تنصيب الرئيس التشادي الجديد .. لماذا تأخر صدور بيان الاتحاد الأفريقي بشأن الانتخابات ؟
جرت اليوم في العاصمة التشادية إنجمينا مراسم تنصيب الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي عقب فوزة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في تشاد , وذلك في حضور عدد من زعماء ورؤساء الدول الأفريقية علي رأسهم الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني الذي يتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي العام 2024 , ورئيس المجلس الانتقالي في الجابون ,وحضور كبير من القيادات السياسية التشادية .
وكانت لجنة الانتخابات في تشاد قد أعلنت في 9 مايو الجاري فوز رئيس المجلس الانتقالي الانتقالي محمد إدريس ديبي في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريب بداية شهر مايو، بعد حصوله على نسبة 61.03% من الأصوات المعبر عنها، متفوقا على رئيس وزرائه سوكسيه ماسرا الذي حصل على 18.53%.
وشهدت الساعات الأخيرة قبيل تنصيب الرئيس التشادي جدلا بشأن موقف الاتحاد الأفريقي من نتيجة الانتخابات الرئاسية في تشاد حيث لم يصدر أي تعليق عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي التشادي موسي فقي علي النتيجة النهائية للانتخابات حتي هذه اللحظات , إلا أن المتحدثه باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إيبا كالندو أصدرت بيانا فسرت فيه سبب عدم صدور ايه تعليق عن موسي فقي بشأن الانتخابات .
” أفرو نيوز 24 ” وجهت لعدد من المحللين السياسيين التشاديين التساؤل بشأن توقعهم لموقف الاتحاد الأفريقي من نتائج الانتخابات في تشاد ولماذا تأخر صدور بيان عن الاتحاد بشأنها ؟
ورتي : الأمر متروك لمجلس السلم والأمن
وقال المحلل السياسي التشادي حسن كلي ورتي لـ ” أفرو نيوز 24 ” : لا أعتقد ذلك، إذا كان الاتحاد الإفريقي يعتزم على عدم قبوله لنتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد كان لن يتأخر في إصدار بيانا حول رفضه للنتائج , مضيفا ” كما هو معلوم موقف الإتحاد الإفريقي تجاه الفترة الإنتقالية في تشاد منذ حوار أنجمينا، وقد استدعي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السيد موسى فكي محمد في أن يشارك في حوار أنجمينا ولبى دعوة أنجمينا، وشارك في المؤتمر وألقى خطابا أزعج المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، منذ ذلك الوقت تدهورت العلاقات بين المجلس العسكري الانتقالي ومفوضة الاتحاد الإفريقي .
وأوضح حسن كلي ورتي أنه حسب البيان الصادر باسم المتحدث الرسمي لمفوضية الاتحاد الإفريقي على أن الأمر متروك لمجلس السلم والأمن التابع للإتحاد الإفريقي. وبشأن هل مجلس السلم والأمن قادر أن يتخذ قرارا بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية التشادية ويلزم دول الأعضاء في الاتحاد؟ , أشار المحلل السياسي التشادي إلي أن عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي هنأوا رئيس جمهورية تشاد محمد إدريس ديبي على فوزه بالانتخابات في الجولة الأولى على سبيل المثال لا الحصر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس النيجري، ورئيس المجلس الانتقالي الغابوني، وعلى مستوى الوطن العربي هنأته الإمارات العربية المتحدة، قطر، وعلى مستوى العالم هنأة الرئيس الفرنسي والأمريكي.
واعتبر حسن كلي ورتي أن كل هذه التهاني وغيرها تدل على شرعية نتائج الانتخابات الرئاسية، وبالتالي لا يجرؤ مجلس السلم والأمن أن يصر قرارا منافيا لهذه النتائج.
جاكو : فقي في موقف محرج
من جانبة اعتبر الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية أن صمت رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسي فقي علي نتائج الانتخابات يدل علي أنه في موقف محرج وأنه لا يستطيع أن يبارك نتائج الانتخابات , وقال ” لأنه وفقا لقرارات مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي السابقة والتي منعت أعضاء المجلس الانتقالي في تشاد من الترشح للانتخابات الرئاسية , والتساؤل هنا هل غدا اذا رؤساء الفترات الانتقالية في النيجر وبوركينا فاسو ومالي ترشحوا للانتخابات الرئاسية في بلدانهم هل الاتحاد الافريقي سيرفض هذه الانتخابات أم يؤيدها ؟
واشار الدكتور محمد شريف جاكو الي أن الرئيس الموريتاني والذي يترأس الاتحاد الأفريقي في الدورة الحالية 2024 هنأ الرئيس محمد إدريس ديبي علي فوزة في الانتخابات الرئاسية إضافة الي مشاركته في حفل التنصيب , واستطرد قائلا ” لكن مفوضية الاتحاد الافريقي اضافة الي مجلس السلم والأمن لم يصدروا أية بيانات واضحة بشأن موقفهم من تلك الانتخابات حتي هذه اللحظات وكلنا منتظرين صدور موقف .
