« القيسوني » يواصل الكشف عن كنوز مصر المجهولة .. (الحلقة الثانية )
إيماناً منها بأهمية الرواد والمؤثرين في حياة الشعوب تواصل مؤسسة Afronews for media وموقعها الإلكتروني المتخصص في الشؤون الافريقية afronews24.com نشر المكاتبات والتقارير والابحاث وأرواق العمل التي أعدها الرحالة والمستكشف والمؤرخ الكبير محمود القيسوني عن الكنوز المصرية المجهولة والتي قدمها لصناع القرار وللدوائر الحكومية والمنظمات المتخصصة المصرية والاقليمية خلال العقدين الماضيين .
ففي الحلقة الأولي تناولنا نشأة ذلك الرحالة والمستكشف والمؤرخ ، وتناولنا أيضاً تأثره بجيل العظماء من المستكشفين والرحالة المصريين والاجانب أمثال أحمد باشا حسنين وكمال الدين حسين ويوسف حسين والكونت ألماظي وغيرهم، وفي هذه الحقلة نتاول ما كتبه عن ثراء هذه الصحاري بالتضاريس الجيولوجية الرائعة الجمال و النادرة وكذلك المحميات الطبيعية المصرية وما تحويه من كنوز بيئية طبيعية وجغرافية وجيولوجية وثقافية ودينية.
ففي ورقة العمل التي قدمها للجامعة العربية، مطلع العقد الماضي يواصل القيسوني رحلة التدوينة فيقول: صور الأقمار الصناعية الأخيرة و التى إلتقطت لصحارى مصر الغربية و الشرقية و تكنولوجيا الإستشعار من البعد أكدت أنه فى العصور ما قبل التاريخ كانت هناك أنهار مياة عذبة تجرى فى وديان الصحراء الشرقية، كما كانت هناك بحيرة مياة عذبة ضخمة فى قطاع بحر الرمال العظيم بالصحراء الغربية فى سنين العصور المطيرة و كما كان بهذه الصحراء عدد إثنى عشرة منخفض و هى ظاهرة فريدة و تنتشر بها الحفريات التاريخية فى كل أرجائها نظرا ً لأنها كانت قاع محيط منذ ملايين السنين فتوجد الشعاب المرجانية المتحجرة و الأصداف البحرية و هياكل و أنياب القروش البحرية و الحيتان و أيضاً الديناصورات العملاقة و التى يبلغ وزن الواحدة منها ثمانون طناً .
واضاف أيضا أنه يوجد فيها”الصحراء الغربية” كهوف لإنسان العصر الحجرى ( و الذى كانت له مهارات عديدة و كان يعيش فى مجتمعات زراعية ) مزينة بنقوش و رسومات ملونة عن الحياة اليومية لهذا الإنسان و تسجيل للحيوانات التى كانت تعيش فى ذلك الوقت حولة مثل الفيلة و الزراف ( مثال كهوف العوينات بها 4000 نقش و رسم و حفر ) كما توجد بها كثبان رملية عملاقة يبلغ إرتفاعها المئة و خمسون مترا ًو مساحتها 135 الف كيلومتر مربع يتوج كل هذا أن الصحراء المصرية فى الترتيب العالمى هى الأولى وسط السبعة و عشرون صحراء المنتشرة فى العالم من حيث الجمال و الجيولوجيا و الثراء البيولوجى و المجتمعات النائية التى لازمت مواقعها آلاف السنين.
ويضيف كل هذا يجذب السياحة العالمية أكثر و أكثر لهذا الجانب من مصر أى الصحراء الغربية و التى تشكل 70% من الأراضى المصرية، ونفس الحال متواجد بالصحراء الشرقية و صحراء سيناء و التى من الأهمية تسجيل أنه بالإضافة لما تحويه من تاريخ دينى عريق و آثار و كنوز طبيعية و جبال شامخة تغطيها الثلوج فى الشتاء و كائنات نادرة مثل الضبع الأبيض المخطط و كما يوجد بها أصغر فراشة فى العالم ( مصر بها 58 نوع فراش) و أمام سواحلها عروس البحر و السلاحف الخضراء.
وعن سيناء كتب يقول تقع على ممر أكبر تجمع لهجرة الطيور فى العالم من غرب أسيا و أوروبا إلى وسط أفريقيا 270 فصيلة فى الخريف و بالعكس فى الربيع حيث تهبط و تحط ملايين الطيور ذات الأحجام و الأشكال و الألوان المختلفة و قد تم الإعلان دولياً عن عدد أربعة و ثلاثون منطقة هامة بمصر لمشاهدة الطيور المقيمة و المهاجرة مرتين كل عام مناطق تتراوح مساحتها بين كيلومتر مربع و 7500 كيلو متر مربع ( صحراء القصر ) و سياحة مراقبة الطيور تتزايد عاما ً بعد عام .
