القيسوني يكتب.. يوم أن قامت القيامة في “كراكاتوا “
كراكاتوا جزيرة من جزر إندونيسيا، تقع بين جزيرتى جاوا وسومطرا، ويبلغ طولها نحو 9 كيلومترات، وهي جزيرة بركانية يبلغ إرتفاع فوهه بركانها حوالى إثنين كيلومتر أعلى سطح البحر، لكن في صبيحة يوم 26 أغسطس من عام 1883 إنفجر هذا البركان، ليدخل تاريخ الكرة الأرضية كأقوى إنفجار بركانى على الإطلاق.
قوة البركان نحو 13 ألف قنبلة ذرية وسمع صوت انفجاره من 5 الاف كيلو
وصفه العلماء بيوم القيامة، قدروا قوته بـ 13 ألف قنبلة ذرية، مثل التى ألقيت على هيروشيما نهاية الحرب العالمية الثانية، قذف هذا البركان أثناء ثورته ما يوازى واحد وعشرون كيلومتر مربع من الصخور والرماد البركانى و الحمم النارية، كما تسبب فى حدوث أعلى صوت إنفجار تم سماعه في تاريخ البشرية، لدرجه أن صدى صوت الإنفجار سُمع بوضوح تام من قِبل سكان مدينة بيرث بإستراليا الواقعة علي بُعد 3200 كيلو متر من البركان وكذلك سكان جزر موريشيوس قبالة سواحل إفريقيا التي تبعد عن إندونيسيا نحو خمسة ألف كيلومتر وقدر العلماء أن 10 % من سكان الارض سمعوا صوت إنفجار البركان .
البركان دمر 165 مدينة وقرية وقتل أكثر من 36 الف إنسان .
وهذا البركان تسبب فى دمار تام وشامل لنحو 165 مدينة وقرية متناثرة على الجزر و السواحل القريبة و البعيدة، كما تسبب فى إنطلاق موجات بحرية هائلة “سونامى” تسببت فى موت 36 ألف و400 إنسان غير إصابة الألاف.
موجات الـ”تسونامي” قذفت فرقاطة حربية من المحيط لمسافة 5 كيلو في اليابسة
ضربت جميع سواحل دول المحيط الهندى 4 موجات تسونامي بلغ إرتفاعها 40 مترا وفقاً لما سجله عدد من الأوروبيين الذين نجوا، مؤكدين أن إحدي الموجات الأربع نقلتهم 3 كيلومترات إلى داخل الأرض اليابسة و كانت سرعتها رهيبة شعر بها سكان سواحل فرنسا و بريطانيا، هذه الموجات رفعت أيضا فرقاطة حربية من الحديد الصلب مسافة 5 كيلومترات داخل اليابس .
و قد أدى الإنفجار الى نسف معظم الجزيره التى كان عليها البركان و ترتيب و تطورات هذة الكارثه كما ذكرها الناجين هى أنهم سمعوا صوت إنفجار هائل تسبب فى آلام مبرحه لآذانهم مع الإشاره إلى ان الأنفجار البركانى كان على بعد أكثر من أربعه آلاف كيومتر و هو ما يوازى سماع سكان القاهره صوت إنفجار واضح جدا حدث بلندن
تلى ذلك إنفجار فلكى للجزيرة ذاتها و إنطلاق أعمدة من الرماد و النيران و الحمم إلى عنان السماء بإرتفاع خمسون كيلومتر وهبطت هذه الحمم النارية على سطح المحيط ليشاهدها سكان السواحل على مسافة 7 آلاف كيلومتر مختلطة بهياكل عظمية بشرية وقد إنتشر خبر هذا الإنفجار إلى دول العالم أجمع فى دقائق عن طريق كابلات التلغرافات الجديده و التى إنتشرت لأول مره فى العالم لتسجل كأول خبر يسمعه جميع سكان الكرة الأرضية فى آن واحد.
وفي عام 1927 إستيقظ البركان مرة أخرى لينفجر عدة مرات، إنفجارات محدودة نوعاً ما تسببت فى إعاده تكون و بناء أجزاء من الجزيرة لقبت بكراكاتوا الصغير طولها حوالى إثنين كيلومتر و إرتفاعها مائتان متر أعلى سطح البحر.
وبعد حوالى 100عام من هذه الكارثة المدوية حدثت ثورة بركان أخري لكن هذه المرة في جزيرة “سانت هيلينا” بولاية واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية و هو حدث شاهده العالم أجمع عن طريق شبكات التليفزيون و الأقمار الصناعية، و تطورات هذا الحدث هى أنه صباح يوم 18 مايو عام 1980 حدثت هزة أرضية قوية تسببت فى إنشقاق كامل للقطاع الشمالى من البركان و إنهياره المفاجىء وهو ما عرى القطاع السفلى من الفوهة والممتلىء بالحمم النارية والغازات وتسبب فى إنفجارها وإنسياب بحر من الحمم لتنزلق بسرعة هائلة وتغطى مساحات شاسعة من الغابات الواقعه شمال البركان، وقد تساقطت الحمم و الرماد على 11 ولاية أمريكية.
و تسبب الإنفجار فى الذوبان المفاجىء للثلوج و تساقط الأمطار مما تسبب فى إنهيارات طينية إنزلقت لتصل لمسافات تعدت 80 كيلومتر جنوبا تلى ذلك عدة إنفجارات أقل من حيث القوة.
وكانت النتيجه موت 57 شخصاً وآلاف الحيوانات و الطيور و تحول مئات الكيلومترات من الأرض الخضراء الى أرض قاحلة سوداء لا حياة فيها و خسائر فى الممتلكات بلغت البليون دولار – و أصدرت الحكومه الأمريكية قرار بتحويل هذا القطاع بالكامل الى محمية طبيعية قومية .
القيسوني يكتب : كوكب المحيطات ..و “سيلاكانث” سمكة الأعماق المظلمة (٢ )
محمود القيسوني يكتب: كوكب المحيطات.. وحبار الأعماق المظلمة
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.