الدكتورة هاجر كرباش تكتب : انتصارات الفراعنة فى العاشر من رمضان
يوم العاشر من رمضان ليس انتصار لمصرنا الحبيبه فحسب بل يعد أعظم إنتصارات الأمة العربية فى تاريخها الحديث الذى جسد أصالة شعب مصر وقواته المسلحة وعظمة إتحاد العرب .
غير أن هذا الانتصار أظهر التضامن العربي بوضوح ولأول مرّة في تاريخ العرب المعاصر وذلك للحفاظ على أمنهم القومي و الاستراتيجي ولذلك توج هذا التضامن بنصر عسكري كبير يفخر به الجميع حيث أصبح هذا الإنتصار نقطة تحول في مسار الصراع العربى الإسرائيلى .
العاشر من رمضان اليوم الذى تمكن فيه جيش مصر العظيم من عبور قناة السويس و التوغل شرقا داخل سيناء التي كانت تحتلها إسرائيل منذ حرب ١٩٦٧، بعد تحطيم خط بارليف، أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث و الذى يعتبره العسكريون الغربيون إنه لا يمكن تدميره إلا إذا استخدمت القنبلة الذرية.
إلا أن القوات المسلحة المصرية أستطاعت تدمير هذا الخط وأفقدت العدو توازنه في أقل من ست ساعات.
هذا الانتصار الذى أشادت به الصحف الأمريكية و منها صحيفة واشنطن بوست التى كتبت بتاريخ ٧/١٠/١٩٧٣
” إن المصريين والسوريين يبدون كفاءة عالية وتنظيماً وشجاعة ، لقد حقق العرب نصراً نفيساً ستكون له آثاره النفسية .. إن احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصراً ضخماً لا مثيل له تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب ” .
و من الصحف الإسرائيلية صحيفة علهمشمار بتاريخ ٢٩/١٠/١٩٧٣”لقد سادت البلاد قبل حرب أكتوبر مشاعر خاطئة هي شعور صقورنا بالتفوق العسكري الساحق لدرجة أن هذا الاعتقاد قادهم الي طمأنينة عسكرية علي طريقة سنقطعهم إرباً إذا تجرأوا علي رفع إصبع في وجهنا ”
جنت مصرنا العديد من ثمار الانتصار ومنها:
ازدياد ادراك المصريين بأن دورهم الذي خلقهم الله له لا يزال قائما ومستمرا حتى تقوم الساعة لأن مصر كانت ومازالت بكل عراقتها التاريخية وثوابتها الثقافية صاحبة دور فاعل ومؤثر وموطنا للامن والسلام
نجحت حرب العاشر من رمضان فى إعادة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو ١٩٧٥ ،كما مهدت الطريق لإتمام إتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل فى سبتمبر ١٩٧٨ ،وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى مارس ١٩٧٩ ، واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في ٢٥ أبريل ١٩٨٢ ، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في ١٩ مارس ١٩٨٩ .
أيضاً إعادة تعمير سيناء وبدء مشروعات ربطها بوادي النيل والعمل علي تحويلها إلي منطقة إستراتيجية متكاملة تمثل درع مصر الشرقية الذى استمر إلى يومنا هذا حصن منيع لا يستطيع غزوه
على الرغم ما تعرضت له ارض سيناء فى السنوات الماضية من محاولات ارهابية تحاول تمزيق هذه الأرض ولكن كفاءة قيادتنا العسكرية تحت قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تمكنت من جعل أرض الفيروز أرض السلام ، و عمل نقلة حضارية لم تشهدها من قبل ارض سيناء من أعمار سكانى و سياحى و استثمارى .. هكذا كانت و ستظل مصرنا الحبيبة ارض السلام و الأمن .
* الدكتورة هاچر عثمان كرباش باحثة في الشأن الأفريقي
هاچر عثمان كرباش .. تكتب : هكذا يجب أن تكون نساء القارة السمراء .. (نساء رواندا نموذجا)