و الأتى بعد هو واقع السياحة البيئية اليوم و غداً بمصر.
ارض مصر بالإضافة لكونها الأرض التى اخترقها النيل العظيم منذ حوالى خمسة و سبعون الف سنة لينشر الحياة و الخضرة و الجمال على جانبيه و يشكل وادى من اكبر الوديان فى العالم، الا انها فى الأصل كانت صحراء فقط و بإختراق النيل لأرضها ثم بحفر قناة السويس اصبح من الممكن تقسيمها الى ثلاثة صحارى .. صحراء شبة جزيرة سيناء – الصحراء الشرقية – الصحراء الغربية، و لكل من هذة الصحارى صفات و تضاريس و تاريخ و طبيعة منفصلة و مستقلة و مميزة و هو ما يشكل تنوع بيئى جذاب طارد للملل و داعم للحماس و الإنجذاب .
و يضيف من واقع هذا التقسيم أبدأ بسرد أسباب إنجذاب نشاط السياحة البيئية لكل من هذه الصحارى الثلاثة بشكل منفصل و متكامل مع الإشارة إلى أن جميع النشاطات و التحركات السياحية بصحارى مصر و مياهها الإقليمية بالبحر الأحمر و البحر الأبيض و نيلها و بحيرة ناصر مغطاة بالكامل بخدمات مركز البحث و الإنقاذ التابع لوزارة الدفاع و الذى يمثل خدمة حضارية و أساسية لإستمرارية النشاطات السياحية و هو مركز متكامل المعدات و التجهيزات و الأفراد المدربين على ارفع مستوى.
ما هى الصحراء؟ … الصحراء ظاهرة مناخية حيث يسود البخر على التساقط او البخر على الرطوبة أو الفاقد على الوارد من ميزانية الرطوبة …. و كان الرومان فى قديم الأزل يلقبوا صحارى مصر بأرض النار.
لماذا سيناء؟
بها تنوع نباتى يبلغ 300 نوع منها 19 نوع نادر جداً و لا وجود لها فى أى مكان أخر فى العالم أجمع و تستخدم فى المجلات الطبية و حوالى ثلاثون نوع من الثدييات و أكثر من 150 نوعاً من الطيور و 35 نوعاً من الزواحف كما بها 40 نوع من الفراشات تمثل 70 % من الأنواع المعروفة فى مصر – و توجد بها أشجار معمرة تعدت الألف عام من العمر و تنوع جيولوجى ثرى للغاية و أثار تثبت أن الإنسان بدء يعيش فيها منذ أكثر من عشرة آلاف سنة و تم تسجيل مائة موقع أثرى فى سيناء كما يقطنها ثلاثة و عشرون قبيلة فى الشمال.
ويقول من هذه القبائل السلايمة – الأيابية – البياضية – الفواخرية – أبناء سليمان – الزملوط – أبو تشيتة – الأشراف – الأخارسة – النخلاوية – السوارسمة – الترابين – الأحيوات . أما الجنوب فبها قبائل الجبالية – الصوالحة – العليقات – المزنية – الحماضة – الحويطات – القرارشة – بنى واصل – أهل الطور – الدبور – و إجمالى التعداد البشرى لهذة القبائل هو أكثر من ثلاثمائة و سبعون ألف.
ويوضح أن لسيناء مكانة تاريخية تشمل أقدم دير نشط فى العالم و هو سانت كاترين و الذى تم إدراجه ضمن قائمة التراث الثقافى العالمى – و جبل سيناء حيث كلم الله موسى علية السلام و بسيناء مر أنبياء الله إبراهيم و إسماعيل و يوسف ويعقوب و الأسباط و مربها عيسى و أمة مريم عليهما السلام.
كما أن بسيناء عدد سبعة محميات طبيعية معلنة و عدد ثلاثة مستقبلية من هذه المحميات المعلنة محمية سانت كاترين و التى تولت السوق الأوروبية المشتركة إعدادها و تجهيزها لتكون محمية على مستوى عالمى فتم تزويدها بدورات مياة ميدانية بيئية و تحديد مدقات لتجول السياح و مركز لإكثار النباتات و مراكز لتجميع القمامة و تدويرها و تم التدريب على تحسين المنتجات البدوية و الحرفية و تحويل بعض المساكن البدوية الى فنادق بيئية ( منتجع الكرم البيئى ) و مركز ممتاز للزوار.
