الدكتور علي أبو دشيش يكتب : شم النسيم وتجدد الحياة عند الفراعنة
كانت الأعياد تسجل عند الفراعنة بالأسماء، حيث كانت تجمع المصريين لتدل على مدى الترابط بين أفراد المجتمع، وكان المصري القديم عاشقا للطبيعة وللألوان.
أساس تسمية هذا اليوم بيوم شم النسيم، ترجع إلى الفراعنة فكان المصري القديم يقسم السنة إلى ثلاثة فصول وهي: أخت فصل الفيضان، برت وهو فصل الإنبات، وشمو وهو فصل الحصاد.
فصل شمو
واحتفل المصري القديم بموسم نضج المحاصيل والحصاد، في فصل “شمو” والذي كانت تنضج المحاصيل والثمار فيه وكان يعم الخير بوفره، بالإضافة إلى حصاد القمح والذي يعتبر من المحاصيل الاستراتيجية المهمة بالنسبة للمصريين.
وكان هذا العيد كان يسمى باللغة المصرية القديمة “شوم إن تيم” والتي يقصد بها نضج المحاصيل الخضراء، وجاءت منها كلمة شم النسيم.
وكان المصري القديم محبا للطبيعة وكان متأملا لكل ما فيها ووثق ذلك على جدران المقابر والمعابد.
و للمصري القديم العديد من الأعياد، منها الأعياد الدينية والأعياد الملكية وأعياد الفصول وخلق الحياة التجدد والاستمرار وأعياد الطبيعة والأعياد الكونية وعيد الزمن وعيد الخلق والتجدد.
ومن مظاهر الاحتفال أيضًا الانطلاق إلى الأرض الخضراء والأرض الصفراء وعلى ضفاف نهر النيل والاستمتاع بالرقص والموسيقى، والخروج باكرا، وركوب النيل، والغناء والطرب، والاستمتاع بالطبيعة واستنشاق الزهور.
و حديثًا بعد غروب شمس يوم الأحد ما قبل عيد شم النسيم، يقوم المصريون بتلوين البيض وتكتب عليه الأمنيات والدعوات ويتم تعليقه في الأشجار، ومع شروق الشمس يقومون بتكسير البيض لتحقيق الأمنيات والدعوات كنوع من تجدد الحياة، كما يرمز البيض عند المصري القديم لبداية الخلق، حين ظهرت البيضة على التل الأزلي، وخرج منها الإله ليخلق السماء والأرض والهواء والرطوبة، وهو في المعتقد المصري القديم، الإله الخالق الذى خلق نفسه بنفسه، وكما يشكل العالم على شكل هيئة بيضة، وبداية الكون وقصة خلق الكون، والبيضة أيضا بها بعث واستمرار، لوجود داخلها كتكوت صغير يخرج منها دلالة على استمرار الحياة.
* الدكتور علي أبو دشيش .. خبير الآثار المصرية وعضو اتحاد الأثريين .
إقرأ المزيد :
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.