مسؤول دولي: خطر المجاعة يحوم حول السودان.. و« الفاو » : نافذة فرص متاحة الآن لمنعها
»» « أوتشا » : 18 مليون سوداني يواجهون الجوع الحاد
حذر مسؤول دولي من أن خطر المجاعة يحوم حول السودان، مشيرا إلي أن موسم زراعة الحبوب الرئيسي على بعد عدة أسابيع فقط فيما يواجه عدد كبير من المزارعين صعوبة في الوصول إلى أراضيهم وتواجه المنظمات التي تدعمهم نقصا حادا في التمويل.
وقال رين بولسن، مدير مكتب الطوارئ والصمود لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، في حوار عبر الفيديو مع أخبار الأمم المتحدة حيث كان موجودا في مدينة بورتسودان، ” إن الصراع في السودان هو “المحرك الرئيسي لأزمة الغذاء”، إلا أنه أشار إلى أن الوضع صعب حتى في المناطق التي تتمتع ببعض الأمان والتي هي على الخطوط الأمامية لتغير المناخ.
وشدد بولسن علي أن الأدلة تُظهر أن خطر المجاعة موجود حقا، ولدينا فرصة لمنع ذلك. هذه الفرصة السانحة عندما يتعلق الأمر بالمساعدة الزراعية الطارئة هي الآن.
وقال ” يبدأ موسم الزراعة الرئيسي في غضون بضعة أسابيع قصيرة، ولكن من الممكن العمل طوال السنة التقويمية للاستجابة للوضع.
واضاف ” نحن بحاجة إلى استجابة متعددة القطاعات لوضع خطة فعالة والوقاية من المجاعة.. ومن الواضح، بالنسبة لمنظمة الأغذية والزراعة، أنني أتحدث عن العمل الزراعي الطارئ الذي يجب القيام به، ولكن من المهم بنفس القدر أن تحصل تلك الكيانات المتخصصة التي تعمل على القضايا الصحية، وقضايا التغذية، وقضايا المياه، على الدعم لوضع استراتيجية فعالة للوقاية من المجاعة.
وأشار إلي أن زيارته للسودان جاءت للعمل مع مكتب منظمة الأغذية والزراعة هنا كجزء من مساهمة المنظمة في الجهود الجماعية الجارية للوقاية من المجاعة، وكجزء من خطة الاستجابة المشتركة بين الوكالات لأزمة الأمن الغذائي هنا.
وقال ” جئت في هذا الوقت بالذات، لأننا كوكالة أممية متخصصة تركز على الأغذية والزراعة، نركز على الأجزاء الرئيسية من السنة التقويمية التي تتعلق بمواسم المحاصيل. وموسم زراعة الحبوب الرئيسي سيحل في غضون أسابيع قليلة.
واضاف ” يجب أن يقوم المزارعون بإعداد الأرض الآن في أبريل ومايو، ويجب زراعة البذور في يونيو. بالنسبة لنا، هذا التوقيت مهم على وجه الخصوص لتعزيز موسم المحاصيل. وتابع ” لكننا هنا لأن خطر المجاعة حقيقي .. إن حالة الأمن الغذائي مثيرة للقلق العميق. لكن لدينا فرصة للاستجابة، وهذا ما نحن مشغولون به في الوقت الحالي.
ولفت رين بولسن إلي لقاءاته مع السلطات السودانية في بورتسودان هذه الزيارة للقاء السلطات هنا في بورتسودان، وقال ” لدينا بالطبع علاقة طويلة الأمد على مدى سنوات وعقود عديدة مع السودان شعبا وحكومة.. لذا سارت المناقشات التي أجريناها بشكل جيد للغاية. لدينا تعاون تقني قوي. وأتوقع أن يستمر هذا التعاون. نحن نعمل على عدد من المجالات الفنية المختلفة مع السلطات، بما في ذلك على سبيل المثال، الأنشطة المتعلقة بمكافحة الجراد الصحراوي والوقاية منه، وهو أمر آخر نظرت فيه خلال زيارتي. في الواقع، هناك أخبار سارة للغاية في هذا السياق على عكس التحديات. ستعلن الحكومة في الأيام أو الأسابيع المقبلة، أن عمليات مكافحة الجراد الصحراوي كانت ناجحة تماما.
ولفت إلي وجود مجموعتان رئيسيتان من التحديات التي تواجه منظمة الأغذية والزراعة، هما التمويل والوصول ، مؤكدا علي ضرورة معالجة هذين الأمرين حتى نتمكن من منع المجاعة.
