الدكتورة أماني أبو زيد أمام المنتدي الاقتصادي العالمي في الرياض : 50 % من الشعوب الأفريقية تعاني من نقص الطاقة
عقد المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) جلسة خاصة ضمن الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي عقد على مدى يومين في العاصمة السعودية الرياض تحت شعار “التعاون الدولي والنمو و الطاقة من أجل التنمية ” في الفترة من 28 إلى 29 أبريل 2024.
وشارك في الاجتماع الذي استمر يومين شخصيات رفيعة المستوى ورؤساء وزراء ومسؤولين من من جميع أنحاء الشرق الأوسط بالإضافة إلى 1000 قائد عالمي من 92 دولة لدعم الحوار العالمي وإيجاد حلول قابلة للتنفيذ وتعاونية ومستدامة لمواجهة التحديات العالمية المشتركة.
كان تحفيز تحول الطاقة هو الموضوع الرئيسي لهذا الحدث، وقد اجتمع كبار خبراء الطاقة بالإضافة إلى العشرات من وزراء ومفوضي الطاقة من جميع أنحاء العالم لتحديد الحلول المالية والتكنولوجية والسياسية التي تهدف إلى توسيع نطاق استخدام حلول الطاقة النظيفة مع ضمان النمو العادل.
فجوة الوصول إلى الطاقة في أفريقيا
تطرقت الدكتورة أماني أبو زيد، مفوضة الاتحاد الأفريقي للبنية التحتية والطاقة والرقمنة، في كلمتها الي فجوة الوصول إلى الطاقة في أفريقيا وتأثيرها على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية في جلسة عامة حول ظهور الجزيئات الخضراء.
و شهدت الجلسة مشاركة الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وزير الطاقة السعودي، و سهيل محمد فرج المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة، و إراسمو كارلوس باتيستيلا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Be8، و باتريك بوياني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة TotalEnergies، و شريكانت مادهاف فيديا، رئيس شركة النفط الهندية.
وأكدت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد إلي الحاجة إلى الوصول الشامل للطاقة في أفريقيا وأهمية استخدام جميع الموارد المتاحة لتحقيق هذه الغاية.
وقالت ” أن 50% من الشعوب الأفريقية تعاني من نقص الطاقة، مضيفة ” لذلك لا يمكننا أن نتجاهل أي حلول ، و أن جميع الحلول المتاحة يجب أن يتم تسخيرها لمصلحة القارة.
أكبر إمكانات الطاقة الشمسية
وشددت الدكتورة أماني أبو زيد علي أن أفريقيا ليست غنية بالوقود الأحفوري فقط، بل لديها أيضًا أكبر إمكانات الطاقة الشمسية المتميزة في العالم بالإضافة إلى إمكانات هائلة للطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الرياح. وأكدت علي أن أفريقيا قد اتخذت بالفعل خطوات مهمة لاستغلال هذه الإمكانات – حيث تستضيف أفريقيا أكبر محطتين للطاقة الشمسية في العالم في مصر والمغرب” – وقالت ” أن الحاجة لا تزال كبيرة جدًا وأنه يتعين بذل المزيد من الجهود لتحقيق أهداف أفريقيا الطموحة”.
واستعرضت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها كيف يمكن الطاقة الخضراء مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء ووقود الطيران المستدام والوقود الحيوي أن توفر فرصًا للقفز نحو التحول العادل والمستدام للطاقة في أفريقيا .
وأشارت مفوض الطاقة في الاتحاد الأفريقي إلى أن توافر الموارد الطبيعية، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، يضع أفريقيا في طليعة إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث تنتج 6 دول أفريقية بالفعل الهيدروجين الأخضر وهناك 18 دولة أخرى في طور تطوير استراتيجياتها الوطنية لانتاج الهيدروجين الأخضر” ، بالإضافة إلى ذلك، بدأت 4 دول بالفعل في إنتاج وقود الطائرات المستدام.
