“رامي زهدي يكتب : وأصبح النجاح المصري دائم في حماية أبناء الوطن خارجه
“إدارة ملف عودة المصريين من السودان بنجاح مكتمل يرجع لإرادة وإدارة مصرية قوية”
ليس صدفة، ولم تكن المرة الأولي، إدارة أزمة عدد من أبناء الوطن المصري خارج الأراضي المصرية أصبح آلية محترفة متقنة من خلال منظومة عمل تشكل دائما حسب درجة تقارب ومعنية المؤسسات المصرية حسب كل ظرف أو حالة.
قبل نجاح خلية إدارة عودة المصريين من السودان الذي يشهد صراع متطور للأسوأ من ساعة لأخري، سبق ذلك نجاحات مشابهة، علي سبيل المثال أثناء جائحة كورونا وتداخل الدولة المصرية لدي كل دول العالم تقريبا لدعم ورعاية وحماية مواطنيها في دول العالم رغم الظروف الصعبة جدا في هذا التوقيت وفزع العالم الذي جعل بعض الدول تنسي القدر اليسير من الإنسانية الذي كانت تحتفظ به، كذلك تأمين وترتيب عودة الجالية المصرية من أوكرانيا، ومن بعض المدن الروسية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ومن بؤر صراع متعددة في العالم، حتي في الظروف الجغرافية او الطبيعية الصعبة مثل الزلازل علي سبيل المثال، تدخلت الدولة المصرية مثلما حدث في زلازل تركيا وسوريا مؤخرا، وعملت الدولة رغم الظروف الصعبة علي تتبع حالة مواطنيها في أماكن الهزات الأرضية والإطمئنان عليهم وتقديم الدعم والرعاية اللازمة.
أصبحت الدولة المصرية لا تنسي أبنائها، وكما هي الآن جهود التنمية والحياة الكريمة تطال وتغطي كل أبناء الوطن في الداخل ، أيضا حماية ورعاية الدولة المصرية تشمل جميع ابناء الوطن، وربما من واقع مسؤولية الدولة المصرية تساهم أيضا في تأمين وعودة رعايا الدول الصديقة وغير الصديقة من أماكن الصراعات.
رحلة إدارة الأزمة منذ بدايتها بالتنسيق الكامل بين مؤسسات الدولة بشكل مباشر ممثلة في وزارة الدفاع، جهاز المخابرات العامة، وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الهجرة، وبشكل غير مباشر وزارات الصحة والسكان، التموين والتجارة الداخلية، وزارة التضامن الإجتماعي وبقية مؤسسات الدولة ذات الصلة، رحلة متقنة عمل فيها الجميع بثقة وحكمة وترتيب وتوقع للأحداث وإستعداد دائم لأي متغيرات، حتي وصلنا لتلك المشاهد المبهجة لعودة أبناء الوطن للوطن .
ولم يكن يحدث ذلك إلا بإشراف ومتابعة دقيقة لكل التفاصيل من القيادة السياسية المصرية، بالتوازي بدعوات المصريين الدائمة في صلواتهم أن يشمل الله مصر دائما بالأمن والسلم والخيرات.
ولأن مصر دولة كبيرة ذات تأثير في محيطها وفي العالم، وأنها دولة تمارس سياسيات دولية شريفة تجاه دول الجوار ولا تتداخل في إرادة الشعوب ولا تدعم أي طرف في مواجهة آخر، فقط تعلي مصلحة الشعوب، حدث ذلك في الملف الليبي، ويحدث في الملف الفلسطيني والآن في السودان، لذلك توافق الجميع علي أن مصر دائما خارج الصراعات والخلافات واتفقت الأطراف السودانية المختلفة تماما والمتصارعة، اتفقت فقط علي مصر وقدمت هذه الاطراف كل ما تستطيع من دعم ومن تنفيذ للمتطلبات المصرية من أجل تأمين المصريين بالسودان، وهو ما جعل دول اخري تطلب وساطة مصر لإجلاء رعاياها.
أخيرا .. تحيا مصر
* رامي زهدي .. خبير الشؤون الأفريقية والسياسية والاقتصادية
رامي زهدي يكتب : المشهد السوداني .. “سيناريوهات .. الممكن والمستحيل”