السفير أشرف إبراهيم الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في حوار مع ” أفرو نيوز 24 ” : مصر لها ثقل ودور تاريخي في أفريقيا نستطيع الاستفادة منه والبناء عليه ” 2 – 2 “
>> اهتمام الرئيس عبد الفتاح بالعلاقات المصرية الأفريقية أعطاها دفعها قوية
>> قبول كبير للدور المصري في غالبية الدول الأفريقية .. والأفارقة يدركون جيدا أن مصر في تعاملها معهم لا تبحث عن مصالحها الخاصة فقط
>> نحتاج الي زيادة التكاتف بين المستثمرين المصريين مع الحكومة لزيادة التواجد المصري في أفريقيا
>> تواجد البنك التجاري الدولي في كينيا خطوة هامة تظهر مدي الاستفادة التي يمكن تجنيها الاستثمارات المصرية في أفريقيا
>> فرص كبيرة جدا للقطاع الخاص المصري في الأسواق الأفريقية .. وأفريقيا من المفترض أن تكون السوق الطبيعية لمصر
>> الوكالة تعمل من خلال تمويل كامل من الحكومة المصرية ومساهمة القطاع الخاص المصري منعدمة
>>مصر تستثمر في بناء القدرات البشرية الأفريقية وهذا أمر مهم وتأثيره يظل فترة طويلة
>> الوكالة قامت بتدريب ورفع قدرات أكثر من أكثر من 18 ألف أفريقي في جميع المجالات
يواصل السفير أشرف إبراهيم الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية حواره مع ” أفرو نيوز 24 ” , حيث يؤكد أن اهتمام الرئيس عبد الفتاح بالعلاقات مع أفريقيا يعطيها دفعها قوية , موضحا أن هناك قبولا كبيرا للدور المصري في غالبية الدول الأفريقية وأن مصر تمتلك ثقلا ودورا تاريخيا وإرثا لا يزال موجودا ونستطيع الاستفادة منه .
وتطرق السفير أشرف إبراهيم في الحوار إلي الدور الذي يقوم به القطاع الخاص المصري في أفريقيا , مشيدا في هذا الصدد بالخطوة الهامة التي قام بها البنك التجاري الدولي ” CIB ” بالاستحواذ علي أحد البنوك في كينيا .
وفيما يلي نص الحوار :
نقلة نوعية
>> عند الحديث عن العلاقات المصرية التي تشهد في الفترة الحالية زخما كبيرا يطرح التساؤل هل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بأفريقيا يمثل دافعا لكافة الجهات والمؤسسات المصرية المعنية بزيادة التعاون مع أفريقيا ؟
أشير هنا إلي أن العلاقات المصرية الأفريقية شهدت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى نقلة نوعية وزخماً قويا على مدار السنوات الماضية بالتأكيد أن اهتمام السيد الرئيس عبد الفتاح بالعلاقات مع أفريقيا أعطاها دفعها قوية , وإذا كانت كل أجهزة الدولة تعمل لتنمية تلك العلاقات إنما ظل هذا الاهتمام الكبير علي مستوي القيادة يدفع هذه الاجهزة إلي تكثيف دعمها وعملها مع دول القارة والبحث عن نتائج جيدة.
أسس قوية وتاريخية
>>و كيف تصف العلاقات المصرية الأفريقية الوقت الراهن ؟
العلاقات المصرية الأفريقية تستند إلي أسس قوية وتاريخية متميزة وفي حاجة دائمة للتطوير بناء علي المتغيرات الاقليمية والدولية ىالتطورات الاقتصادية والاحتماعية, وهناك حاجة للمتابعة الدائمة لمسار هذه العلاقات علي كافة المستويات خاصة المستويين الاقتصادي والتجاري , بالطبع العلاقات المصرية الأفريقية علي المستوي السياسي متميزة ومكثفة لكنها أيضا تحتاج الي تكثيف أكثر سواء علي المستوي الثنائي أو من خلال المؤسسات الأفريقية علي رأسها الاتحاد الأفريقي والنيباد والسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي هو رئيس الدورة الحالية للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الانمائية للاتحاد الأفريقي النيباد.