وقال ” ويجب أن أقول في جانب التمويل، إن الفاو تحتاج حالياً 104 مليون دولار لدعم ما يزيد قليلاً عن 10 ملايين سوداني في عام 2024، إلا أن تمويلنا حتى الآن بلغ أقل من عشرة في المائة من المبلغ المطلوب.
وشدد علي أن قضية التمويل تمثل تحدياً حقيقيا ، وقال ” غالباً ما نتحدث عن ذلك، لكن لدينا تمويل أقل هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وحالة انعدام الأمن الغذائي أسوأ هذا العام مقارنة بالعام الماضي.. لذا فإن هذين المسارين يسيران في اتجاهات خاطئة.
التوقعات قاتمة
وفي سياق متصل قالت مسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن التوقعات بالنسبة لشعب السودان قاتمة، وإن الصراع مازال محتدما وخطر المجاعة يظل قائما.
وفي إحاطة أمام جلسة لمجلس الأمن بشأن السودان أمس الأول الجمعة، أكدت إيديم وسورنو، مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمام مجلس الأمن أنه بعد عام من اندلاع الصراع في السودان في 15 أبريل 2023 تحولت الأحياء السكنية إلى ساحات قتال، واشتعلت النيران في مباني المكاتب، وفر المدنيون من الخرطوم حاملين ما استطاعوا حمله من ممتلكات.
وأضافت في إحاطتها نيابة عن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيثس ” : ” من المحزن بشكل خاص رؤية ما حدث في السودان، بالنظر إلى الوضع الذي كانت عليه البلاد قبل بدء هذا الصراع، والتي كانت ملجأ آمنا لأكثر من مليون لاجئ، ومركزا إقليميا لمنشآت طبية وجامعات. لقد اختفى الكثير من هذا الآن”.
وكررت مطالبة أطراف النزاع باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، مشددة على أن العنف الجنسي محظور تماما مثل غيره من أشكال المعاملة اللاإنسانية، وأنه ينبغي للأطراف باستمرار حماية المدنيين والأعيان المدنية.
لكنها أضافت أنه “في كثير من الأحيان، لا يبدو أن هذه الالتزامات يتم التمسك بها”. ودعت الأطراف كذلك إلى الوقف الفوري للعنف حول منطقة الفاشر وفي سائر أنحاء البلاد.
وجددت وسورنو التأكيد على أن 18 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع مع اقتراب موسم العجاف بسرعة، مشيرة إلى أنهم أطلقوا منذ أسبوع خطة الوقاية من المجاعة.
وقالت “إذا أردنا تجنب المجاعة، يجب على الأطراف اتخاذ خطوات عاجلة لتسهيل الإغاثة الإنسانية لجميع المدنيين المحتاجين”، وأن يكون العاملون في المجال الإنساني قادرين على الوصول إلى المجتمعات المتضررة أينما كانوا وعبر جميع الطرق الممكنة.
وحذرت من أنه “لا يمكن لشعب السودان أن ينتظر شهرا أو أسبوعا أو حتى يوما آخر حتى تتوقف معاناته”.
آفاق قاتمة
وتحدث أمام مجلس الأمن كذلك محمد ابن شمباس، رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى بشأن السودان الذي قال إن الحرب أعادت البلاد عدة عقود إلى الوراء، “وسوف يستغرق الأمر أكثر من جيل لإعادة بناء السودان إلى ما كان عليه قبل الحرب”.
وأضاف أن آفاق تحقيق السودان لأهداف التنمية المستدامة، أو أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، “تبدو قاتمة للغاية، مما يحكم على ملايين السودانيين بالفقر والمعاناة لعقود قادمة”.
ونبه إلى أن جهود الوساطة في الأزمة لم تكن حتى الآن ناجحة، مشيرا إلى أن التدخل الخارجي كان أيضا عاملا رئيسيا في تفاقم الجهود المبذولة للتفاوض على وقف إطلاق النار ووقف الحرب.
وأضاف “كان الدعم الخارجي من حيث توريد العتاد الحربي وغيرها من الوسائل هو السبب الرئيسي لاستمرار هذه الحرب لفترة طويلة”.
وذكـّر بأن ولاية اللجنة تتمثل في إشراك الجهات السودانية الفاعلة، بما في ذلك الأطراف المتحاربة وكذلك أصحاب المصلحة المدنيون الآخرون والجماعات المسلحة، لتنفيذ خارطة طريق الاتحاد الأفريقي لحل النزاع في السودان.
إقرأ المزيد :
مصر وجنوب أفريقيا تتفقان علي تكثيف العمل المشترك للتوصل لحلول للأزمة السودانية