محميات سيناء المعلنة
يقول المحمية الأولي هي محمية رأس محمد و جزيرتا تيران و صنافير .. و هى أولى المحميات الطبيعية المعلنة بعد ثورة 23 يولية 1952 فقد صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1068 لسنة 1983 بإعلانهم محميات طبيعية، وهى تقع بالطرف الجنوبى لسيناء – و مساحة محمية رأس محمد حوالى 480 كيلومتر منها 135 كيلومتر فى اليابس و 345 كيلومتر فى النطاق المائى و شواطىء هذه المحمية مرجانية حتى أعماق كبيرة ( 208 نوعاً من الشعاب الصلبة و الرخوة ) و بها تشكيلة كبيرة من الأسماك الملونة و السلاحف البحرية المهددة بالإنقراض و الأحياء المائية الأخرى مثل الرخويات و شوكيات الجلد والطحالب البحرية – كما توجد بها كهوف مائية – و يأوى اليها طائر الأوسبرى النادر – أما جزيرتى تيران و صنافير فتبلغ مساحتهما حوالى 370 كيلومتر مربع منها 100 يابس و 270 نطاق مائى وتوجد بها شعاب مرجانية متنوعة و قناة غابات المانجروف، ومحمية رأس محمد تتمتع بشهرة عالمية حيث تعتبر أجمل موقع للغوص فى العالم .
محمية الزرانيق و سبخة البردويل
… تم إعلانهم محميات بموجب قرار رئيس مجلس الوزارء رقم 3379 لسنة 1996 و مساحتهم الإجمالية 230 كيلو متر مربع و تقع بالجزء الشرقى من بحيرة البردويل و على مسافة 25 كيلومتر غرب مدينة العريش على البحر المتوسط – و هى من أهم المواقع لهجرة الطيور فى العالم أثناء الخريف و الربيع حيث تحط بها ملايين الطيور للراحة و الغذاء ( 244 نوعاً ) – كما ان اللسان الرملى الفاصل بين البحر و البحيرة منطقة لوضع بيض السلاحف البحرية الخضراء المهددة بالإنقراض كما تضم هذة المحمية 907 نوعاً من النباتات منها 16 نوعاً مهدد بالإنقراض – و قد صدر قرار منظمة اليونسكو عام 1971 ( إتفاقية راسمار ) و التى إنضمت لها مصر عام 1986 بإعتبار محمية الزرانيق محمية لأهميتها الدولية للطيور المائية المهاجرة .
محمية سانت كاترين
تم إعلانها محمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 940 لسنة 1996 وتقع جنوب سيناء … و لسيناء عدة أسماء تاريخية هى طور سيناء أو الأرض أو مدين أو أرض القمر … مساحة المحمية هو 4350 كيلومتر مربع و هى من أكبر المحميات الطبيعية المصرية و بلاشك أغنى المحميات من جميع الأوجة و هنا أقصد بيئيا ً و تاريخياً و جيولوجياً و دينياً و قد أعلنت محمية طبيعية عام 1996 فحدودها تشكل مثلث ضلعة الشمالى يبدء قبل واحة فيران غرباً على الطريق الأوسط المتفرع من طريق السويس والطور و ينتهى شرقاً عند طريق شرم الشيخ طابا عند محمية أبوجالوم المطلة على خليج العقبة .
اما الضلع الغربى فمحصور بين طريق واحة فيران شمالاً و محمية رأس محمد جنوباً والضلع الشرقى من محمية رأس محمد جنوباً حتى محمية أبو جلوم شمالاً . هذة المحمية تضم أعلى جبال فى مصر و منها جبل سانت كاترين و الذى يبلغ إرتفاعة 2641 متر كما ان وديانها ترتفع عن سطح البحر بحوالى 1600 متر مما يجعل مناخها مميز و جاذب – و أول ما نشاهدة فى هذة المحمية للقادم من طريق الطور هو شجرة الأكاسيا و هى شجرة معمرة ثمارها اللولبية تشكل غذاء هام لماشية البدو و يصل إرتفاعها حتى خمسة عشرة متراً و واجب حماية هذا الشجر من العبث و الإبادة بعد ذلك يخترق الزائر واحة فيران و هى أكبر واحة بسيناء و تضم حوالى 30000 نخلة و تشتمل على عدة ينابيع مياة عذبة .
أهم ما يجذب السياح داخل هذه المحمية هو دير سانت كاترين
بدأ تشييد هذا الدير و الذى يقع عند قاعدة جبل موسى ( وإرتفاعه 2285 متر) عام 330 ميلادية عندما أقامت سانت هيلينا والدة الإمبراطور قوسطنطين كنيسة صغيرة عند موقع الشجرة المحترقة لتكريم البقعة التى ظهر فيها الرب لموسى .
