محمود القيسوني يكتب: ضيوف مصر من الطيور الزائرة
١٥٠ نوعا مقيم و٢٨٠ نوعا يحط في أسراب بمصر مرتين في العام أثناء هجرتها السنوية
يذكر تاريخ البشرية أن الفراعنة كانوا أول من راقبوا الطيور و سجلوا تفاصيلها أنواعها وصفاتها وألوانها الجميلة الزاهي علي جدران المعابد والمقابر التي لا تزال تتحدث من من علي الجدران حتي يومنا هذا، سجلوا سبعون نوعاً من الطيور المقيم والمهاجره .
430 نوع من الطيور تقيم وتزور مصر سنوياً
وقد وهب الله مصر نعمة تنوع الطيور فمنها ١٥٠ نوعا مقيم و٢٨٠ نوعا يحط في أسراب بمصر مرتين في العام أثناء هجرتها السنوية بالآلاف المؤلفة في الخريف والربيع ، واتذكر أن الصحف ووسائل الاعلام تناولت خبراً نشر بتاريخ 21 نوفمبر عام 2018 بعنوان “حماية الطيور المهاجرة أمام مؤتمر التنوع البيولوجي- ومشروع مصري إيطالي يدعم السكان المحليين بالمحميات لتطوير السياحه البيئية، وهو تطور ملحوظ أشدت به في حينه.
لكن وبما أن خلفيتي منذ حوالي أربعون عام كانت عسكرية تحولت بعد ذلك بتفاني وعمق لنشاط السياحة البيئية بمصر سأطبق مبدأ أساسي تعلمته من الجيش وهو ( مراجعة الدروس والتجارب المستفاده ) وهو مبدأ أثبت حكمته وأهميته في كل الأزمان وكل الظروف.
عائدات بعض الدول من سياحة مراقبة الطيور
( والشىء بالشىء يذكر: إن سياحة مراقبة الطيور نمط عالمي علينا الإهتمام به فبريطانيا بها عشرة ملايين مشترك في ٥٠٠ نادي لهواة سياحة مراقبة الطيور، والولايات المتحده الأمريكية تحقق ٣٦ مليار دولار سنوياً من سياحة مراقبة الطيور)
أما مصر فلديها أفضل بنية قوانين علي مستوي العالم منظمة لعمليات الصيد وحماية التنوع الحياتي، أقول هذه المقدمة الواجبة التسجيل، لأسرد التطورات بالغة السلبية التي حدثت في السنوات التالية لثورة يناير ٢٠١١.
في ديسمبر٢٠١٣ تم تسليم سفير مصر ببرلين مكاتبات من الإتحاد الدولي لحماية الطبيعه بتوقيع ١١٥ ألف شخص يطالبون فيها مصر بالعمل علي حماية الطيور الحوامة المهاجرة والتي هي ملك العالم أجمع من عمليات الإبادة المؤكده خلال عبورها الأراضي المصرية في موسم الخريف متجهة إلي منتصف إفريقيا وفي الربيع عائدة إلي أوطانها بدول شرق أسيا وأوروبا محمله بالبيض .
وفي نفس العام تم تسليم سفير مصر خطاب من عضو بالبوندستاج بنفس المعني مع الإشارة إلي عمليات الإبادة المنظمة لطائر السمان علي كامل السواحل الشمالية المصرية (وهو ما شاهدته بعيني للأسف ).
تلي ذلك عقد مؤتمر دولي بمقر الأمم المتحده بمدينة بون الألمانية لمناقشة مشكلات صيد الطيور المهاجرة بمصر وقد وعد الوفد المصري بإتخاذ اللازم لوقف هذه الظاهرة.
وفي أوائل ٢٠١٤ جاءت بعثة تابعة لمنظمة السياحة العالمية والمجلس الدولي لحماية الطيور هدفها زيارة محمية رأس محمد وغرب شرم الشيخ تمهيدا للمعاونة في تجهيز هذا القطاع بالكامل بأبراج مراقبة الطيور والدشم الأرضية والمطبوعات والخرائط الداعمة لهذا النشاط ودمج وتدريب المجتمع المحلي بعد أن أعلنت الأمم المتحده إختيارها ضمن أفضل ثماني مواقع علي مستوي العالم لمراقبة الطيور المهاجرة.
لكن للأسف إنسحب الوفد بعد يومين ولغوا منظومة الدعم والتعاون لإصطدامهم بكم هائل من المخالفات البيئية داخل النطاق الأرضي والبحري بالمحمية ومقالب القمامة في عراء غرب شرم الشيخ والتي شاهدوا فيها عدة طيور مهاجرة نافقة بسبب تناولها مخلفات القمامة.
وفي عام ٢٠١٦ بثت القنوات الوثائقية بالتلفزيون الفرنسي والألماني برامج عن مسارات الطيور المهاجرة علي مستوي العالم تم فيها بشكل منفرد تغطية سواحل مصر الشمالية من العريش إلي مرسي مطروح باللون الأحمر، في إشارة صارخة لعمليات الإبادة المستمرة للطيور المهاجرة رغم وجود منظومة القوانين الصارمة الموضوعة لحمايتها ورغم توقيع مصر علي كامل المعاهدات الدولية الملزمة لحماية هذه الكائنات المملوكه للعالم أجمع، وهو ما دفع وزارة البيئة إتخاذ الإجراءات الصارمة لوقف هذا التحدي لقوانين الدولة.
إقرأ ايضا:-
القيسوني: يكتب.. وادي الرشراش أول محمية في تاريخ مصر
محمود عبدالمنعم القيسوني يكتب : « الجلف الكبير » الصورة طبق الأصل لتضاريس المريخ
محمود عبدالمنعم القيسوني يكتب : مائة عام علي اكتشاف جبل العوينات
« القيسوني » يواصل الكشف عن كنوز مصر المجهولة .. (الحلقة الثانية )
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.