السودان .. « قوي الإطاري » تلتقي بشكل عاجل مع قيادة الجيش والدعم السريع لنزع فتيل الأزمة
أعلنت القوى المدنية في السودان الموقعة على الاتفاق الاطاري أنها ستلتقي بشكل عاجل بقيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع وطرح أفكار عملية لتجاوز التوتر الحالي ونزع فتيل الأزمة واستعادة المسار السياسي بما يعجل بتجاوز نذر المواجهة الحالية، والوصول لاتفاق نهائي تتشكل بموجبه حكومة مدنية تعبر عن الثورة وتوجهاتها، وتعالج القضايا الملحة التي يواجهها الشعب السوداني اقتصادياً وسياسياً وأمنياً.
وعقدت القوي المدنية السودانية الموقعة علي الإتفاق الإطاري اجتماع طاريء اليوم لمناقشة آخر التطورات السياسية في السودان .
ووفقا لبيان تم نشره علي الصفحة الرسمية لحزب الأمة القومي في السودان علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ” أن الاجتماع وقف على النشاط المتصاعد لعناصر المؤتمر الوطني المحلول وسعيهم الحثيث لإثارة الفتنة بالوقيعة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ودق طبول الحرب أملاً منهم بأن يعودوا للتسلط على رقاب الناس مرة أخرى بعد أن لفظهم الشعب وطوى صفحة نظامهم البائد.
و توجه المجتمعون بنداء لكافة أطياف الشعب السوداني المتطلعة للتغيير بالتصدي لمخططات النظام البائد ولدعاوي الحرب والتصعيد العسكري، ولرفض تحويل الصراع في البلاد لصراع مسلح يغيب الطبيعة السياسية المدنية للقضية الوطنية ،مؤكدين إن الأزمة في السودان نتجت عن المشاريع الاستبدادية التي تصدى لها الشعب السوداني سلماً وأختار التحول المدني الديمقراطي بديلاً عنها، وأن يعالج مخلفات حكم النظام البائد عبر الحلول السياسية والانتقال المدني الديمقراطي لا عبر البنادق والاحتراب.
ووقف الاجتماع على الجهود المتصلة للقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الاطاري في احتواء الأزمة الراهنة، والتي تمثلت في لقاءات متصلة طوال الأسبوع الماضي جمعتها بقيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع مجتمعة ومنفردة بهدف خفض حدة التوتر واتخاذ اجراءات عملية لتسريع الخطى في العملية السياسية، وستتواصل هذه المجهودات حتى تعمل على إنهاء كل أشكال المواجهة واستعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي.
وأكد الاجتماع على أن التحديات التي تواجه القطاع الأمني والعسكري هي قضايا قديمة فاقم النظام السابق منها، وواجهتها الحكومة الانتقالية المنقلب عليها، وجاء الاتفاق السياسي الإطاري الذي صنعه المدنيون والقيادة العسكرية كخطوة شجاعة لوضع الأسس الصحيحة لمعالجتها سلماً لا حرباً. إن العملية السياسية الجارية توفر فرصة تاريخية لبلادنا للوصول لجيش واحد مهني وقومي، وإن عناصر النظام البائد التي تريد تدمير العملية السياسية تطرح الحرب كبديل لها لأن غايتهم ليست الإصلاح بل السلطة بأي ثمن حتى لو كان ذلك تحطيم البلاد.
ووجه الاجتماع الشكر للأسرة الدولية والإقليمية على جهودها المتصلة لمساعدة الشعب السوداني في بلوغ غاياته باسترداد المسار المدني الديمقراطي، وحيا العمل الكبير الذي تقوم به الآلية الثلاثية والرباعية والإتحاد الأوروبي، كما شدد الاجتماع على ضرورة أن ينحصر الدور الدولي والاقليمي في تيسير العملية السياسية ودعمها، ورفض كل أشكال التدخل المباشر من أي جهة إقليمية أو دولية تسعى لتأجيج الصراع أو أن نكون طرفاً فيه.
