مؤتمر باريس يجمع أكثر من ملياري يورو من المساعدات للسودان
قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن مؤتمر باريس الذي عقد يوم الاثنين جمع أكثر من ملياري يورو من المساعدات لمساعدة السودان والدول المجاورة له، وتأتي التعهدات الدولية بعد عام بالضبط من بدء الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، والذي أجبر الملايين على الفرار ودفع السكان إلى حافة المجاعة.
وقال ماكرون إن “هذا الدعم سيكون قادرا على الاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحا” لسكان السودان والتي تتراوح بين أزمة الغذاء والتعليم، مضيفا أن دول الاتحاد الأوروبي تعهدت بحوالي نصف إجمالي المساعدات الإنسانية.
وقال ماكرون: “إنه صراع مفروض على الناس ولا ينتج عنه سوى الحزن والمعاناة، ويثير واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مضيفاً أن “هناك استهزاء رهيبا وراء هذه الحرب”، متهما القوى الإقليمية بالسعي لاستغلال الوضع لمصالحها الخاصة.
ومع المؤتمر “كان واجبنا أن نظهر أننا لا ننسى ما يجري في السودان ولا توجد معايير مزدوجة” بينما يركز العالم على الأزمات الأخرى، وأشاد ماكرون، الذي استضاف في مايو 2021 مؤتمرا في باريس حول التحول الديمقراطي في السودان، بانتفاضة 2018 ضد الحكم الاستبدادي التي كان الكثيرون يأملون أن تبشر بمستقبل جديد للبلاد، وقال “لم ينس أحد ثورة 2018 التي بعثت الكثير من الأمل. لقد أفسدتها السخرية… سنصل إلى هناك”.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 350 مليون يورو، بينما أضافت فرنسا 110 ملايين يورو، وتعهدت ألمانيا بالفعل بمبلغ 244 مليون يورو في وقت سابق من يوم الاثنين.
من جانبها طالبت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش بحظر الأسلحة في السودان، وقالت أن الصراع المستمر في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أدي إلى مقتل أكثر من 14600 شخص في جميع أنحاء البلاد ونزوح أكثر من 8 ملايين شخص، بما في ذلك ما يقرب من 2 مليون منهم لجأوا إلى البلدان المجاورة.
يشعر شعب السودان بأنه منسي وسط أعمال العنف المتصاعدة في جميع أنحاء البلاد، حيث تتسبب أطراف النزاع في موت ودمار لا يوصف، وهم عالقون في وسط القتال، وليس لديهم طعام أو ماء أو إمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية، ومع محدودية الإنترنت، لا يستطيع المدنيون الوصول إلى معلومات حول الممر الآمن أو مكان العثور على الدواء.
يذكر أن الناس يقتلون داخل منازلهم، أو أثناء بحثهم اليائس عن الغذاء والماء والدواء. لقد وقعوا في مرمى النيران أثناء فرارهم وتم إطلاق النار عليهم عمداً في هجمات مستهدفة، وتعرضت النساء والفتيات، وبعضهن لا يتجاوز عمرهن 12 عاماً، للاغتصاب ولأشكال أخرى من العنف الجنسي على أيدي أفراد من الأطراف المتحاربة.
وأوضحت المنظمة أنه مع كل دقيقة تمر تدمر حياة عدد لا يحصى من الناس، قائلة نحن بحاجة إلى التحرك الآن ومطالبة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتمديد حظر الأسلحة الحالي ليشمل البلاد بأكملها، وليس فقط منطقة دارفور، وضمان تنفيذه بالكامل، وهذا من شأنه أن يعطل تدفق الأسلحة ويساهم في الحد من معاناة المدنيين.
إقرأ كذلك:-
جامعة الدول العربية: استعادة السلام والأمن والاستقرار في السودان ستظل من أهم أولوياتنا
السودان .. عام علي اندلاع الحرب ولا ضوء في نهاية النفق
في كلمة للشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر .. لاءات « البرهان » الثلاث
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.