رواندا .. الرئيس كاجامي يفجر مفاجأة : أتطلع للتقاعد وسأعمل يوما ما في الصحافة
فجر الرئيس الرواندي بول كاجامي مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه تطلعه إلى التقاعد وتسليم السلطة بعد 23 عامًا قضاها في منصبه رئيسا لرواندا .
ونقلت ” بي بي سي ” عن كاجامي في حديثه في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكيني وليام روتو في العاصمة الرواندية كيجالي ، قوله ” إن خطة الخلافة تجري مناقشتها بنشاط من قبل الحزب الحاكم في رواندا ، واصفا تقاعده بأنه “حتمي”.
واضاف كاجامي ” إنه لم يكن بالضرورة مهتمًا باختيار خليفته ، بل كان مهتمًا بخلق بيئة من شأنها أن تؤدي إلى ظهور أشخاص قادرين على القيادة.
وتابع : “لقد أجرينا هذه المناقشة داخل حزبنا [الحاكم] منذ عام 2010 ، لكن الظروف والتحديات والتاريخ في رواندا تميل إلى إملاء أشياء معينة” ، مؤكدا أن تقاعده موضوع يجب مناقشته “عاجلاً أم آجلاً”.
وقال الرئيس الرواندي بول كاجامي: “أنا متأكد من أنني سألتحق يومًا ما بالصحافة في سن الشيخوخة .. إنني أتطلع إلى ذلك”.
وجاءت تصريحات الرئيس الرواندي بعد أيام من انتخاب الحزب الحاكم في رواندا ، الجبهة الوطنية الرواندية (RPF-Inkotanyi) ، أول امرأة نائبة للرئيس.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس كاجامي عن التقاعد ، حيث ذكر في ديسمبر 2022 ، ” إنه ليس لديه مشكلة في أن يصبح مواطنًا مسنًا عاديًا.
ويشغل كاجامي منصب رئيس الدولة الواقعة في شرق إفريقيا منذ عام 2000. وأدى استفتاء مثير للجدل في عام 2015 إلى إزالة الحد الدستوري لفترتين للرؤساء.
وقال الرئيس كاجامي العام الماضي لقناة تلفزيونية فرنسية إنه سيرشح نفسه لمنصب الرئيس مرة أخرى في الانتخابات المقبلة عام 2024.
أسرع الاقتصادات نموا
وفي تقرير لمركز ” فاروس ” للدراسات ذكر ان بول كاجامي”، استطاع أن يعبر ببلاده رواندا من الصراعات ورماد الحروب إلى التقدم والازدهار، بعد ربع قرن من المذبحة الجماعية التي أزهقت أرواح حوالي 15% من السكان، أصبحت رواندا أحد أسرع الاقتصادات نموًّا في شرق أفريقيا، بمتوسط معدل 7.3% سنويًّا منذ عام 2000، متجاوزًا دولًا مجاورة أكثر ثراء، وانخفض عدد أبنائها الذين يعيشون تحت خط الفقر من 77% عام 1994 إلى 39%، ونسبة الأمية من 50% إلى 25% في عام 2019؛ بحسب تقارير صادرة عن البنك الأفريقي للتنمية والبنك الدولي، كما أصبح دخل الفرد فيها يقارب الـ3 آلاف دولار، ودشنت الحكومة برنامج تأمين صحي وطني، ظن الخبراء الغربيون أنه مستحيل في بلدٍ أفريقي مُعدَم.
وأشار التقرير إلي أنه على مدى العقد الماضي، لم تخل قوائم المجلات العالمية للشخصيات الأكثر تأثيرًا وإلهامًا بالعالم، من اسم الرئيس الرواندي “بول كاجامي”، ففي عام 2009 اختارته مجلة “تايم” الأمريكية من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة بالعالم، وفي 2010 اختارته أيضًا مجلة بريطانية، وفي 2018 حصل على لقب أفضل شخصية أفريقية، بحسب تصنيفات مجلة “فوربس أفريكا”، كما وضعته مجلة “نيو أفريكان” بين أفضل 100 شخصية أفريقية، والأكثر نفوذًا بالقارة السمراء لعام 2019.
وقال التقرير ” إن صعود رواندا من الإبادة الجماعية في عام 1994 قد دخل بالرئيس بول كاجامي، بالفعل، التاريخ كرمز ومثال على المرونة التي لا تقل عن المعجزات، فهو معروف بين شعبه برجل الفعل وليس الكلمات؛ لإيمانه بالنتائج وليس الوعود، إنه عملي وليس مثالي، لقد كان مدافعًا عنيفًا ليس عن الحقوق والتطلعات الرواندية فحسب، بل عن الحقوق والتطلعات الأفريقية في المحافل الدولية، وهو فخور بأنه أفريقي، وداعم قوي للعبقرية الأفريقية التي تقود لأعمال وإنجازات متدفقة.
وذكر التقرير أنه منذ وصول الرئيس كاجامي إلى سدة الحكم عام 2000، ارتفع الاقتصاد الرواندي ليصبح واحدًا من بين الاقتصادات الأسرع نموًّا في العالم خلال العقدين الماضيين.
وأصبحت الدولة الوجهة السياحية الأولى بشرق أفريقيا، بإيرادات بلغت 438 مليون دولار في 2017. واليوم في 2020 يستحوذ قطاع السفر والسياحة على واحد من كل خمسة من الوظائف الجديدة التي تخلق وتوفر بجميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يساهم في توفير 100 مليون وظيفة جديدة على مستوى العالم خلال السنوات العشر القادمة، وهو ما يمثل 421 مليون وظيفة بحلول عام 2029، بحسب إحصاءات وزارة السياحة الرواندية.
إقرأ المزيد :
رواندا .. تغيير دستوري لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في توقيت واحد