وفي تقديري ان مصر يجب أن يكون لها دور في جميع الأجهزة الأفريقية علي سبيل المثال منطقة التجارة الحرة الأفريقية نحن كدولة لنا ماضي كبير في مسألة التجارة الدولية ولنا علاقات تجارية متشابكة ونملك خبراء في جميع المنظمات الدولية والاقليمية في مجال التجارة وتحريرها , من المهم جدا أن يكون لنا دور في مجال تحرير التجارة الأفريقية وأن نصل بها فعليا في أن تساهم في زيادة التجارة البينية بين الدول الافريقية وزيادة صادرات أفريقيا وحماية المنتجات الافريقية خاصة المواد الأولية وزيادة التصنيع , مصر لديها خبرات مهمة في هذا المجال لذلك من المهم أن نساهم في نجاح هذه المنظومة .
>> بعد الاشارة في الجزء الأول من حوارنا لمركز الدكتور مجدي يعقوب في رواندا ومشاركة شركة أوراسكوم ..ما الدور الذي يمكن أن يقوم به القطاع الخاص المصري في دعم جهود الوكالة ؟
القطاع الخاص المصري والقطاع الخاص بصفة عامة ورأس المال عندما يقوم بدور ينتظر في النهاية عائد لأنه مستثمر في النهاية , لكن هناك ما يعرف بـ المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص ,وبصفة عامة وبعيدا عن عمل الوكالة القطاع الخاص المصري لم يكن موجودا بكثافة في أفريقيا في السنوات الماضية , يمكن أن توجهنا كان طبيعيا في الماضي كان مرتبط أكثر بالشرق الأوسط والبحر المتوسط وأوروبا , وصادرات مصر كانت موجهة الي أوروبا وبعدها الشرق الأوسط وأخير منطقة البحر المتوسط , وبالتالي كل الاستثمارات كانت مركزة في هذه المنطقة والتجارة كان اتجاهها طبيعيا لهذه المنطقة لكن منذ انضمام مصر لتجمع الكوميسا وفي اعتقادي هذه كانت خطوة رئيسية في تغيير مسار التعاون أو التبادل التجاري فزاد حجم التبادل التجاري بين مصر والدول الافريقية صحيح أن الزيادة ليست بالنسب التي من المفترض تزيدها أنما التبادل التجاري زاد ويتطور من عام لآخر , وفي الفترة الأخيرة بدأ رجال أعمال مصريين في التوجه نحو الاستثمار في أفريقيا من ضمنها مؤسسة السويدي التي تتواجد في عدد كبير من الدول الأفريقية والمقاولون موجودة منذ سنوات طويلة لكن هناك تغيير في شكل التواجد شركة أوراسكوم موجودة أيضا في أفريقيا ونحن بالفعل نحتاج الي زيادة التكاتف بين القطاع الخاص والمستثمرين المصريين مع الحكومة المصرية لزيادة التواجد المصري في أفريقيا .
فرص كبيرة للقطاع الخاص المصري
>> هناك أيضا بنوك مصرية بدأت تتواجد في السوق الأفريقي ؟
بالطبع وأشير هنا الي الخطوة الهامة من جانب البنك التجاري الدولي ” CIB” بالتواجد في كينيا , صحيح هناك بنوك مصرية مثل البنك الأهلي لديها فروع في بعض الدول الأفريقية لكن أن يتوجه بنك مصري للاستحواذ علي بنك مثل ما قام به البنك التجاري الدولي بالاستحواذ علي بنك في كينيا هذا يظهر مدي الاستفادة التي يمكن تجنيها الاستثمارات المصرية في أفريقيا .
وأؤكد هنا أن هناك فرص كبيرة جدا للقطاع الخاص المصري في الاسواق الأفريقية ففي تقديري الشخصي أن أفريقيا من المفترض أن تكون السوق الطبيعية لمصر سواء فيما يتعلق بصادراتنا ووارداتنا أو الاستثمارات المصرية , فيمكن تحقيق مكاسب كبيرة جدا للمستثمرين المصريين في أفريقيا بحيث تكون هناك إفادة وإستفادة .
وأعود لسؤالك فيما يتعلق بمساهمات القطاع الخاص في عمل الوكالة منعدمة فحتي الآن الوكالة تعمل من خلال تمويل كامل من الحكومة المصرية أو من خلال التعاون الثلاثي مع جهات دولية .