و نظراً لتعرض هذا الموقع لهجمات عديدة فى القرن السادس أمر الإمبرطور البيزنطى جستينيان ببناء دير محصن يضم الكنسية و برجاً مع تعيين نحو200 حارس لحمايته نصفهم من اليونانيين .
وتروى السيرة أن رفات القديسة سانت كاترين قد حملتها الملائكة الى قمة جبل سانت كاترين ، حيث إكتشفت و نقلت الى حيث تحفظ الذخائر الدينية بالكاتدرائية فى القرن التاسع و منذ ذلك الوقت أصبح المكان معروفاً بإسم دير سنت كاترين .
و قد تعرض الدير لهجمات شرسة خلال القرنين الخامس عشر و السابع عشر مما دفع المسؤولين عنه تجهيز البوابات بحوائط مرتفعة جداً (11متر ) و سمك متران و يتم الدخول عن طريق رفع الناس و المؤن بواسطة الحبل و البكر ( روافع على شكل مصعد خشبى ) .
ودلائل هذاالنظام موجودة حتى يومنا هذا على الحائط الشمالى الشرقى للدير…و هذا الدير يقيم فية نحو 22 راهباً يونانياً حتى اليوم و بها أجراس تدق 33 مرة فى كل فجر لإيقاظ الرهبان .و اليوم يجذب هذا الدير آلاف من السياح من حول العالم أجمع .
فتفتح أبوابه يومياً من التاسعة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً عدى يومى الجمعة و الأحد و جميع الأعياد الأرثوذكسية، فيدخل الزائر من بوابة صغيرة فى الحائط الشمالى ليمر على بئر موسى ثم كنيسة سانت كاترين والمشيدة من الجرانيت و كل الأعمال الخشبية بها من أبواب و إثنى عشرة عمود تمثل شهور السنة عمرها من عمر الكنيسة أى 1400 سنة .
و بتصريح خاص يمكن للزائر زيارة المسجد و الذى يعود تاريخ بنائه الى القرن الحادى عشرة ميلادية و مكتبة تحتوى على حوالى 3000 مخطوط و 5000 كتاب باليونانية والعبرية و اللاتينية و العربية… و كثير من الباحثين و الدارسين يعتبروا هذه المكتبة من أهم المكتبات فى العالم بعد مكتبة الفاتيكان و أحياناً يسمح بزيارة قاعة الهياكل العظمية .
و الدير مزدحم بالأبنية المختلفة منها المكون من طابق واحد أو طابقين أو أكثر و تتخلل الأبنية ممرات و دهاليز معوجة و ضيقة و بصفة عامة الدير يحتوى على الكنيسة الكبرى و كنيسة العليقة – و عدة كنائس صغيرة – و مسجد و مكتبة نفيسة – و منازل للرهبان – و مخازن للحبوب و مطبخ و أفران و معصرة للزيتون و أبار مياة – و حديقة تشمل أشجار مختلفة من الفواكة.
و كنيسةالعليقة يقال أنها مقامة فى مكان العليقة المقدسة التى ظهر الرب لموسى عندها . فيرى الزائر جذور العليقة داخل الكنيسة و أغصانها خارجها من طاقة فى جدارها الشرقى و لا يدخل أحد هذةالكنيسة إلا إذا خلع نعلية خارج بابها إسوة بسيدنا موسى عندما خلع نعلية .
أما جامع الدير فقد تم بناءة عام 524 هجرياً داخل الدير فى عهد الملك الحاكم بأمر الله لإنقاذ الدير من قرار الحاكم بهدمه فعندما وصل جنوده للدير لتنفيذ اوامر الهدم وجدوا المسجد داخله فصلوا فيه و قبلوا بعض الهدايا من الرهبان و عادوا لمصر دون المساس بالدير ليخبروا الحاكم بأمر الله فقام بإلغاء قرار الهدم و أرسل كرسى خشبى هدية للجامع موجود به حتى اليوم، أما الآبار فيوجد بئر موسى و الذى يقال أنها البئر التى سقى منها موسى الغنم لبنات الأعراب عند هربة من مصر – وبئر العليقة – و بئر إسطفانوس
و من أهم المخطوطات الأثرية بالدير ( العهدة النبوية ) يقال أن النبى محمد علية الصلاة والسلام كتبها للدير فى السنة الثانية من الهجرة أماناً لهم و للنصارى كافة على أرواحهم – … و منشور نابليون بونابرت للمطارن فى 1799/12/20 م .
و التنوع النباتى بمحمية سانت كاترين يضم تشكيلة كبيرة جداً من الأشجار والنباتات العطرية و الطبية و بعضها نادر جداً مما دفع المسؤولين عن المحمية بناء مركز إكثار لهذة النباتات و إستخراج منها المركزات المستخدمة فى الصناعات الدوائية.
و أكثر ما يشد الإنتباه غير أشجار النخيل أشجار النبق العملاقة أو السدر – أو شوكة المسيح والتى أصبحت محدودة العدد فى وادى النيل لكن هنا بجنوب سيناء أشجار النبق ضخمة و أواخر شهر أبريل أوائل مايو تثقل أغصانها و فروعها بثمار النبق الزاهية الألوان و التى تأخذ شكل التفاح الصغير و لها مذاق حلو و رائحة مميزة جذابة فهذه الأشجار جاء ذكرها فى القرأن الكريم فى سور سبأ و الواقعة.
ويمكن التمتع بمراقبة أطفال البدو أثناء عودتهم من مدرستهم بمنطقة الشيخ عواد مخترقين الوديان و متجهين لمساكنهم فدائماً يتعمدوا المرور أسفل هذه الأشجار و ينحنوا للأرض لإلتقاط ثمرات النبق الناضجة الحلوة و يأكلوها بمتعة كبيرة و المعروف أن النبق يستخدم فى تنقية الدم – و علاج الإسهال – وعلاج الجروح و أمراض الجلد .
شجرة العرعر : نبات شجيرى . الثمار لونها برتقالى محمر – تستخدم فى علاج مرض السكر – و مدرة للبول – وعلاج الإسهال – و تستخدم أيضاً فى إنقاص الوزن
شجرة الرتم :- هذة الشجرة لها حبوب صفراء تعتبر علف ممتاز للماشية – كما يتم دق أعوادها حتى تتحول لمسحوق يستخدم فى تطهير و علاج الجروح.
العجرم
و فروعها يجففها البدو ثم يطحنوها حتى تتحول لدقيق و توضع فى شاش و يتم عصرها ليخرج منها سائل يستخدم كصابون للوجه و الجسم و هو ذو رائحة ذكية .
شجرة الطرفاء و التى ترتفع حتى 5 أمتار فى الطول و أوراقها خضراء مائلة الى اللون الرمادى و صغيرة جدا ً تشبة قشر السمك و يستخدمها البدو كلبخة لتخفيف و إزالة مفعول لدغات العقارب و عضات الثعابين .
ويضيف القيسوني في كتاباته فيقول : بالمحمية أول فندق بيئى نموذجى يتم تشييده فى مصر و هو منتجع أو فندق الكرم البيئى و قد تم بنائه تحت إشراف مهندسين و خبراء بيئيين تابعين للسوق الأوروبية المشتركة و بمعونة منهم و بأيدى شباب قبيلة الجبالية ( عام 2002 ) وسط منطقة وادى غربة بالقرب من منطقة الشيخ عواد و نقب هاوا على بعد حوالى عشرة كيلومترات شمال دير سانت كاترين .
وعلى الطريق التقليدى القديم لدير سانت كاترين و هناك طريقتين للوصول لهذا الفندق إما بسيارات الدفع الرباعى من قرية الطرفة على طريق وادى فيران أو عن طريق المشى حوالى ثلاثة ساعات من مدينة سانت كاترين عبر ممر نقب هاوا، هذا الفندق أساساً يعتمد على البساطة و تقليل الأثر السلبى على البيئة المحيطة به كعدم وجود كهرباء مع توافر سخانات مياة شمسية و دورات مياة ذاتية التحليل و مطبخ تخرج منه الوجبات البدوية المعروفة البسيطة مع خبيز الخبز يومياً و طازج و حسب عدد المقيمين بالفندق و قد تم بنائه بالمواد المتوفرة بالمنطقة من مواد قادرة على حفظ الحرارة و عزلها مع تصميم يتيح الراحة للساكن دون الحاجة الى الوسائل الصناعية للتهوية و التكييف .
وهو يتسع لعدد 16 زئر فقط يوزعوا على هيئة أسر فى ستة حجرات و الفندق يديرة أبناء قبيلة الجبالية و سيلاحظ الزائر أن إسلوب البناء بسيط للغاية فدائماً يبدء بناء جدران الحجرات بالحجارة الكبيرة المتوفرة بالموقع و كلما إرتفع الجدار صغر حجم الحجارة و الصخور المستخدمة حتى إرتفاع ثلاثة أمتار بعدها يتم تسقيف السقف بفوالق النخل او سيقان شجر الأكاسيا و الزيتون و الغاب مع عمل فتحات تهوية مرتفعة بأعلى الجدران.
