البروفيسور الجزائري مراد كواشي لـ ” أفرو نيوز 24 ” : أفريقيا تملك ثروات طبيعية تجعلها أغني قارة في العالم لكنها مستغلة من جانب الدول المتقدمة
شهدت قمة رؤساء دول أفريقيا التي انعقدت بكينيا على هامش برنامج المؤسسة الدولية للتنمية IDA من أجل أفريقيا التي عقدت الاثنين الماضي في العاصمة الكينية نيروبي دعوات من الزعماء الأفارقة للدول الغنية إلى الالتزام بمساهمات قياسية في تسهيل البنك الدولي منخفض الفائدة للدول النامية الذي تعتمد عليه تلك الدول للمساعدة في تمويل تنميتها ومكافحة تغيرات المناخ , وهو ما يطرح التساؤل حول مدي التزام الدول بالوفاء بالتزاماتها بدعم الدول الأفريقية ؟ , وفي هذا الصدد يؤكد البروفيسور مراد كواشي الخبير الاقتصادي والاستاذ الجامعي الجزائري أن الدول الغنية ستفي بالتزاماتها بدعم القارة الإفريقية لكن هذا الدعم سيكون نسبيا , متوقعا أن الدول الغنية لن تفي بكل تعهداتها وتقدم المبالغ المصرح بها بل ستقدم مبالغ ضئيلة لمواجهة الأرهاب أو لأغراض سياسية .
وقال البروفيسور الجزائري مراد كواشي في تصريحات خاصة لـ ” أفرو نيوز 24 ” : أعتقد أن المشكلة في أفريقيا هي أعمق من مجرد مساعدات , مشيرا إلي أن القارة غنية جدا بثرواتها لكن هناك مشكلة حقيقية تتمثل المقاربة التنموية التي اعتمدت في افريقيا إضافة إلي التدخل الخارجي السافر في شؤون العديد الدول القارة الافريقية.
وأعتبر كواشي أنه علي الرغم من حصول دول القارة علي استقلالها من الاستعمار , الا أنها لا تزال محتلة اقتصادية و تابعة للمستعمر القديم , وقال ” المشكلة في في قارة افريقيا هي أن لديها ثروات طبيعية تجعلها أغني قارة في العالم لكن هذه الثروات مستغلة من طرف الدول المتقدمة .
وأضاف ” إذن المشكلة أعمق في افريقيا , فكما ذكرت هي ليست مجرد مساعدات فعلي مدي عشرات السنوات الدول الغنية تقدم مساعدات بقيم متفاوتة إلي الدول الأفريقية لكن هذه المساعدات لم تقدم شئ.
واعتبر ان الحل يتمثل في البحث عن مقاربة تنموية أفريقية جديدة , واستطرد قائلا ” حان الوقت لكي تستغل الشعوب الافريقية ثرواتها .
وأشار الخبير الاقتصادي الي أنه علي الدول الغنية حال رغبتها في مساعدة الدول الأفريقية أن تكون هذه المساعده من خلال الاستثمارات والتكنولوجيا ووضع حلول تنموية لهذه الدول وعدم التدخل السافر في شؤون الدول الأفريقية .
وقال ” ربما الدول المتقدمة هي المشكلة والمسبب الرئيسي لعدم الاستقرار السياسي في أفريقيا , مضيفا ” يجب البحث أولا في وضع حلول لمشكلة عدم الاستقرار السياسي في القارة وبعد ذلك وضع مقاربة اقتصادية تليق بالقارة وثرواتها .
وأكد البروفيسور الجزائري مراد كواشي أن المساعدات والقروض أدخلت الدول الافريقية في مأزق حقيقي , مشيرا الي أن القروض تضاعفت في القارة منذ العام 2000 خمس مرات .
وقال “هناك 22 دولة افريقية غير قادرة علي تسديد حتي فوائد القروض , مضيفا ” اعتقد أن المقاربة القائمة علي تقديم قروض ومساعدات ربما فشلت , الآن يجب تغيير هذه المقاربة لتحقيق نقلة اقتصادية حقيقية في القارة .