كما ذكرت لك هذا الشهر يمر 10 سنوات علي انشاء الوكالة ويجب هنا أن نتوقف ونعيد دراسة ما تم تحقيقة وما يجب ان نضيفه علي هذا العمل , لكن أيضا هناك وسائل العمل حيث نقوم بتطوير وسائل عمل الوكالة , التعاون بين الوكالة والقطاع الخاص المصري أعتقد أنه سيكون جزء مهم من إعادة تقييم عمل الوكالة وتطوير عملها لأن القطاع الخاص سيكون مستفيدا في ذات الوقت .
قبول كبير للدور المصري
>> بعد مرور هذه السنوات العشر علي تدشين عمل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية يطرح التساؤل بشأن مدي قبول الدول الافريقية للدور الذي تلعبة مصر في تحقيق التنمية في هذه الدول ؟
عن تجربة شخصية أؤكد هنا أن هناك قبول كبير للدور المصري في غالبية الدول الأفريقية فمصر لها ثقل ودور كبير تاريخيا وإرث لا يزال موجود ونستطيع الاستفادة منه فهناك قبول وتقبل وهذا الإرث الإيجابي يجب علينا أن نبني عليه وأن نحافظ علي تواجدنا , ودائما أقول أن الأفارقة أذكياء جدا والمواطن الأفريقي يدرك تماما أن كثير جدا من القوي التي تتعامل معه تفكر فقط في مصالحها الخاصة والشعور الذي يصل لنا من أغلب الدول الأفريقية وغالبية الأفارقة التي نتعامل معهم أن مصر في تعاملها مع الدول الأفريقية لا تبحث عن مصلحة خاصة بها أو محدده وإنما رغبة في التعاون في تنمية هذه الدول واقامة علاقات طيبة معها .
بالتأكيد ليس هناك دولة تحركاتها ليست بهدف تحقيق مصالح لكن هذه المصلحة لي فقط أم لي وللجميع ومصر دائما هناك شعور لدي جميع الدول الأفريقية أنها في تحركاتها ليس وراءها مصالح خفيه وهذا أمر يجب البناء عليه .
وأؤكد هنا أن مصر تساهم في جهود التنمية في أفريقيا بشكل ملموس ومحسوس فما تقدمه مصر هو التدريب والقدرات بمعني أنك تؤثر علي الأفارقة الذين يقومون بعد ذلك بالبناء وهذا الأمر يمكن لمسه في كثير من المجالات حيث تلتقي بأفارقة يقولون لك إننا تدربنا في مصر سواء ممكن يعملون في قطاعات الكهرباء والزراعة أنا شخصيا عملت سفيرا لمصر في الكونغو وكان وقتها الوكيل الدائم لوزارة الدفاع الكونغولية تخرج من الكلية الحربية في مصر , وقائد الشرطة الكونغولية تخرج أيضا من أكاديمية الشرطة في مصر , وبالتالي لمصر تأثير في مجالات مهمة جدا مصر تستثمر في بناء القدرات البشرية الأفريقية وهذا أمر مهم وتأثيره يظل فترة طويلة .
دور الأزهر الشريف
>> من المؤسسات المصرية التي تقوم بدور في القارة الأفريقية هي مؤسسة الأزهر .. فهل هناك تعاون وتنسيق بين الوكالة الأزهر الشريف ؟
الأزهر الشريف له دور كبير ومهم جدا في أفريقيا , ومؤسسة الأزهر تعمل علي تطوير هذا الدور , فهو موجود في أفريقيا خاصة في الدول الاسلامية وغيرها , موجود من سنوات طويلة وبأعداد ليست بالقليلة وله احترامه , وهناك ارتباط خاصة في الدول الافريقية الاسلامية بالأزهر الشريف ودورة , بالطبع الأزهر كمؤسسة دينية اسلامية وسطية أمر مهم جدا ان نستغله , اشير هنا الي ان التعاون بين الوكالة والازهر شبه منعدم , هدفنا واحد لكننا نعمل علي مسارين متوازيين , والازهر لديه ميزانيته وخطتة والتعاون بينه مع الخارجية بشكل أكبر مع القطاع الثقافي في الوزارة , أؤكد مجددا أن دور الأزهر مهم ويتطور , ففي بعض الدول هناك بعثات أزهرية كبيرة جدا , جزء كبير من المسلمين يتعلمون في بعثات الازهر الموجودة في الدول الافريقية وجزء كبير من الطلاب الافارقة يفدون الي مصر لتلقي العلم في الازهر في مصر , لكن أحد الملاحظات الرئيسية التي اشير لها هنا فيما يتعلق بالأزهر هي أنه يقوم بتقديم منح دراسية للمسلمين خاصة في الدول التي ليست ذات أغلبية مسلمة لتعليمه الفقه والعلوم الشرعية في حين انه اذا كانت هناك رغبة في تقوية الأقليات الاسلامية في تلك الدول وأن يكون لها وزن ودور هنا يجب الا تقتصر المنح الدراسية علي العلوم الشرعية فقط فأنا لست في حاجة لتخريج أئمة فقط في هذه الدول وإنما أنا في حاجة لتخريج كوادر إسلامية تستطيع المساهمة في تنمية هذه الدول ويكون لها دور وهذا الأمر بدأ الأزهر الشريف القيام به من 4 أو 5 سنوات , فلم تقتصر المنح الدراسية التي يقدمها للطلاب الأفارقة علي العلوم الشرعية فقط وإنما أصبحت العلوم الأخري الإنسانية والعملية .
