أمين جامعة الدول العربية: ضرورة الوقف الفوري لكافة الأعمال القتالية فى السودان وتعزيز الالتزام بالهدنة
أبو الغيط في في حوار مع قناة “الشرق” السعودية :
– ضرورة حل الأزمة الراهنة في السودان بما يضمن أمنها وسيادتها ووحدته الترابية
– من المحتمل تفعيل آلية عودة سوريا لشغل مقعدها بالجامعة العربية قبل قمة جدة
– هناك قوات أجنبية على الأراضي السورية تزيد تعقيد الصورة بشكل غير مسبوق
– نأمل أن تترجم إيران المصالحة مع السعودية في مواقف وتصرفات على الأرض وأن تتوقف عن التدخل في الشئون العربية
– لايمكن أن نتصور لبنان بتأثيرها ودورها وثقافتها وحضارتها “بلا رئيس”
– مصالح العرب مع الولايات المتحدة والصين وروسيا كبيرة جدا..والعالم يقترب من ظهور قطبين
– القمة العربية المقبلة في جدة ستنجح..ونأمل أن تترك خلفها ما يتذكره العرب
القاهرة /أ ش أ/ أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، مجددا ضرورة الوقف الفوري لكافة الأعمال القتالية في السودان دون قيد أو شرط، وتعزيز الالتزام بالهدنة، سعيا نحو عدم تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب في السودان، والحفاظ على مكتسباته وسلامة الدولة السودانية ومؤسساتها ومنشآتها.
وقال أبو الغيط – في حوار أجراه مع قناة “الشرق” السعودية – إن التسوية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالغة الصعوبة لأن كل طرف من طرفي الصراع في السودان يعتقد أنه قادر على حسم الصراع العسكري وهذا سيزيد من الصراع، وسيمتد لفترة وموعد نهايته غير معروفة .
وأضاف أن قوات الدعم السريع إذا تم الدفع بها خارج الخرطوم ستذهب إلى بعض الأقاليم السودانية مثل دارفور وبالتالي سيكون هناك وضع سياسي – عسكري على الأرض جديد يقود إلى امتداد النزاع لفترة، منبها إلى أنه في حال امتداد الصراع في السودان سيصل تأثيره إلى دول الجوار.
وشدد على ضرورة حل الأزمة الراهنة بما يضمن أمن السودان وسيادته ووحدته الترابية وصيانة مؤسساته، ويحقق طمأنينة المواطنين السودانيين ويفضي إلى تلبية تطلعاتهم في السلام والتنمية.
وردا على سؤال بشأن عودة سوريا إلى شغل مقعدها في الجامعة العربية، قال أبو الغيط إن هناك آلية في الجامعة العربية لهذا الوضع تحديدا وهي أن الجامعة تتلقى طلبا من دولتين عربيتين بعقد اجتماع استثنائي على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة عودة الحكومة السورية لشغل مقعدها الخالي، لافتا إلى أنه من المحتمل أن يتم تفعيل الآلية قبل القمة العربية القادمة في جدة بالمملكة العربية السعودية التي ستعقد في 19 مايو الجاري، موضحا أن هناك قوات أجنبية على الأراضي السورية، وهي أمور تزيد تعقيد الصورة بشكل غير مسبوق .
وفيما يخص المصالحة السعودية – الإيرانية، قال أبو الغيط إنه تم رصد على مدى شهور الجهد العراقي والعماني الذي يبذل في العلاقة السعودية – الإيرانية، وكنا متوقعين أن الأمور ستتجه إلى انفراجة يجب ترجمتها على أرض الواقع في مواقف وتصرفات.. بمعنى ماذا سوف يحدث في اليمن والأداء الحوثي تجاه السعودية؟ وماذا سوف يحدث في التدخلات الإيرانية في لبنان وباقي الدول العربية؟
وأضاف أنه في حال تحسن الأداء وإيران وضبطت تصرفاتها وتوقفت عن التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية يكون هذا الاتفاق قد أدى دوره وحقق المصالحة التاريخية بين إيران والجزيرة العربية .
وبشأن الوضع في لبنان، قال أبو الغيط “إنه لا يستطيع أحد أن يقول أن دولة مثل لبنان..حضارة قديمة على مدى سنوات ولها تأثيرها ودورها وثقافتها وحضارتها.. ليس لها رئيس”، مضيفا “بالطبع هناك جهود تبذل لانتخابات رئيس” ولكن متى وكيف الوصول إلى تحقيق هذا الاستحقاق ؟
وحول الوضع الدولي الراهن، قال أبو الغيط إن مصالح العرب مع الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا كبيرة جدا، لافتا إلى أن العالم يقترب في خلال عقد من الزمن إلى ظهور قطبين وهما القطب الغربي بقيادة الولايات المتحدة وهذا متواجد منذ 1945 وحتى هذه اللحظة وصاحب تأثير ودور، والقطب الآخر القادم وأنه لا يقتصر فقط على الصين ولكنه يضم أيضا تحالفا استراتيجيا يسمى “اليورو آسيوي” والذي يمتد من الحدود البولندية عبر روسيا وروسيا البيضاء وصولا إلى المحيط الهادىء والصين .
وأعرب أبو الغيط عن توقعه بأن تكون هناك حرب باردة مقبلة ولكنها ليست شبيهة بالسابقة التي حدثت بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، لافتا إلى أن التجارة والاقتصاد هما ضمان لعدم الانزلاق إلى صدام .
واختتم أبو الغيط الحوار بالقول إن “الجامعة العربية عريقة وقديمة وتعمل منذ 78 عاما ولها كادر موجود ولها قدراتها ولها شرعيتها”، مؤكدا أن الشرعية العربية هي نقطة قوة الجامعة، مؤكدا ثقته في أن القمة العربية المقبلة في جدة سوف تنجح.
واستطرد أبو الغيط قائلا “ولكن أرغب أن أراها تترك بصمة واضحة للعمل العربي المشترك وليس العمل القاصر على الشق السياسي لأن الكثيرين يتصورون أن الجامعة العربية هي عمل سياسي فقط ولكنها أيضا عمل اقتصادي وثقافي واجتماعي وبالتالي نأمل أن تترك خلفها ما يتذكره العرب دائما بها مثلا:مشروع اقتصادي واجتماعي كبير”.
إقرأ المزيد
« الصحة العالمية » .. تزايد أعداد ضحايا القتال في السودان والوضع الصحي آخذ في التدهور بسرعة