مفوضة الاتحاد الأفريقي : أفريقيا تلعب دورا محوريا في تشكيل مستقبل الطاقة في العالم
تقوم الدكتورة أماني أبو زيد، مفوضة الاتحاد الأفريقي للبنية التحتية والطاقة والرقمنة، بدورا محوريا في الدفاع عن مصالح قارة أفريقيا في كافة المحافل الدولية والإقليمية التي تشارك فيها ، وكان آخرها مشاركتها في قمة ” الحلول العالمية ” التي عقدت في العاصمة الألمانية برلين يومي 6 و7 مايو 2024 ، والتي شارك فيها قادة الفكر العالمي وصانعي السياسات والخبراء العالميين، في حضور المستشار الألماني أولاف شولتز ، وهدفت القمة إلى مواجهة التحديات العالمية الملحة وتعزيز التعاون نحو حلول مستدامة.
وخلال فعاليات القمة ألقت الدكتورة أماني أبو زيد كلمة افتتاحية في الجلسة التي عقدت تحت عنوان “إزالة الكربون من الصناعة لتسريع تحول الطاقة” ، حيث ركزت في كلمتها علي الفرص الاقتصادية والاستثمارية التي يوفرها الاقتصاد الأخضر، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يصل إلى 10 تريليون دولار بحلول عام 2050.
وشددت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي على أن هذا النمو يوفر فرصاً كبيرة للبلدان الأفريقية لتصدير المنتجات والخدمات الخضراء، كما يعمل أيضًا حافزا من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية وخلق القيمة المضافة في جميع أنحاء القارة.”
أجندة التنمية في أفريقيا
وشددت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي على الحاجة إلى سياسات شاملة للجنسين تمكن المرأة من تولي أدوار قيادية والوصول إلى فرص كبيرة في الاقتصاد الأخضر، مما يسلط الضوء على “أهمية المشاركة في مناصب صنع القرار والوصول إلى الفرص الكبرى، بدلاً من الاعتماد فقط على مبادرات التمويل الأصغر”.
وأكد الدكتورة أماني أبو زيد على أن أجندة التنمية في أفريقيا تتشابك مع أجندة المناخ، مسلطه الضوء على الإمكانات التحويلية للنظر إلى أزمات المناخ كفرص للاستثمار في الحلول المستدامة ، مشيره إلى أنه “على الرغم من أن أزمات المناخ تمثل تحديا كبيرا، إلا أنها تعمل أيضًا كعوامل محفزة للابتكار والاستثمار والتعاون وتتطلب مستويات غير مسبوقة من الاستثمار في الطاقة النظيفة والبنية التحتية الخضراء والتقنيات المستدامة”.
وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي على الدور المحوري الذي تلعبه أفريقيا في تشكيل مستقبل الطاقة في العالم ، وقالت: “بفضل إمكانيات الطاقة الهائلة في مجال الطاقة المتجددة، والموارد الطبيعية الوفيرة، والنمو السريع والسكان الشباب، تقف أفريقيا في طليعة التحول نحو نظام طاقة مستدام وشامل”.
ودعت المفوض أبو زيد إلى تغيير الخطاب السلبي المحيط بإفريقيا، معربه عن أسفها للوصف غير العادل لأفريقيا بأنها غير مربحة ومحفوفة بالمخاطر – على الرغم من كونها ثاني أقل المناطق خطورة في العالم – وفضح أسطورة عدم وجود مشاريع قابلة للتمويل في أفريقيا.
وشددت الدكتورة أماني أبو زيد على ضرورة تعديل الهيكل المالي العالمي الذي يثقل كاهل أفريقيا بارتفاع تكلفة الاقتراض بسبب التصنيفات الائتمانية غير العادلة ، مشيدة بالشراكات مع أوروبا، وسلطت الضوء على الترابط المطلوب لتحقيق تحول الطاقة، وأشارت إلى أنه “لا أحد آمن حتى يصبح الجميع آمنًا”.
الوقود الأحفوري سيظل يلعب دورا مهما
وقالت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد ” إن “أفريقيا ملتزمة بزيادة حصتها من مصادر الطاقة المتجددة مع التأكيد علي أن الوقود الأحفوري، وخاصة الغاز، سيظل يلعب دورًا مهمًا كوقود انتقالي، وخاصة للطهي النظيف”، في إشارة إلى الموقف الأفريقي المشترك بشأن الطاقة.
