بنين .. تواصل تربعها علي قمة إنتاج القطن في إفريقيا بـ700 ألف طن
أحتلت دولة بنين الواقعة في غرب القارة الافريقية في المرتبة الأولي إفريقيا في أنتاج القطن وفقاً لما تم الإعلان عنه مؤخرًا خلال اجتماع للبرنامج الإقليمي للإنتاج المتكامل للقطن في إفريقيا (RP-PICA) ، الذي عقد الأسبوع الماضي في أبيدجان وهي المرتبة التي أعتلتها منذ عام 2019 .
وبذلك تكون دولة مالي قد فقدت مكانتها كمنتج للقطن، وتقهقرت الي المرتبة الثالثة خلف دولة بوركينا فاسو التي تجاوزتها، وصعدت إلى المرتبة الثانية بين البلدان المنتجة للقطن في إفريقيا في الموسم الزراعي الحالي 2022-2023.
جاءت بنين في المركز الأول في إفريقيا بإنتاج بلغ 700 ألف طن وهي تواصل تألقها في قطاع الزراعة منذ عام 2019، فيما وحصلت بوركينا فاسو على المركز الثاني بـ411 ألف طن قطن مقابل 390 ألف طن في مالي بالمرتبة الثالثة حسب البرنامج الإقليمي للإنتاج المتكامل للقطن إفريقيا (PR-PICA).
وتراجع إنتاج القطن في دولة مالي هذا العام الي أقل من النصف، وفقدت الحملة الزراعية الأخيرة في مالي مستوى التوقعات على الإطلاق، فلم يكن بعض الفلاحين قادرين حتى على الزراعة بسبب ارتفاع تكلفة المدخلات ومستلزمات الانتاج، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك انعدام الأمن الذي ساهم بشكل كبير في انخفاض كبير في المساحات المزروعة، والاستخدام المفرط للمبيدات وكذلك غزو الآفات.
يرتبط انخفاض إنتاج القطن في إفريقيا بشكل أساسي بصعوبة توفير المدخلات ومستلزمات الانتاج الزراعية وظهور طفيلي جديد يهاجم نباتات القطن، ويخشى مزارعو القطن أنه إذا لم يتم اتخاذ تدابير تصحيحية ، فإن حملة 2023-2024 القادمة ستتأثر سلبًا بالتأخير في تسليم المدخلات الزراعية ، فضلاً عن حدوث مشاكل لوجستية أخرى.
لكن في عام 2019 آثار مشهد بكاء وزير الزراعة في دولة بنين خلال خطاب رئيس البلاد وإعلانه تحقيق دولته المرتبة الأولى في زراعة القطن على مستوى القارة الإفريقية، تعاطف عالمي ممن شاهدوا تلك اللقطة على الشاشات المتلفزة أو المواقع الخبرية الإلكترونية المختلفة والتي اهتمت بنشر صورة الوزير وهو يبكي لتكون أحد أهم الصور فيعام 2019 .
كان التفاعل الجماهيري مع الصورة لما حملته من انفعال صادق لمسؤول يحب بلاده ويعمل على تقدمها وتنمية اقتصادها من خلال موقعه الحيوي الذي يتولى من خلاله رعاية أحد أهم أركان الإقتصاد وهو القطاع الزراعي.
ولما كانت الناس قد اعتادت قراءة الأخبار السلبية عن القارة الإفريقية ودولها المظلومة، فقد جاء خبر تحقيق دولة بنين لإنجاز اقتصادي حيوي ومهم مثل تصدر إنتاج القطن الإفريقي واحتلال المرتبة الأولى في القارة السمراء، مثيرا للإهتمام والتعاطف مع انفعال الوزير البنيني قائد هذا الإنجاز.
ووفقا لتقارير استشرافية لوزارة الزراعة الأمريكية فإن هناك عشر دول إفريقية تتصدر الدول المنتجة للقطن الإفريقي وهي بنين ومالي وبوركينا فاسو وساحل العاج والكاميرون وتوجو وتشاد والسنغال وإفريقيا الوسطى والنيجر.