وأثاث الحجرات عبارة عن مصاطب مبنية تستخدم كسراير مغطاة بالمراتب البسيطة و الأغطية الصوفية و ناموسيات معلقة بينما الأرضيات مغطاة بالكليم البدوى الملون و مقاعد من خشب الكافور و طبلية بسيطة عليها مصباح كيروسين مع وجود كمية من الشمع للإضاءة.
أما باب الحجرة فهو بدائى الصنع من الخشب يغلق بمزلاج خشبى بسيط و تم تمييز هذة الحجرات بوضع أشكال لحيوانات المحمية فمثلاً هناك غرفة على بابها رسم الوعل الجبلى و غرفة عليها الذئب و غرفة عليها الضبع و بالفندق قاعة طعام تم بنائها بنفس الإسلوب البدوى البسيط للشتاء و أيضاً حلقة واسعة فى العراء عبارة عن مصطبة دائرية مغطاة بالكليم يجلس عليها النزلاء مساءً عندما تسمح لهم الظروف الجوية ليستمتعوا بمراقبة أبناء قبيلة الجبالية و هم يشوون اللحم على الفحم و يخبزون الخبز البدوى على راكية نار تحتوى على سيقان من الخشب و الشجيرت الصحراوية الجافة و يستمعوا لقصصهم وأغانيهم تحت قبة سماوية رائعة الجمال حيث تتلألأ ملايين النجوم و يسطع القمر ليلقى بضوئه الفضى الحالم على التضاريس الجبلية المحيطة بهم و كل حين و أخر يشاهدوا مذنب أو شهاب يمرق بالسماء أعلاهم و تهب عليهم نسمات الهواء الصحراوى النقي لتضفى جو من السحر الرائع الجمال و تحفر ذكرايات جميلة لن تنسى مدى الحياة.
أما طعام الإفطار فهو فى غاية من البساطة عبراة عن جبن و فول مدمس و مربة فقط و الغذاء دائماً خضراوات من مزارع البدو و التى لا تستخدم فيها الكيماويات قط فقط سباخ عضوى فالطعام هنا بالكامل صحى . و الإقامة فى هذا الفندق رخيصة للغاية و دورات المياة فية نظيفة تشمل الأساسيات المريحة و المطلوبة .
و من هذا المنتجع يتم تدبير رحلات بيئية رائعة مثل رحلة الجمال الى دير سانت كاترين جنوباً على حيث يتم التحرك الساعة السادسة فجراً ممتطين الجمال و فى هدوء شديد تصعد الجمال الى الممر الجبلى نقب هاوا المحصور بين جبلى السرو و أبو حشوة الشاهقين ليستمتع السياح بالمناظر الخلابة فالتشكيلات الصخرية بألوانها مبهرة بكل المقاييس فمنها الأحمر و منها الأخضر و البنى و وسط هذة الصخور تبرز أشجر النخيل و التين والشجيرات و النباتات الصحراوية و كل حين و آخر يمروا على مزرعة صغيرة جدا ًمملوكة لبدو المنطقة تشمل أشجار النبق و التين و الرومان و اللوز بالإضافة لتشكيلة من الخضراوات و أيضاً آبار مياة عزبة تخرج من شقوق الجبال لتروى هذة النباتات و تضمن إسمرارية الحياة وسطها.
و عند التوقف عند هذه الأبيار تشاهد قطعان الماعز تلتف حول السياح محاولة الوصول للمياة تحت أشراف و حراسة راعيات قبيلة الجبالية و اللذين يرتدون ملابسهم المميزة جداً و المزركشة بخيوط ملونة و رسومات هندسية فريدة فهم اللذين يتولوا هذة المهمة اليومية أى رعى قطعان الماشية و خلال هذه الرحلة يمكن مراقبة تصرفات سفينة الصحراء أى الجمل فهذه المخلوقات نبيلة و عظيمة بكل المقاييس و ذكية و بها إمكانيات لا حدود لها فمثلاً بمراقبة خف الجمل و حركة العضلات لحظة هبوط الخف على الصخور و التضاريس القاسية غير المستوية و كأنها سوست متعددة الزوايا سبحان الله .