كما أكدت الدكتورة أماني أبو زيد على أهمية كفاءة استخدام الطاقة باعتبارها الجانب الآخر من المعادلة بالتزامن مع الطاقة المتجددة ، وسلطت الضوء على الحاجة إلى تحسين استخدام الطاقة وتقليل النفايات من خلال تدابير الكفاءة، مثل تطوير البنية التحتية، وتنفيذ التقنيات الذكية، وتعزيز ممارسات توفير الطاقة، قائلة إنه “على الرغم من أن مصادر الطاقة المتجددة ضرورية للانتقال إلى مستقبل الطاقة المستدامة، إلا أن زيادة كفاءة الطاقة إلى الحد الأقصى وهو أمر ضروري بنفس القدر لضمان فعالية هذه الجهود واستمراريتها”.
ودعت المفوض أبو زيد إلى بذل جهود متضافرة لتكييف البنية التحتية الحالية مع مصادر الطاقة المتجددة ودمج تدابير كفاءة الطاقة في عمليات التخطيط وصنع السياسات على جميع المستويات.
الزراعة في أفريقيا
وفي سياق متصل شاركت الدكتورة أماني أبو زيد في مائدة مستديرة حول الزراعة في أفريقيا، حيث سلطت الضوء على أهمية استخدام الأدوات الرقمية لتعظيم الإنتاج الزراعي حيث يمكن للرقمنة أن تعزز الإنتاجية، وتحسن إدارة الموارد، وتمكن المزارعين من الوصول إلى معلومات السوق والخدمات المالية.
وقالت: “من خلال تسخير قوة الأدوات الرقمية، يمكن لأفريقيا إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لقطاعها الزراعي وتمهيد الطريق للنمو المستدام والشامل”.
وأكدت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي على الترابط بين الزراعة والطاقة، مشدده على أن عدم الوصول إلى طاقة موثوقة وبأسعار معقولة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الإنتاجية الزراعية وسبل العيش الريفية.
وقالت: “إن ضمان حصول الجميع على الطاقة أمر ضروري لتحويل القطاع الزراعي في أفريقيا، وزيادة الإنتاجية، وتحسين الأمن الغذائي”.
وفي الوقت الذي اشارت فيه الدكتورة أماني أبو زيد إلي الفوائد المحتملة للشبكات الصغيرة لكنها حذرت من أنه على الرغم من أنها توفر مزايا، فإن التحول الحقيقي للزراعة في أفريقيا يتطلب تركيزًا متضافرًا على توفير الوصول إلى الطاقة في المناطق الريفية”. وشددت على أهمية الاستراتيجيات الشاملة التي تعالج احتياجات الطاقة في المجتمعات الريفية ، ويشمل ذلك الاستثمارات في توسيع الشبكة، والحلول خارج الشبكة، وتقنيات الطاقة المتجددة المصممة خصيصًا للأنشطة الزراعية.
وشددت الدكتورة أماني أبو زيد على أهمية المحاصيل التقليدية مع إبراز إمكانات أفريقيا في مجال المنتجات المتخصصة.
وقالت ” وفي حين تظل المحاصيل التقليدية أساسية للأمن الغذائي وسبل العيش، فقد برزت أفريقيا أيضاً كمركز للسلع الزراعية المتخصصة.
وسلطت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي الضوء على مساهمة مصر الكبيرة في سوق الياسمين العالمي، حيث يتم إنتاج 50٪ من الياسمين في جميع أنحاء العالم من مصر ، مشيره أيضًا إلى المسار الواعد لإثيوبيا لتصبح المنتج الرئيسي للزهور، كما أكدت علي ريادة مصر والمغرب عالميًا في إنتاج البرتقال.
وأشارت الدكتورة أماني أبو زيد إلى ضرورة الاستفادة من المشهد الزراعي المتنوع في أفريقيا لزراعة المحاصيل عالية القيمة والاستفادة من فرص السوق العالمية، وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين سبل العيش في جميع أنحاء القارة .
اقرأ المزيد
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.