وكانت بوركينا فاسو تحتل المركز الأول إفريقيا والعاشر عالميا في إنتاج القطن حتى نهاية عام 2016 وهو العام الذي أنتجت فيه 158 ألف طن من القطن. وفي العام التالي سحبت مالي البساط من بوركينا فاسو ونجحت في تسجيل رقم جديد خلال موسم 2017-2018 عندما أنتجت ما يناهز 700 ألف طن من القطن وهو ما أهلها لتصدر قائمة الدول الإفريقية المنتجة للقطن.
ومثلما حققت مالي تلك القفزة الأقرب لطفرة كبرى في إنتاج القطن ببلدان القارة السمراء، نجحت دولة بنين في تحقيق نفس الإنجاز الإقتصادي بعد تراجع مالي واستمرار التراجع البوركيني عن القمة، لتحتلها بنين بجدارة وذلك برقم قريب من مالي حيث أنتجت 678 ألف طن من القطن.
وهو إنجاز لم يأت من فراغ وإنما جاء بعد حصيلة عمل دؤوب وجهد كبير من القائمين على الزراعة في بنين، حيث تم توجيه الإستثمار الحكومي والقطاع الخاص لتحديث سلسلة توريد القطن بالكامل بجانب توفير البذور والأسمدة المطلوبة في وقتها.
ويبلغ متوسط إنتاج بنين خلال الخمس سنوات 435 كجم / هكتار، وهو ما يزيد عن متوسط الإنتاج خلال نفس المدة لمنطقة الفرنك بغرب إفريقيا، التي تنتمي إليها بنين، البالغ 393 كجم / هكتار، الأمر الذي انعكس إيجابيا على إجمالي حجم إنتاج القطن هناك.
ولاشك أن هذا الإنجاز يمثل تطورا مهما لشعب بنين والإقتصاد البنيني حيث يسهم القطن بنسبة 40 % من عائدات النقد الأجنبي، و12 إلى 13% من الناتج المحلي الإجمالي، وحوالي 60 % من صناعة النسيج الوطنية، ويوفر دخلًا لأكثر من 300 ألف مزارع بما يعود بالخير على أكثر من ثلث السكان، وذلك وفقا لتصريحات رسمية عن وزارة الزراعة في بنين. و
قال جاستون كوسي دوسوهوي وزير الزراعة في بنين أن قطاع القطن في بلاده يفيد ما يقرب من 3 مليون من أفراد الشعب، كما أنه يمثل انطلاقة قوية لاقتصاد البلاد حيث أن كل 50 ألف طن ينتج عنها نقطة واحدة من النمو.
يأتي ذلك في إطار خطة ممنهجة للإرتقاء بالإقتصاد البنيني من خلال تنويع مصادر الدخل والإنتاج والإهتمام بالقطن كمحصول استراتيجي جنبا إلى جنب مع الإهتمام بتصدير محاصيلهم التقليدية مثل الأنانس والكاجو وجوز النخيل.
إن الإهتمام بقطاع الزراعة يعد من أهم دعائم الإقتصادات الدولية خاصة عندما يتم تطوير الزراعة في البلدان الإفريقية وتحديثها وفقا لما وصلت إليه الوسائل العلمية الحديثة سواء في مواجهة التغيرات المناخية والتغلب على توابعها أو من خلال مقاومة الآفات أو جلب البذور والأسمدة الجيدة التي تسهم في رفع إنتاجية الفدان وتنعكس إيجابيا على زيادة الناتج المحلي والدخل القومي ورفع معدلات النمو الإقتصادي.
إقرأ أيضا:-
دموع وزير زراعة بنين وصناعة الغزل والنسيج في مصر وأفريقيا
بنين .. المعارضة تشارك في الانتخابات البرلمانية لأول مرة في عهد الرئيس
إفطار ” اتحاد الطلاب الأفارقة ” أجواء رمضانية بطعم أفريقي في قلب القاهرة
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.