و هى تتحرك بإرادتها دون الحاجة لقيادتها و توجيهها وسط تشكيلات صخرية من الصعب جداً تحديد المدقات فيها و أفضل المرتفعات و المنخفضات و التى تضمن التقدم بأمان و دون أى مخاطر كل هذا يتم بهدوء شديد و الصوت الوحيد الذى يسمع هو صوت الرياح القادمة من إتجاة وادى الراحة متجهتا شمالاً وسط هذه الجبال فى مواجهة القافلة أو كل حين وأخر صوت رغاء الجمال و تغريد العصافير أو صوت طائر البجعاء أو الأبلق الأسود و الذى يلازم القافلة طوال الرحلة و يراقب تحركاتها بإهتمام شديد .
وقرب إنتهاء ممر نقب هاوا يشاهد جبل عباس والذى تم بناء قصر عباس أعلاة ثم يتم الهبوط بعد أربعة ساعات كاملة على تدريج جبلى هابط تنتشر عليه قرية أبوسيلة بعدها تستوى الأرض و هو ما يعنى بلوغ القافلة، علمنا أننا بوادى الراحة المقدس و المشهور … و الذى يقع أمام دير سانت كاترين و سلسلة من الفنادق السياحية رحم الله الرئيس السادات والذى كان يتمنى بناء إستراحة لنفسه على مشارف هذا الوادى ليقيم بها إسبوعين كل عام للعبادة و للتأمل و الراحة .
كائنات محمية سانت كاترين
هذة المحمية تضم تشكيلة كبيرة من الكائنات الحية منها الضبع الأبيض المخطط و الذى كان يعتقد أنة قد إنقرض من سيناء منذ خمسون عاماً حتى ثبت عكس ذلك عن طريق إستخدام أجهزة تصوير حديثة جداً بأشعة الليزر تمكنت منذ عامين من إلتقاط صور لهذا الضبع و بالتالى تسجيل وجودة بالمحمية ضمن العديد من الكائنات و منها السحالى و أشهر سحلية بهذة المحمية تلقب بقاضى سيناء ففى موسم التزاوج يتلون رأسة باللون الأزرق و هذا النوع يوجد فقط بالمناطق الصخرية بجنوب سيناء .
– الوبر الصخرى … كائن ثديي له صلة قرابة بالفيلة و هو فى حجم الأرنب الكبير و يشبة الفأر لكن بدون ذيل و هو حيوان خجول يعيش فىالوديان الصخرية بالمحمية
–
– الوعل النوبى ( التيتل ) و هو ماعز برى جبلى يصل وزن الذكر منة الى 90 كيلوجرام و ينمو له قرون مقوسة تصل الى متر فى الطول .
–
– طائر الأبلق الأسود ذو العرف الأبيض ( البجعاء ) أو أبو سليمان و يشبة ندائة صوت الفلوت . شائع جداً فى المنحدرات الصخرية، و عنده حب إستطلاع كلما شاهد شخص يتحرك أو أشخاص يعسكرون تجد هذا الطائر يقف على مسافة قريبة جداً بشجاعة متناهية و يراقب . و معروف عنه أنه كثيراً ما ينقذ حياة الإنسان حيث يصدر أصوات مرتفعة جداً و مميزة و يتمرغ على الأرض مع نشر جناحيه فى حركات ملفتة جداً للفت إنتباه الإنسان لخطر وجود أفعى أو ثعبان سام قريب و هى ظاهرة نادرة جداً و ليتفادى الشخص مكان وجودة و يبتعد عنه لذلك فالبدو يكنوا له إحترام و حب خاص .
-كما تضم المحمية أصغر فراشة فىالعالم و هى الفراشة الزرقاء بالإضافة لتشكيلة كبيرة الألوان و الأحجام من الفراش.
-و من الأهمية تسجيل أن سياحة مراقبة الطيور أصبحت تتزايد بشكل ملحوظ عاماً بعد عام فى سيناء و ذلك لأن سيناء تقع على أكبر ممر هجرة طيور فى العالم من أوروبا و أسيا الغربية إلى أفريقيا و بالعكس مرتين سنوياً ( فى الخريف من الشمال للجنوب و فى الربيع من الجنوب إلى الشمال ) ثلاثمائة و عشرون نوع من الطيور يشكلوا هذه الأسراب الهائلة فملايين الطيور ذات الأحجام و الألوان و الأشكال المختلفة تمر فوق سيناء فى الفترة من شهر مارس حتى شهر مايو ثم من شهر أغسطس و حتى شهر أكتوبر من كل عام و تحط معظمها على أرض محمية سانت كاترين للراحة و إلتقاط أى غذاء متوفر بالمحمية و خلال هذة الشهور أى شهور الهجرة و دون أى مبالغة تغطى سماء محمية سانت كاترين بأسراب ملايين الطيور لتشكل ظاهرة طبيعية فريدة تجذب السياحة العالمية المتخصصة لمراقبتها و تسجيلها و تصويرها
سكان المحمية
كان سكان جنوب سيناء منذ فجر التاريخ يلقبوا بسادة الرمال أو العمالقة – و الأن يسكن سيناء عدة قبائل من البدو و منهم الجبالية و التى تتمركز بمحمية سانت كاترين و قبائل العليقات و مزينة و العوارمة و أولاد سعيد، و قبيلة الجبالية خليط من الصقليين و المصريين و الذين كانوا يدينون بالمسيحية ثم إعتنقوا الإسلام – و كان قد تم إرسالهم من مصر لحراسة الدير وعاشوا عيشة البادية و لا يزال رهبان دير سانت كاترين حتى يومنا هذا يستخدموا الجبالية كبستانين و بنائين و ملاحظين و خبازين و حدادين .
