فى ذكري تأسيس الأزهر الشريف.. قصة أكبر صرح إسلامي فى العالم
يوافق اليوم 7 رمضان (1444 هجريًا) ذكرى افتتاح الجامع الأزهر في مصر، وإقامة أول صلاة فيه، ويحتفل الأزهر اليوم الأربعاء بمرور 1083 عامًا على افتتاحه، حيث بدأ جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في تشييده 24 جمادي الأولى 359 هجريًا/ 4 أبريل 970 ميلاديًا، بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا.
سبب تسميته “الأزهر”
افتُتح الجامع الأزهر للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361 هجريًا / 21 يونيو 972، ثم تحول إلى جامعة علمية، وأطلق عليه اسم الجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي ﷺ وزوجة الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- التي ينتسب إليها الفاطميون على الأرجح.
الأزهر عبر العصور
سعى جوهر الصقلي إلى تثبيت أركان الدولة الفاطمية في مصر، وشرع في نشر المذهب الشيعي، لكن انتهت علاقة الأزهر بهذا المذهب مع نهاية العصر الفاطمي في مصر على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي أعاد لمصر المذهب السني مرة أخرى عن طريق إنشاء مدارس تابعة للمذهب السني.
ومع حلول العصر المملوكي، شهد الجامع الأزهر تحولًا كبيرًا، بدأت إعادة صلاة الجمعة وسرعان ما اتجه سلاطين المماليك للعودة بالأزهر إلى نشاطه العلمي، وتوجيه هذا النشاط توجيها سنيًا وفقًا للمذاهب الأربعة، وتبوأ الأزهر مكانة علمية ودينية كبيرة في ذلك الوقت، وأصبح المركز الرئيسى للدراسات السنية في مصر والعالم الإسلامي، لا سيما بعد سقوط بغداد في الشرق، وتصدع الحكم الإسلامي في الأندلس وشمال إفريقيا، وتركزت آمال المسلمين فيه فنفذ مهمته العملية والدينية وأصبح مقصدًا لعلماء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها.
وفي ظل وجود العثمانيين بمصر، احتفظ الجامع الأزهر على مدار 3 قرون بقوته، ومضى يؤدى رسالته باللغة العربية، وظل موطنًا للدراسات الدينية وملاذًا للغة العربية، وكعبة علمية يفد إليها أعلام الفكر الإسلامي، يتصدرون الحلقات الدراسية في رحابه، كما توافد عليه طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لينهلوا من العلوم التي تُدرس.
مواقف الأزهر الوطنية يحفظها التاريخ
إنَّ تاريخ الأزهر الشريف جامعًا وجامعة، ودور علمائه في مختلف نواحي الحياة المصرية يزخر بالمواقف الكثيرة الخالدة التي كان الأزهر فيها في مقدمة الأحداث، حاملًا لمشاعل الهداية والتقدم، صادعًا بالحق، لم تمنعه الزعامة العلمية من الزعامة الوطنية؛ حيث كان الأزهر على مدار تاريخه يمثل المنبع الأصيل للوطنیة والقلعة الحصينة للدفاع عن القضايا العربية والقومية بل والإنسانية.
كما كان الجامع الأزهر هو القلعة التي تحطمت على أبوابها آمال الحملة الفرنسية في البقاء في مصر ” 1798 ـــ 1801″، وقاد علماؤه البلاد في فترة الفراغ السياسي التي أعقبت خروج الفرنسيين، واختاروا محمد علي ليكون حاكمًا على البلاد عام 1220هـ/ 1805م، وذلك وفق الشروط التي اتخذوها عليه من إقامة العدل وعدم فرض الضرائب ومشورتهم في القرارات التي تخص عامة الشعب .
و مَثَّل الجامع الأزهر حائط الصد المنيع الذي وقف في وجه حملة فريزر الإنجليزية عام 1222/ 1807م، وضرب علماؤه أروع الأمثلة في الوطنية في مساندة الثورة العُرابيَّة عام 1299هـ/ 1882م والمشاركة فيها، مواصلًا دوره الوطني الباسل والراسخ الذي سجله التاريخ بمدادٍ من ذهب في أحداث ثورة عام 1338هـ/ 1919م، وإبان الحرب العالمية الثانية (1939 ـــ 1945م) من عدم الزج بالبلاد في الحرب وتجنيبها ويلاتها، والدور الوطني الباسل على جميع المستويات إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1376هـ/ 1956م.
رؤساء دول تخرجوا من الأزهر
– رئيس دولة أفغانستان، برهان الدين رباني بن محمد يوسف، في الفترة من 28 يونيو 1992 وحتى 27 ديسمبر 1996
– الرئيس السابع لجمهورية العراق محمد فؤاد معصوم حصل على شهادة بكالوريوس من كلية الشريعة والقانون عام 1958
– الرئيس الثاني للجزائر محمد إبراهيم بوخروبة (واري بومدين) الذى التحق بالجامع الأزهر للدراسة
– الرئيس السابق لجزر المالديف مأمون عبدالقيوم (1978-2008)، الذي شغل منصب وزير النقل، وتم ترشيحه رئيسًا من قبل المجلس (البرلمان) في عام 1978.
عمارة الأزهر
حظي الجامع الأزهر على مدار العصور منذ نشأته وحتى وقتنا الحاضر باهتمام الخلفاء والسلاطين والأمراء والحكام، بعمارته من حيث التوسعة والإنشاءات والترميم، لا سيما العصر المملوكي، وكان آخرها أعمال الترميم الشاملة التي انتهت عام 2018 / 1439 هجريًا والتي استمرت 3 سنوات تقريبًا، وتبلغ مساحته 12 ألف متر مربع تقريبًا.
هيئات الأزهر
يضم الأزهر في وضعه الحالي الهيئات الآتية: ” المجلس الأعلى للأزهر، مجمع البحوث الإسلامية، إدارة الثقافة والبحوث الإسلامية، جامعة الأزهر، المعاهد الأزهرية، دار الكتب الأزهرية، ولجنة الفتوى”.