رواندا ،الروانديون في مصر يحيون ذكري الإبادة الجماعية الـ 30 للتوتسي

وكان من بين الحضور ضباط عسكريون بارزون من الجيش المصري وسفراء وملحقون وممثلون عن مختلف المنظمات المتعددة الأطراف. وشهد الحفل حضور نائب مساعد الوزير لدول حوض النيل السفير. صافات أحمد، الذي أشار إلى الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994 ضد التوتسي “تثير الحزن في قلوبنا، ولكنها تغرس الأمل في إمكانية منع مثل هذه المأساة من خلال التعلم الجماعي من أخطاء الماضي”.

وشدد أحمد على رحلة رواندا الرائعة نحو التعافي، مشيدًا بالمرونة والوحدة التي أظهرها شعبها تحت قيادة الرئيس بول كاجامي.

وأشار إلى أن رواندا تحولت إلى قصة نجاح ملهمة ونموذج للتقدم يحظى بالإعجاب في جميع أنحاء العالم. وفي معرض إبرازه للعلاقات المتنامية بين مصر ورواندا، أشار إلى إشراف مصر على بناء مستشفى للقلب، وهو دليل على تعزيز العلاقات بين البلدين.

ومع ذلك، حذر أحمد من الرضا عن النفس، مشددًا على أن أصداء الإبادة الجماعية لا تزال تتردد في جميع أنحاء المنطقة بعد مرور ثلاثة عقود. ودعا المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده لمنع العنف والكراهية أينما ظهرا، مرددًا شعور المسؤولية الجماعية لضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع أبدًا.

كما أشاد الدكتور محمد لابارانج، عميد السفراء الأفارقة في مصر، بضحايا الإبادة الجماعية وأشاد بالروانديين لالتزامهم بالوحدة وبناء مجتمع شامل وسلمي.

وشدد على أن الإبادة الجماعية لم تكن حدثا معزولا بل كانت تتويجا للانقسامات العرقية العميقة التي تفاقمت بسبب الموروثات الاستعمارية التاريخية والسياسات المثيرة للانقسام.

وأدان لابارانج التقاعس المؤسف من جانب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، مشددا على ضرورة التدخل في الوقت المناسب لمنع مثل هذه المآسي.

وتحدث سفير رواندا لدى مصر، دان مونيوزا، عن تاريخ رواندا المضطرب، والجهود البطولية لوقف الإبادة الجماعية، والخطوات التي تم تحقيقها في أعقابها.

وتحدث مونيوزا عن الخسائر في الأرواح خلال 100 يوم من الإبادة الجماعية، مشددًا على أن رواندا لم تكن وحدها هي التي عانت من خسارة فادحة، بل العالم أجمع. وأشاد بقدرة الناجين على الصمود وشدد على ضرورة ضمان مستقبل خال من هذه الفظائع.

وأشاد مونيوزا، الذي كان جزءًا من الجيش الوطني الرواندي الذي أوقف الإبادة الجماعية وحرر رواندا، بالإنجازات الشجاعة التي قام بها الشباب الرواندي، بقيادة الرئيس كاغامي، في إنهاء الإبادة الجماعية وإحلال السلام والأمن.

على الرغم من التقدم الكبير، لا تزال التحديات قائمة، بما في ذلك وجود الجماعة الإرهابية FDLR في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تتألف من مرتكبي الإبادة الجماعية عام 1994 ضد التوتسي.

وجه مونيوزا الدعوة فيما يتعلق بالفظائع المستمرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي ترتكبها مجموعات مثل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، ودعا المجتمع الدولي إلى معالجة محنة ضحايا التطهير العرقي الذي ترتكبه حكومة كينشاسا والميليشيات المتحالفة معها.

اقرأ المزيد:-