أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

تشاد .. انتخابات رئاسية محط اهتمام داخلي وترقب دولي

رويترز
حالة من الترقب تشهدها تشاد انتظارا لاجراء الانتخابات الرئاسية المقرره يوم الإثنين المقبل , وتأتي تلك الانتخابات في وقت تزداد فيه المشهد السياسي في دول منطقة الصحراء ” النيجرماليبوركينا فاسو ”  تعقيدا خاصة في ظل تزايد حدة التنافس الدولي علي النفوذ في تلك المنطقة بين كلا من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية من ناحية , وروسيا والصين من ناحية أخري , كما انها أول انتخابات رئاسية في منطقة شهدت دولها تغييرات غير دستورية . 
وتبدو فرص رئيس المجلس الانتقالي في إنجمينا محمد إدريس ديبي هي الأكبر في الفوز في تلك الانتخابات .
 وذكرت وكالة أنباء رويترز في تقرير لها أن حلفاء تشاد الغربيين ظلوا هادئين إلى حد كبير وراقبوا الوضع على أمل، كما يقول المحللون، أن تؤدي الانتخابات على أقل تقدير إلى دولة مستقرة نسبيا في منطقة تشهد أعمال عنف متشددة كما تسعى روسيا أيضا إلى فرض نفوذها.
ومن بين تلك الدول الغربية فرنسا، المستعمر السابق لتشاد، التي لا تزال لديها قوات عسكرية تتمثل طائرات حربية وألف جندي هناك، ساعدت في الآونة الأخيرة تشاد وجيرانها في مكافحة المقاتلين الإسلاميين من جماعة بوكو حرام.
وأصبحت تشاد الآن آخر دولة في منطقة الساحل لها وجود عسكري فرنسي كبير بعد أن طلبت دول أخرى ، بما في ذلك النيجر المجاورة وكذلك بوركينا فاسو ومالي، من باريس والقوى الغربية الأخرى سحب قواتها والتوجه إلى موسكو للحصول على الدعم .
ويقول محللون إن أولويات القوى الإقليمية والغربية هي الدفع نحو الاستقرار وتعزيز مواقعها في البلاد.
وقال أولف ليسينج، رئيس برنامج الساحل في مؤسسة كونراد أديناور، إن “تشاد تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة في الوقت الحالي بالنسبة للغرب، بحيث لا يسمح لروسيا بالحصول على فرصة”.
ولا يقتصر الأمر على كونها استراتيجية من حيث الأمن فحسب، بل إنها تتعلق أيضا بقضية الهجرة الساخنة.
وقد استقبلت تشاد تدفقاً هائلاً للاجئين من السودان، حيث خلقت الحرب الأهلية أكبر أزمة نزوح في العالم .
وأضاف  ليسينج ” إن بعض اللاجئين عبروا إلى النيجر، التي ألغت العام الماضي قانونا يهدف إلى إبطاء الهجرة إلى أوروبا, وتابع”هذا سبب آخر لاحتفاظ الدول الغربية بعلاقاتها مع تشاد .
ومن شأن الفوز في الانتخابات أن يعزز أوراق اعتماد ديبي كحليف , وقال ليسينج: “يمكن لصناع السياسة الغربيين أن يقولوا على الأقل أنه تم انتخابه”.
وهناك مخاوف من أن تكون الاضطرابات بمثابة اختبار للعلاقات القديمة في الدولة المنتجة للنفط والتي تقع بجوار الدول التي مزقتها الحرب مثل السودان وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى والقوة الاقتصادية لنيجيريا.
والتقى محمد إدريس ديبي، الذي تولى منصب الرئيس المؤقت بعد توليه السلطة، بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس في أكتوبر من العام الماضي. كما التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في يناير   .
وفي أبريل أمر قائد القوات الجوية التشادية الولايات المتحدة بوقف أنشطتها في قاعدة جوية بالقرب من العاصمة نجامينا، قائلاً إن هناك مشكلة في أوراقهم.
وبعد أسابيع، أعلنت الولايات المتحدة انسحابًا مؤقتًا لبعض قواتها على الأقل، وقالت ” إنها ستواصل مراجعة العمليات الأمنية بعد التصويت.

ابرز منافسي ديبي

وسيكون أحد أبرز منافسي ديبي يوم الاثنين هو سوسيس ماسرا، وهو معارض سياسي أمضى عاما في المنفى من 2022 إلى 2023 .
وسيتنافس أيضًا رئيس الوزراء السابق ألبرت باهيمي باداكي وسبعة مرشحين آخرين، من بينهم ليدي بياسمدا، المرأة الوحيدة التي تترشح لهذا المنصب.
وقال باباكار ندياي، مدير الأبحاث في مركز WATHI للأبحاث، إن “قرار ماسرا… كان مفاجئا بعض الشيء، لأنه خلال المظاهرات وحالات الوفاة، كان الناس يقولون إنهم يريدون التغيير، وكانوا يرون أن نجاح ماسرا هو وجه التغيير”.
ودعت بعض أحزاب المعارضة وجماعات المجتمع المدني إلى مقاطعة الانتخابات قائلة ” إن ديبي وحلفائه يسيطرون على مؤسسات السلطة الرئيسية ويمكن أن يؤثروا على العملية.
وقال عبد الرحمن قوسوميان، رئيس شبكة المجتمع المدني CSAPR، إن “هذه انتخابات لتكريس عهد الزعيم الحالي للمرحلة الانتقالية”.
لكن بالنسبة لأبكر موسى سعيد، عضو حزب التجمع الوطني من أجل الديمقراطية في تشاد المعارض، فإن المقاطعة ستكون بمثابة الاستسلام.
وقال “إن الطريقة الديمقراطية الوحيدة لإنهاء استمرار سلطة أسرة ديبي هي من خلال صناديق الاقتراع .

جوتيريش يدعو لإجراء عملية انتخابية سلمية

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، جميع الأطراف المعنية في تشاد إلى ضمان إجراء عملية انتخابية سلمية وشاملة وشفافة وذات مصداقية، وذلك قبل بدء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التشادية، في السادس من مايو المقبل.
جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وشّجع جوتيريش جميع القادة السياسيين على الامتناع عن أي أعمال أو خطاب يمكن أن يقوض العملية السلمية؛ للتغلب على أي خلافات من خلال الحوار ومعالجة الشكاوى التي قد تنشأ من خلال القنوات القانونية القائمة.
وجدد الأمين العام، التزام الأمم المتحدة بمواصلة دعم تشاد في جهودها لبناء مستقبل سلمي ومزدهر.

إقرأ المزيد :

الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية ل ” أفرو نيوز 24 ” : خريطة النفوذ في دول منطقة الصحراء تتغير لصالح روسيا والصين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »