كاشفا عن أسباب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة .. الرئيس الجزائري: من السابق لأوانه الحديث عن ترشحي
كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن أسباب قرار تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في الجزائر, مشددا على أنها “أسباب تقنية بحتة, لن تؤثر على هذا الاستحقاق ولا على سيرورته”, مشيرا إلى أن أوساطا أجنبية تعاطت مع موعد الانتخابات الرئاسية بأطروحات متناقضة.
وقال الرئيس الجزائري تبون في تصريحات لممثلي وسائل الإعلام الجزائرية بثتها وكالة الأنباء الجزائرية ، في رده على سؤال حول إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية المسبقة التي حدد تاريخها يوم 7 سبتمبر المقبل, ” أن الخوض في هذا الأمر سابق لأوانه, مجددا التأكيد على أن عهدته الرئاسية الحالية يتبقى منها 5 أشهر وهي مرحلة قال ” أنه سيواصل خلالها تنفيذ برنامجه ومواصلة زياراته الميدانية إلى عدة ولايات عبر مختلف مناطق الوطن.
و أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن هدفه الأسمى الذي بدأت ترتسم ملامحه هو استرجاع الجزائر لنخوتها التي كانت محفزا لعديد الإنجازات المحققة في السابق, معربا عن ارتياحه لحالة الرضى التي يبديها الجزائريون تجاه التطور الحاصل ببلدهم.
وخلال لقائه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية, عبر رئيس الجزائر عن امتنانه لكل الوطنيين المخلصين الذين يسهرون على راحة المواطنين وتيسير حياتهم اليومية وهو ما يظهر جليا –مثلما قال– في حالة “الرضى” التي يبديها الجزائريون تجاه بلدهم ومختلف التطورات الحاصلة على كافة الأصعدة.
وأبرز في هذا السياق أن هدفه هو استرجاع الجزائر ل”نخوتها التي كانت محفزا في السابق لتحقيق إنجازات في عدة مجالات, سواء كانت سياسية أو دبلوماسية أو متعلقة بدعم حركات التحرر في العالم”.
وبهذا الصدد, أوضح تبون أن علاقته الوطيدة مع الشعب الجزائري سيما فئة الشباب, يعيشها بعاطفة قوية, وهي من مظاهر “عودة الجزائر إلى أصولها”, مشيرا إلى أن عبارة “عمي تبون” التي يخاطبه بها أفراد الشعب الجزائري تنم عن “احترام كبير وعن علاقة أبوية” يعتز بها.
وأبرز أن الثقة التي وضعها في الشباب مكنت من جعل الجزائر “دولة رائدة إفريقيا في خلق المؤسسات الناشئة”, مذكرا بأنه كان “مرشح فئة الشباب” خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2019.
وتطرق الرئيس الجزائري إلى مسألة تسجيل أبناء الجالية الوطنية في القوائم الانتخابية تحسبا للرئاسيات المقبلة, كاشفا أنه “بإمكانهم تسجيل أنفسهم في قوائم انتخابية احتياطية على مستوى قنصليات الجزائر ابتداء من الأسبوع المقبل”.
ولدى رده على سؤال بخصوص الجزائريين المقيمين في الخارج بطريقة غير قانونية ويطالبون بتسوية وضعيتهم والحصول على جوازات سفر, أكد رئيس الجزائر أنه “سيتم تسوية هذا الملف بصفة نهائية في غضون شهرين على أقصى تقدير”, مضيفا أنه تم إسداء تعليمات من أجل تسوية وضعية هؤلاء حالة بحالة.
وبشأن زيارته المرتقبة إلى فرنسا, أوضح تبون أنها “لا تزال قائمة”, مبرزا أن العلاقات مع فرنسا “وصلت إلى النضج وينبغي أن يعاد التأسيس لها من جديد دون التراجع عن أي جزئية في ملف الذاكرة”.
وفي الشق الاقتصادي- الاجتماعي, أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الدولة لتوفير مختلف السلع الاستهلاكية سمحت بضمان استقرار الأسعار خلال شهر رمضان, منوها باستجابة التجار والصناعيين للتدابير المتخذة لهذا الغرض.
كما أعلن بالمناسبة أن الإنتاج الزراعي في الجزائر بلغت قيمته 35 مليار دولار,وأن نصيبه من الناتج الداخلي الخام وصل إلى 18 بالمائة مقابل ما يفوق 5 بالمائة للقطاع الصناعي.
و كشف رئيس الجزائر عن التوجه في 2027/2026 نحو مضاعفة الأجور بزيادة تصل إلى الضعف (100 بالمائة), مؤكدا أن الناتج المحلي الخام سيتجاوز 400 مليار دولار خلال الثلاثي سنة 2026.
وفي سياق آخر, وبعد إشادته بنجاح القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر, أكد تبون بأن الجزائر “ستستثمر وستنتج أكثر في الغاز الطبيعي”.
وفي الشأن الدولي تطرق رئيس الجمهورية الجزائرية عن القضية الفلسطينية, مؤكدا أن “معركة الجزائر المقبلة هي أن تصبح فلسطين دولة دائمة العضوية في الأمم المتحدة”, وأشاد بالدبلوماسية الجزائرية التي قال بأنها “فعالة ومعترف بها”, مجددا التأكيد على أن “الجزائر ليس لها أطماع توسع” وأنها “ستظل دوما مع المظلوم ولو على حساب الأخ والصديق”.
وحول لقائه الأخير مع قادة دول مغاربية, كشف الرئيس تبون أن مشروع التكتل المغاربي الذي تنوي دول المنطقة تأسيسه, سيشكل كتلة لإحياء العمل المغاربي المشترك والتنسيق من أجل توحيد كلمة هذه الدول حول العديد من القضايا الدولية دون إقصاء لأي طرف.
كما تطرق الرئيس الجزائري خلال هذا اللقاء إلى الوضع في مالي, مؤكدا أن “الماليين أشقاؤنا وهم أحرار في بلدهم إذا رأوا حل مشاكلهم بدون الجزائر”, غير أن “التجارب أثبتت –مثلما قال– أن تدخل الأجانب في الأزمات المحلية يصعب التوصل إلى الحلول”.
وجدد التأكيد على أن الجزائر “لن تركع ومن يريد استفزازها سيجدها بالمرصاد”.