و لقد تأثر سكان هذة المحمية من قبائل الجبالية بالتنوع الحيوانى و النباتى و ظهر ذلك بوضوح فى فنون تطريزهم و التى تمارسها نساء القبيلة حيث أنماط التصميمات مستوحاة من المكونات الطبيعية و التى تلتقى بها النساء يوماً بعد يوم . فنجد زخارف على ملابسهم و أى ملحقات قطنية أو صوفية مثل أكياس السكر فعليها زخارف على شكل زهور و أوراق الشجر و النخيل و الطيور والحيوانات ذات الألوان البهية.
و من أشهر مشغولاتهم اليدوية ( الجنعة ) أىالشال و الذى ترتديه العروس يوم زفافها – و شنط الرعى و التى تستخدمها النساء أثناء رعيهم لقطعان الماشية – و لتحقيق ذلك يستخدموا أصواف مصبوغة مأخوذة من الماشية.
محمية الأحراش الساحلية برفح
صدرت بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 3379 لعام 1996 – و هى تقع فى الركن الشمالى الشرقى لمصر و تصل مساحتها إلى حوالى 6 كيلومتر مربع و هى منطقة كثبان رملية يصل إرتفاعها الى 60 متراً من سطح البحر تغطيها كثافة عالية من أشجار الأكسيا و أشجار الأثل و الكافور و عدة أنواع من الشجيرات و الأعشاب والنباتات و جميعها تعمل على تثبيت الكثبان الرملية و الغرود الواقعة داخل المحمية كما تحافظ على المياة الجوفية و عذوبتها.
محمية نبق
قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1511 لسنة 1992 و مساحتها 600 كيلو مترمربع منها 440 يابس و 160 فى النطاق المائى – و هى تقع شرق طريق شرم الشيخ طابا- و هى أعلى منطقة جغرافية لغابات المانجروف و الموجودة بكثافة على إمتداد 4,5 كيلومتر على سواحلها – و يوجد بها كثبان رملية مغطاة بغطاء نباتى – كما بها أراضى رطبة و أعشاب بحرية – وبها غزلان و وعول و ضباع و زواحف و كثير من الطيور المقيمه و المهاجرة كما يوجد بها قبائل البدو.
محمية أبوجالوم بجنوب سيناء
قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1511 لسنة 1992 و تقع بين شرم الشيخ و طابا و مساحتها 500 كيلومتر مربع منها 350 يابس و بهذة المحمية طوبوغرافية خاصة حيث تقترب الجبال من الشاطىء كما تحتوى على أنظمة بيئية متنوعة من الشعاب المرجانية و الكائنات البحرية و الحشائش البحرية و الأنظمة البيئية الصحراوية و الجبلية .
محمية طابا بجنوب سيناء
. قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 316 لسنة 1998 و تقع بجنوب غرب مدينة طابا و مساحتها 3595 كيلومتر مربع و تضم هذة المحمية تراكيب جيولوجية و كهوف و ممرات جبلية متعددة و شبكة من الوديان أهمها – وتير – الزلجة – الصوانة نخيل و بها عيون طبيعية حولها حدائق نباتية- و يقيم بها تجمعات بدوية – و بالمحمية 25 نوعاً من الثدييات مثل الغزال و الوعل النوبى و الوبر و غيرها و حوالى 50 نوعاً من الطيور مثل النسر و الصقور و غيرها و حوالى 24 نوعاً من الزواحف و 480 نوعاً من النبات
و محميات سيناء المستقبلية هى : –
–8 القسيمة و مساحتها 400 كيلومتر مربع
-9 المغارة و مساحتها 900 كيلومتر مربع
10 – وادى جيرافى و مساحتة 1100 كيلومترمربع
إقرأ أيضا
كنوز مصر المجهولة
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.