وأكدت القوي المدنية السودانية الموقعة على الاتفاق الإطاري أن هذه الأزمة ستنجلي لا محالة بإرادة هذا الشعب وتصميمه على بلوغ غاياته، ونثق في حكمة الأطراف الوطنية العسكرية والمدنية وقدرتها على تجاوز هذا المنعطف الخطير ووضع البلاد على طريق التحول المدني الديمقراطي واكمال مهام ثورة ديسمبر المجيدة.
الجيش السوداني يحذر
كانت القيادة العامة للقوات المسلحة أكدت في بيانها الذي أصدرته فجر اليوم الخميس ان حفظ وصون أمن وسلامة البلاد يقع على عاتقها دستورا وقانونا، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة و بناءا على هذه المسئولية اشارت الى أن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير ، وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن .
وجددت القوات المسلحة في بيان لها فجر اليوم تمسكها بما تم التوافق عليه في دعم الإنتقال السياسي وفقا لما تم في الإتفاق الاطاري ، وتحذر القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقف القوات المسلحة الوطنية ، والتي لم تبخل في سبيل تحقيقها بتقديم المهج و الأرواح رخيصة لينعم السودان بالأمن والاستقرار.
ونشرت وكالة الأنباء السودانية ” سونا ” نص البيان الكامل للجيش السوداني , والذي نشر تحت عنوان “بيان : الشعب السوداني الأبي .
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني في البيان ” يقع على عاتق القوات المسلحة دستورا وقانونا ، حفظ وصون أمن وسلامة البلاد ، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة ، وقد نظمت القوانين كيفية تقديم هذا العون ، مضيفا ” بناءا على ذلك وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر ، بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير ، وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن .
وأكد الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية أن هذه التحركات والإنفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها مما أثار الهلع والخوف في أوساط المواطنين ، وفاقم من المخاطر الأمنية ، وزاد من التوتر بين القوات النظامية .
وقال ” لم تنقطع محاولات القوات المسلحة في إيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات وذلك حفاظا على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس ، لأن هذه الانفتاحات وإعادة تمركز القوات يخالف مهام ونظام عمل قوات الدعم السريع وفيه تجاوز واضح للقانون ومخالفة لتوجيهات اللجان الأمنية المركزية و الولائية واستمرارها سيؤدي حتما إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد.
وجددت القوات المسلحة السودانية تمسكها بما تم التوافق عليه في دعم الإنتقال السياسي وفقا لما تم في الإتفاق الاطاري ، وتحذر القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقف القوات المسلحة الوطنية ، والتي لم تبخل في سبيل تحقيقها بتقديم المهج و الأرواح رخيصة لينعم السودان بالأمن والاستقرار .
الدعم السريع يرد
وقبل ساعات من صدور بيان الجيش السوداني أصدرت قوات الدعم السريع بيانا ذكرت فيه ” تناقلت بعض وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم، مزاعم بأن قوات الدعم السريع، قامت بأعمال حربية تجاه مطار مروي. وإزاء هذه المعلومات الكاذبة والمضللة، توضح القوات الآتي , قوات الدعم السريع، قوات قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون، وهي تعمل بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى، في تحركاتها.
وأكدت قوات الدعم السريع، أنها تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات، والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت.
وأوضح البيان أن وجود قوات الدعم السريع، بالولاية الشمالية، وفي مدينة مروي على وجهة التحديد، يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهامها وواجباتها، التي تمتد حتى الصحراء ,وفي سبيل ذلك قدمت قوات الدعم السريع، عدداً من الشهداء والجرحى، لأجل تحقيق الأمن والطمأنينة للمواطنين.
ودعت قوات الدعم السريع، جميع المواطنين، ووسائل الإعلام، إلى عدم الانسياق وراء المعلومات الكاذبة، التي تهدف إلى إشاعة الفتنة، وتقويض أمن واستقرار الوطن , الجهات التي تعمل على فبركة وترويج الشائعات وبثها، بأنها سوف تقوم بملاحقتها قانونياً، ولا مجاملة في أمن وسلامة الوطن.
إقرأ المزيد :