واشار الي أن موسي فقي دخل هو الآخر في خلاف شخصي مع رئيس الفترة الانتقالية عند القاء كلمته افتتاحية المؤتمر الوطني في تشاد والتي اشار فيها الي الفساد في الحكم منذ أكثر من 30 عاما في تشاد والرئيس الانتقالي لم يقبل بهذا الخطاب وكان من اللافت بعدها ان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي لم يزور تشاد أو يشارك في أية فعاليات جرت في نجمينا .
كانت إيبا كالندو المتحدث الرسمي باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، أصدرت بيانا رسميا ردت فيه على الانتقادات الموجهة إليه بسبب عدم تعليقه على الانتخابات الرئاسية في تشاد.
وقالت كالندو في بيانها “ في ضوء المعلومات التي أوردتها إذاعة فرنسا الدولية بتاريخ 20 أبريل 2024، بشأن موقف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، السيد موسى فقي محمد، من الانتخابات في تشاد، يتعين تسليط الضوء على العناصر الآتية: أصدر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، الهيئة المعنية بملفات السلام والأمن على مستوى القارة، قرارًا يقضي بمنع العسكريين من خوض غمار الانتخابات بعد تأسيس المجلس العسكري في تشاد , مضيفه ” وظل المجلس متمسكًا بهذا القرار في كافة تصريحاته اللاحقة، وأبرزها البيان الصادر في 11 مايو 2023، الذي نص بوضوح على منع أي من أفراد السلطة الانتقالية من المشاركة في الانتخابات، استنادًا إلى “الميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم” , ووفقًا لهذه التوجيهات، لم تقدم السلطات الانتقالية طلبًا لإرسال بعثة مراقبة الانتخابات من جانب الاتحاد الأفريقي.
وتابعت ” وبناءً على هذه الوقائع، لم يكن من الممكن لرئيس المفوضية أن يصدر تعليقًا على نتائج الانتخابات دون أن يتعارض ذلك مع قرارات مجلس السلم والأمن، التي يتعين عليه الالتزام بها لذا، تقع مسؤولية تنفيذ هذه القرارات على عاتق مجلس السلم والأمن.
وفي سياق تطورات المشهد السياسي في تشاد قدم رئيس وزراء تشاد “سوكسيه ماسرا” استقالته واستقالة الحكومة إلى الرئيس التشادي المنتخب “محمد إدريس ديبي إتنو” أمس /الأربعاء/ وذلك بعد مرور أكثر من أسبوعين على خسارته في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 6 مايو الجاري والتي فاز بها الجنرال “إتنو” رئيس المجلس العسكري الحاكم لمدة ثلاث سنوات.
وقال “ماسرا” على موقع التوصل الاجتماعي “فيسبوك” – حسبما ذكر راديو “فرنسا الدولي” “إنني قدمت للتو استقالتي واستقالة الحكومة الانتقالية التي أصبحت غير ذات أهمية مع انتهاء الانتخابات الرئاسية في البلاد وفقا للدستور في البلاد”.. ولم يذكر الراديو المزيد من التفاصيل حول هذا الشأن.
وكان المجلس الدستوري في تشاد قد أعلن في 17 مايو الجاري انتخاب الجنرال “محمد إدريس ديبي إتنو” رئيسا للبلاد بحصوله على 61% من الأصوات خلال اقتراع جرى في 6 مايو الجاري.
يذكر أن المجلس رفض طلب “سوكسيه ماسرا” رئيس الوزراء ومنافس الرئيس ديبي، إلغاء نتائج الانتخابات لعدم توفر أدلة على الادعاءات بالتزوير أو المخالفات.
إقرأ المزيد :
تشاد: رئيس الوزراء يقدم استقالته بعد فوز الرئيس المؤقت في انتخابات 6 مايو
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.