تعليم أفريقي يواكب القرن الحادي والعشرين: بناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى التعلم الشامل والمستمر والجيد والملائم في أفريقيا
التعليم يظل حقاً أساسياً من حقوق الإنسان على النحو المبين في المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 28 من اتفاقية حقوق الطفل، والمادة 11 من الميثاق الأفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته، والتي تؤكد جميعها على ضرورة قيام الدول الأطراف بتوفير التعليم الأساسي المجاني والإلزامي.
صادق رؤساء دول و حكومات الاتحاد الأفريقي على استراتيجية التعليم القارية لأفريقيا 2016 – 2025 ، خلال الدورة العادية السادسة و العشرين التي عُقِدَت في أديس أبابا في 31 يناير 2016 ، بوصفها الإطار المتوخى لإحداث تحول جذري في نُظُم التعليم و التدريب في القارة.
و جسدت استراتيجية التعليم القارية لأفريقيا الرؤية المحددة في خطتها لعام 2063 و التي ترمي إلى تمكين المواطنين من أن يصبحوا عناصر تغيير فاعلين من أجل تحقيق “أفريقيا التي نريدها”، كما أضفت الطابع المحلي على الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة بشأن التعليم الوارد في الخطة العالمية لعام 2030 في سياق الأولويات و التحديات الخاصة بأفريقيا.
مع ذلك، و على الرغم من الجهود المبذولة والتقدم المحرز في القارة فيما يتعلق بالتعليم وجودته، الا أن هناك مؤشرات رئيسية تدق جرس الإنذار:
في عام 2022 ، أعدّ معهد اليونسكو للإحصاء والتقرير العالمي لرصد التعليم نموذجاً جديداً لتقدير معدل عدم الالتحاق بالمدارس، من خلال الجمع بين مصادر بيانات متعددة، وقدَّر النموذج عددَ السكان غير الملتحقين بالمدارس الابتدائية والثانوية على الصعيد العالمي بنحو 244 مليون في عام 2021 ، أي أقل ب 9 ملايين مقارنةً بعام 2015 .
ويشكل هذا الانخفاض تراجعاً طفيفاً في معدل عدم الالتحاق بالمدارس، وهو ما يزيد قليلاً عن النسبة البالغة 0.2 نقطة مئوية سنوياً ، وخلال الفترة نفسها، زاد عدد غير الملتحقين بالمدارس في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ب 12 مليون على الرغم من انخفاض معدل عدم الملتحقين بالمدارس بنسبة 0.1 نقطة مئوية سنوياً، ويعزى هذا إلى النمو السكاني السريع، حيث زاد عدد السكان في سن المدرسة بنحو 50 مليون في ست سنوات فقط.
على الرغم من أن معدل عدم الملتحقين بالمدارس، أي “نسبة الأطفال والشباب في الفئة العمرية الرسمية لمستوى معين من التعليم والذين لم يلتحقوا بمستويات التعليم ما قبل الابتدائي أو الابتدائي أو الثانوي أو العالي” يستمر في التناقص بشكل مطرد، لا سيما بالنسبة للمرحلة الإبتدائية، فقد وصل الرقم المطلق إلى التقدير العالمي المثير للقلق وهو 98 مليونا في أفريقيا.
معدل فقر التعلم، أي ”نسبة الأطفال الذين لا يستطيعون قراءة نص بسيط مع الفهم بحلول سن العاشرة هي الأعلى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى قبل جائحة كوفيد-19، بنسبة 86% ، ومن المرجح أن يكون هذا المعدل قد تفاقم بعد الجائحة، ويقدر الآن بنسبة 90 % ، وهذا يعني أن تسعة من كل عشرة أطفال لا يستطيعون قراءة نص بسيط مع الفهم في سن العاشرة .
ستحتاج أفريقيا إلى 17 مليون معلم إضافي من أجل تحقيق التعليم الإبتدائي والثانوي الشامل بحلول عام .2030
من المقدر أن تمثل أفريقيا أكثر من 90 % من احتياجات التمويل الخارجي العالمية للتعليم بحلول عام 2030، إلى جانب مبلغ إضافي قدره 40 مليار دولار أمريكي لتمويل التعليم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للتعليم، والتحرك نحو تلبية تطلعات أجندة 2063 .
التعليم موضوع أساسي
كرست قمة الإتحاد الأفريقي السابعة والثلاثين المنعقدة في أديس أبابا، اثيوبيا خلال الفترة من 17-18 فبراير 2024 التعليم كموضوع اساسي للعام 2024، وسيتم التركيز خلال العام على مواضيع فرعية تشمل كامل نطاق التعليم وتنمية المهارات، بدءًا من التعليم والتنمية في مرحلة الطفولة المبكرة وحتى التعليم العالي والمهني والتعلم مدى الحياة.
كما سيتم التركيز على وضع وتنفيذ استراتيجيات تحويلية فعالة وطويلة الأمد على مستوى منظومة التعليم في أفريقيا، ومعالجة التحديات المتعلقة بتمويل التعليم. وسيتم التأكيد على دور المعلمين كعامل رئيسي للتحول، حيث يحتاج المعلمون إلى الدعم الكافي وتمكينهم للقيام بدورهم لتحقيق هذا التحول.
للاحتفال بموضوع العام، تم اقتراح مجموعة متنوعة من الأنشطة ليتم تنفيذها على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية والعالمية. ومن المتوقع أن تعزز الأنشطة المقترحة تنفيذ إعلان اللجنة الفنية المتخصصة الرابعة للتعليم والعلم والتكنولوجيا والابتكار، وإعلان الحدث الجانبي الرفيع المستوى بشأن تحويل التعليم في أفريقيا، ومسارات العمل المواضيعية لقمة الأمم المتحدة بشأن تحويل التعليم، نحو بناء أنظمة تعليمية سريعة الاستجابة وقادرة على الصمود في أفريقيا.
تتم عملية التنفيذ للأنشطة خلال العام تحت القيادة الفنية لإدارة التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار بمفوضية الاتحاد الأفريقي والتى على يرأسها مفوض التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار لدى الاتحاد الإفريقي البروفيسور محمد بلحسين و بالتعاون الوثيق مع لجنة رؤساء الدول العشرة المعنية بالتعليم في أفريقيا.
وستعمل الإدارة بشكل وثيق مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي (بما في ذلك من خلال اللجنة الفنية المتخصصة) والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والشركاء الإنمائيين ووكالات الأمم المتحدة وجميع أصحاب المصلحة في مجال التعليم، بما في ذلك القطاع الخاص والشباب.
إن جعل التعليم موضوعا للعام 2024 سيزيد من الزخم الناتج عن قمة تحويل التعليم المنعقدة في سبتمبر 2022، والعمل مع الدول الأعضاء والشركاء، لتسليط الضوء على التعافي من كوفيد-19، على مستوى القارة، وبناء أنظمة قادرة على الصمود لزيادة الوصول إلى التعليم الشامل للجميع، الذي يتميز بالجودة، والتعليم ذو الصلة في أفريقيا. وسيتم ذلك من خلال الإجراءات الملموسة المؤثرة التي يتم تنفيذها في الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي نحو تحويل التعليم في أفريقيا ليواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين.
اقرأ المزيد :
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.