بعد تصريحات رئيس وزراء السنغال .. هل باتت فرنسا مهددة ب ” كارت أحمر” جديد ؟
جاءت تصريحات رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو التي وجه فيها انتقادات لتواجد القواعد العسكرية في السنغال وجدوي وجود تلك القواعد في تلميح لإمكانية إغلاقها ، لتؤشر إلي إمكانية انضمام السنغال كعضو رابع للدول التي تعرف باسم دول الصحراء ” بوركينا فاسو والنيجر ومالي ” التي تمردت علي الوجود والنفوذ الفرنسي وقامت بطرد القوات الفرنسية ، كما تثير التساؤلات بشأن هل فرنسا مهددة بالحصول علي ” كارت أحمر ” جديد لتطرد من إحدي مستعمراتها السابقة والتي كانت توصف بأنها إحدي المعاقل الرئيسية للنفوذ الفرنسي في القارة الأفريقية ؟
الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية يقول ل ” أفرو نيوز 24 ” إن تصريحات رئيس الوزراء السنغالي سونكو كانت نارية ،مشيرا إلي أنه تطرق خلالها للوجود الاستعماري في أفريقيا بصفة عامة والسنغال تحديدا .
واعتبر جاكو أن تصريحات رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو الأخيرة ليست بالجديدة ، منوها إلي أنه كان من طليعة الشباب الأفريقي المطالبين بجلاء القوات القوات الفرنسية من الدول الأفريقية ،وبناء علاقات خارجية متوازنة و في ظل مبادئ الاحترام المتبادل مع كافة القوي الدولية ووقف ما يمكن تسميته بالاستغلال الاستعماري لمقدرات وموارد القارة الأفريقية .
وقال الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد شريف جاكو ” إن تصريحات رئيس الوزراء السنغالي متسقة مع مواقفه السابقة من فرنسا ، مشيرا إلي أن سونكو تم سجنه واعتقاله عدة مرات في عهد الرئيس السنغالي السابق ماكي سال وتم رفض ترشحة للانتخابات الرئاسية السابقة ، ولذلك قام حزبة بترشيح الرجل الثاني جمعه فاي الذي خاض الانتخابات وحقق فيها انتصارا كبيرا من الجولة الأولى وقام بتعيين عثمان سونكو رئيسا للوزراء.
واعتبر الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الافريقية أن نجاح فاي في الانتخابات الرئاسية في السنغال كانت تأكيدا على أن الشعب السنغالي سئم الوجود الفرنسي
عثمان سونك سبق أن صرح بأنه سيقوم بارسال قوات الي مالي لمساندة جيش مالي في محاربة التنظيمات الإرهابية، معتبرا انه أقرب إلى الدول الثوريةمالي بوركينا فاسو النيجر.
وقال الخبير التشادي في الشؤون الإفريقية الدكتور محمد شريف جاكو ( اتوقع انه اذا كانت هناك دولة رابعة في اتحاد دول الصحراء ستكون السنغال)، معتبرا أن طرح سونكو أقرب إلى الدول الثلاث ، حيث سبق أن تحدث من قبل إخراج القوات الفرنسية من السنغال ووقوفه مع تعزيز فكرة ” البان افريكانيزَم ” او الجماعة الإفريقية القائمة على مبدأ تعزيز سيادة أفريقيا في علاقاتها الدولية وتنويع علاقات السنغال مع كافة الدول خاصة روسيا والصين.
ونوه الي ان تصريحات سونكو التي تحدث فيها عن مرارة الشعب السنغالي في ظل ما قام به النظام السنغالي السابق من اعتقالات للمعارضة وان الحكومة الفرنسية وقفت صامته ولم تصدر أية ادانات لتلك الانتهاكات على حد قوله
وتوقع مجددا جاكو أن تكون السنغال الدولة الرابعة التي ستعمل على تقليل النفوذ الفرنسي وطرد القوات الفرنسية واقامة علاقات متوازنة مع كافة دول العالم خاصة مع روسيا والصين .
وكان رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو الخميس، تحدث عن جدوى تواجد القواعد العسكرية في بلاده، في تلميح لإمكانية إغلاقها.
يأتي ذلك في سياق تشهده منطقة غرب أفريقيا، حيث قامت عدة دول كمالي وبوركينا فاسو والنيجر المجاورة بطرد القوات الفرنسية ولجأت إلى روسيا للمساعدة في مكافحة حركات التمرد الجهادي على أراضيها.
وألمح رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو الخميس إلى إمكانية إغلاق القواعد العسكرية الفرنسية في بلاده الواقعة في غرب أفريقيا.
وسونكو معروف بانتقاده لتجاوزات فرنسا في مستعمراتها السابقة، ولفرنسا نحو 350 جنديا في السنغال.
وصرح سونكو: “بعد مرور أكثر من 60 عاما على استقلالنا… يجب أن نتساءل عن الأسباب التي تجعل الجيش الفرنسي على سبيل المثال لا يزال يستفيد من عدة قواعد عسكرية في بلادنا، ومدى تأثير هذا الوجود على سيادتنا الوطنية واستقلالنا الاستراتيجي”.
وأضاف: “أكرر هنا رغبة السنغال في أن تكون لها سيطرتها الخاصة، وهو ما يتعارض مع الوجود الدائم لقواعد عسكرية أجنبية في السنغال… لقد وعدت العديد من الدول باتفاقيات دفاعية، لكن هذا لا يبرر حقيقة أن ثلث منطقة دكار محتل الآن بحاميات أجنبية”.
وقامت دول مالي وبوركينا فاسو والنيجر المجاورة بطرد القوات الفرنسية ولجأت إلى روسيا للمساعدة في مكافحة حركات التمرد الجهادي على أراضيها.
اقرأ المزيد
تمتلك أكبر احتياطات في العالم من اليورانيوم .. سر الصراع الروسي الأمريكي علي النفوذ في النيجر