تدريب 18 ألف من الكوادر الأفريقية
>> هل هناك إحصائية لعدد الكوادر الأفريقية التي تم تدريبها من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ؟
عدد الكوادر التي تم تدريبها من خلال الوكالة منذ انشاءها قبل 10 سنوات يبلغ أكثر من 20 ألف متدرب من بينهم أكثر من 18 ألف أفريقي في جميع المجالات .
>> هل تقدم الوكالة منح للطلاب الأفارقة للدراسة في الجامعات المصرية ؟
جزء مهم من عمل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية هو تقديم المنح الجامعية , صحيح أن المنح الجامعية للطلاب الافارقة كلها من اختصاص وزارة التعليم العالي إدارة الوافدين لكن منذ بداية عمل الوكالة تم الاتفاق علي أن تقدم عدد من المنح في مجالات محددة ونسبيا أعلي في التخصصات وموجهة لفئات محددة في تلك الدول , لدينا منح في الجامعة البريطانية والألمانية وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكليتي طب القاهرة وعين شمس , ويقدر عددها بحوالي 100 منحة دراسية سنويا .
التعاون مع الفاو
>> مؤخرا وقعت الوكالة اتفاقية تعاون مع منظمة الفاو .. ما الهدف من هذا الاتفاق؟
كما ذكرت لك سابقا نحن نتعاون مع عدد من الجهات لتقديم أنشطتنا مثل الجايكا والكويكا وهي مجالات للتعاون علي المستوي الثنائي , وإنما كان لنا تعاون مع برنامج الغذاء العالمي وهو تعاون آني بمعني يتم القيام به في وقته , علي سبيل المثال علي سبيل المثال كانت دولة مدغشقر في حاجة لدراسة زراعة محاصيل محددة فنحن بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي أرسلنا خبراء مصريين لإعداد هذه الدراسات وتنفيذها علي أرض الواقع .
وفيما يتعلق بالاتفاق مع الفاو توصلنا لاتفاق بعد مفاوضات ومشاورات كثيرة توصلنا لتوقيع اتفاق تعاون بين الوكالة والفاو للتعاون جنوب جنوب , بالرغم من كونه اتفاق اطار إلا أننا بدأنا بالفعل خطوات عملية , لأنه كان مع الاتفاق خطة للتنفيذ , والاتفاق ليس المقصود به تعاون ثنائي فقط وانما التعاون جنوب جنوب موجه أساسا لأفريقيا , والأساس في هذا الاتفاق بالطبع التنمية الزراعية وتنمية الثروة السمكية والري والأمن الغذائي , ونحن بالفعل نقوم بتنظيم دورات ونرسل خبراء في هذه المجالات لكننا كنا نرغب في أن يكون هناك إطار مؤسسي مع الفاو وهي المنظمة الدولية المسؤولة عن هذه المجالات والملفات وبالتالي نحن بالتعاون مع الفاو من خلال التمويل أو الخبراء نستطيع أن نقوم بأنشطة وتنمية في دول القارة الأفريقية في هذه المجالات , من خلال زيادة وتكثيف برامج بناء القدرات في هذه المجالات التي ذكرتها أو من خلال ارسال خبراء أو اقامة مشروعات ثلاثية وفي ذات الوقت نستطيع ان نوسع مجالات التعاون مع جهات أخري .
إقرأ المزيد :
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.