ونوه البروفيسور مراد كواشي إلي أن عدد من الدول الأوروبية علي رأسها فرنسا متواجدة عسكريا في العديد من الدول الأفريقية ,وقال ” علي سبيل المثال دول مثل النيجر وتشاد لديها احتياطات من اليورانيوم ورغم ذلك شعوبها لا تتوفر لديها الكهرباء في حين أن غالبية الطاقة الكهربائية التي تنتجها فرنسا مصدرها اليورانيوم الذي تحصل عليه من النيجر , هذه من التناقضات العجيبة , ثم تأتي بعد ذلك فرنسا وتقدم مساعدات ماليه الي النيجر .
وأضاف ” النيجر الآن هي وتشاد لا تريد مساعدات أو قروض بفوائد ميسرة بل هي تريد أن تطلق يدها وتضع خطة تنموية بذاتها وان تتمكن من استغلال ثرواتها لوحدها .
وأوضح أنه يتعلق بالتنمية المستدامة وغيرها من الشعارات اعتقد أن المسؤول عنها هي الدول المتقدمة صناعيا لانها المسؤول الحقيقي عن تلوث البيئة اما الدول الأخري خاصة الأفريقية فلا حول ولا قوة لها .
جدير بالذكر أن الرئيس الكيني ويليام روتو أكد في اجتماع للزعماء الأفارقة والبنك الدولي لمناقشة المؤسسة الدولية للتنمية: “إننا ندعو شركاءنا إلى الاجتماع بنا في هذه اللحظة التاريخية من التضامن والاستجابة بفعالية من خلال زيادة مساهماتهم في المؤسسة الدولية للتنمية إلى 120 مليار دولار على الأقل”.
وأضاف روتو ” إن الاقتصادات الأفريقية تواجه “أزمة تنمية وديون متفاقمة تهدد استقرارنا الاقتصادي، وحالات طوارئ مناخية عاجلة تتطلب تحركا فوريا وجماعيا من أجل بقاء كوكبنا”.
وأشار إلى الفيضانات المدمرة في كينيا والجفاف الشديد الذي يؤثر على دول الجنوب الأفريقي مثل مالاوي. وإذا تعهد المانحون بالحد الأدنى من المبلغ الذي اقترحه الزعماء الأفارقة، فسيكون ذلك رقما قياسيا جديدا بعد الجولة الأخيرة من جمع الأموال في عام 2021، والتي جمعت 93 مليار دولار , يعمل الإقراض من المؤسسة الدولية للتنمية على أساس دورة مدتها ثلاث سنوات، وعادة ما يسبقها قيام الجهات المانحة بتقديم مساهماتها في اجتماع عالمي .
وقال البنك الدولي ” إن المؤسسة الدولية للتنمية تقدم قروضا بأسعار فائدة منخفضة لـ 75 دولة نامية حول العالم، أكثر من نصفها في أفريقيا. وتستخدم الحكومات هذا التمويل لتعزيز الوصول إلى الطاقة والرعاية الصحية، والاستثمار في الزراعة، وكذلك بناء البنية التحتية الحيوية مثل الطرق. ووعد أجاي بانجا، رئيس البنك الدولي، بتقليص القواعد “المرهقة” التي تحكم إقراض الدول في إطار المؤسسة الدولية للتنمية، لجعلها أكثر كفاءة وتسليم الأموال إلى الدول المقترضة بشكل أسرع .
وقال “نعتقد أن المؤسسة الدولية للتنمية أبسط وأعيد تصورها يمكن نشرها بمزيد من التركيز لإحداث تأثير مفيد .
إقرأ المزيد :
رامي زهدي يكتب : إلي متي تستمر إثيوبيا في ضرر جيرانها بحجة البحث عن التنمية والرخاء