن الغذائي والابتكار.
ليست متطورة
في هذا السياق، وصف أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور إدريس لكريني، العلاقات الأمريكية الإفريقية بأنها ليست متطورة مقارنة بالعلاقات الأوروبية الإفريقية، رغم بعض أوجه التعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية، مضيفا أن الولايات المتحدة بذلت سابقا محاولات لتعزيز هذه العلاقة مع إفريقيا، لكنها بقت دون التطلعات.
وأشار لكريني، إلى أن أوروبا لم تستطع الحفاظ على علاقاتها القوية في إفريقيا، وهو ما ولد استياء داخل دول القارة و ظهر في الانسحاب الفرنسي من دول الساحل مؤخرا وإنهاء عملية برخان العسكرية، مبينا أن الولايات المتحدة ليس لها إرث استعماري في القارة مقارنة بأوروبا وهو ما يسمح لهذه العلاقات بأن تتطور..
وقال، أستاذ العلاقات الدولية، إن روسيا والصين تسعيان كذلك إلى تعزيز علاقاتهما مع الدول الأفريقية ليس فقط على المستوى الاقتصادي، لكن امتد إلى التعاون العسكري وذلك في إطار بناء نظام دولي تعددي يضمن عدم وجود قطب أوحد.
صراع النفوذ
من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة الصباح التونسية، سفيان رجب، إن “اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية نحو أفريقيا يأتي في إطار صراع النفوذ، حيث تطمح واشنطن في مواجهة النفوذ الصيني الروسي، مضيفا أن أمريكا ترغب في استرجاع ما فقدته في القارة السمراء باعتبار أن إفريقيا تبقى دائما منطقة جيوستراتيجية هامة.
وحول إمكانية نجاح الولايات المتحدة في تعزيز نفوذها، أوضح، رجب، أن هذا مرتبط بنفوذ الدول الأخرى مثل الصين صاحبة التواجد القوي في القارة، الأمر الذي يصعب من مهمة الولايات المتحدة، مضيفا أن الولايات المتحدة تعيش اليوم أحلك فتراتها وضعفا كبيرا على جميع المستويات وفقدت السيطرة على العديد من مناطق النفوذ، كما بين أن القارة مستفيدة من التنافس الدولي عليها من ناحية الاستثمارات، كما حدث في رواندا وإثيوبيا حيث تطورت هذه البلدان اقتصاديا.
التنافس الدولي المحموم
إلى ذلك أكد الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، د. أحمد ميزاب، أن الدور العسكري الأمريكي في القارة الأفريقية يأتي في إطار التنافس الدولي المحموم على القارة واستغلال ثرواتها والتأثير على صناعة قرارات دولها واستقطابها، مشيرا إلى أن التواجد الأميركي في أفريقيا هو في إطار السيطرة على مناطق النفوذ وتحويل دول القارة إلى مسارح مواجهة دولية.
وبين، ميزاب، أن واشنطن تعمل على كبح جماح التمدد الصيني في أفريقيا وإيقاف الشراكات الثنائية الروسية مع دول أفريقيا وكذلك إنهاء الحضور الفرنسي، مشددا على أن الولايات المتحدة تدرك أنه ليس من السهل السيطرة على دول أفريقيا لذلك وضعت أدوات للسيطرة عليها من خلال مؤسسات عسكرية مثل أفريكوم التي تعمل على توطين قواعدها داخل الأراضي الأفريقية وهو ما وجد رفضا كبيرا من قبل العديد من الدول.
وخلص، ميزاب، إلى أن الحضور الأمريكي في أفريقيا ليس من أجل فرض السلام أو تحقيق الاستقرار بقدر ما هو من أجل إخضاع الدول الأفريقية الضعيفة سياسيا واقتصاديا للإرادة الأميركية وتحويلها لقواعد خلفية لأجندتها.
تعزيز الحضور الأمريكي في أفريقيا
من جانبها، قالت نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية، أسماء الحسيني، إن “زيارة كمالا هاريس تأتي لتعزيز الحضور الأمريكي في أفريقيا في ظل منافسة شرسة من روسيا والصين، اللتين لديهما نفوذ كبر داخل القارة الأفريقية على مستويات عديدة سياسية واقتصادية وعسكرية، مشيرة إلى أن زيارة هاريس هي استكمال وتعزيز للقمة الإفريقية الأمريكية التي عقدت في ديسمبر الماضي والتي أكدت على تعزيز التعاون الأمريكي الأفريقيى في العديد من المجالات.
وأوضحت، الحسيني، أن الولايات المتحدة تحاول تصحيح العلاقات مع دول القارة الافريقية بعدما اتخذت منحى سلبيا في عهد الرئيس الأمريكي السابق ترامب، الذي وجه العديد من الإهانات للأفارقة، مضيفة أن ما يميز الصين وروسيا أنهما لا تتدخلان في شئون الدول الافريقية أو فرض شروط معينة من أجل المساعدات والاستثمارات، بعكس الولايات المتحدة التي دائما ما تقرن مساعداتها بشروط معينة مثل دعاوى الديمقراطية وحقوق الانسان.
إقرأ المزيد :
“هاريس” تروج لرؤية واشنطن للمستقبل خلف خطوط النفوذ الصيني والروسي بأفريقيا