وقالت ” مما لا شك فيه أن إنتاج الطاقة الخضراء يوفر فرصة عظيمة لزيادة عائدات التصدير – والتي نحن في أمس الحاجة إليها، مشيره في ذات الوقت إلى أنه من المهم بنفس القدر “استخدام أنواع الوقود الجديدة هذه كحافز للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز بناء القدرات وتنمية المهارات لخلق فرص العمل وسلاسل القيمة المحلية والأسواق المحلية القوية”.
تطوير التقنيات
ودعت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي الدكتورة أماني أبو زيد إلى ضرورة “تكثيف العمل في تطوير التقنيات لجعلها في متناول الجميع وأكثر تكيفاً مع الاحتياجات المحلية”.
وقالت : “إن تخصيص التقنيات لتوفير حلول محلية، خاصة في المناطق الريفية، سيساعد في تسريع استيعاب الطاقة الخضراء على المستوى المحلي حيث تشتد الحاجة إلى الوصول إلى الكهرباء وأشكال الطاقة الأخرى”.
وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد حاجة القارة الأفريقية للاستثمارات في مجالات الطاقة. واستطردت قائلة ” من المخطط استثمار ما يقرب من 600 مليار دولار أمريكي في الهيدروجين الأخضر في جميع أنحاء العالم حتى عام 2030، لكن قارة أفريقيا لا تتلقى شيئًا تقريبًا من هذا الرقم.
وأشارت إلى أن “إفريقيا هي القارة التي تشتد الحاجة فيها إلى التقنيات والاستثمارات في الطاقة الخضراء مع الميزة الإضافية المتمثلة في إنتاج الطاقة المتجددة محليًا، لذلك هناك فرصة أكبر لخفض التكلفة أكثر من أي مكان آخر في العالم”.
وأضافت: “إن الطلب المرتفع بسبب تزايد عدد السكان ووفرة الطاقة المتجددة في القارة وقدرتنا المثبتة على اعتماد التكنولوجيا بطريقة سريعة، يجعل من أفريقيا سوقًا واعدة توفر فرصًا استثمارية ضخمة للمجتمع العالمي”.
تعزيز التعاون الإقليمي
وفي سياق متصل شاركت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي في الجلسة: “”نعمل معًا: تعزيز التعاون الإقليمي من أجل تحول الطاقة”” إلى جانب ألكسندر سيلفيرا، وزير المناجم والطاقة في البرازيل، سمايالا زوبيرو، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الأفريقية، أيلا ماجد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Planetive، جوزيف ماكمونيجل، الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي (IEF)، مارك لوندستروم، الرئيس التنفيذي راديا، ديفانش جاين، المدير التنفيذي لشركة INOXGFL، ولي زينغو، رئيس شركة Longi Green Energy Technology Co.
وتحدث المفوض أبو زيد عن طموحات أفريقيا في إنشاء سوق كهرباء موحدة عابر للحدود و وأهمية الشراكات الإقليمية لتحقيق ذلك.
وقالت ” إن مستقبل أفريقيا المستدام سيكون حتما مستقبلا مترابطا ومتكاملا، مع تعاون إقليمي عميق ومفتاح لتحقيق الوصول المستقر والعالمي.
واضافت ” وتُرجمت هذه الشراكات على المستوى الأفريقي إلى إنشاء السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء (AfSEM)، وهي أكبر سوق موحدة للكهرباء في العالم، تغطي 55 دولة يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.3 مليار نسمة. وتابعت ” ستسمح الشبكة الأفريقية المتكاملة بخفض تكاليف الكهرباء بشكل كبير وتسريع الوصول الشامل الذي تشتد الحاجة إليه.
وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد علي أن الشراكات مع المناطق الأخرى ستكون حاسمة أيضًا لتبادل الخبرات وتحقيق الأهداف الطموحة للقارة.
وأشارت إلي وجود تعاون بشكل وثيق بين قارتي أفريقيا أوروبا – خاصة وأن قارة أفريقيا تتبنى نهج سوق الكهرباء الموحد – ومن خلال هذا التعاون والشراكة، يمكن لأفريقيا الاستفادة من الدروس المستفادة في أوروبا وتطبيقها لتحقيق أهدافها بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
اقرأ المزيد :
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.