بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.. إقبال محدود من اليهود علي زيارة كنيس « غريبة » بتونس
بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني وجرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحث الفلسطينيين في القطاع ، كشف منظمو زيارات اليهود لكنيس أو معبد غريبة بجزيرة جربة في تونس عن أن موسم هذا العام يشهد مشاركة محدود تراوحت ما بين 30 إلى 50 شخصا بعد أن كان العدد يصل إلى سبعة آلاف زائر ، وبدأت الجمعة في كنيس الغريبة بجزيرة جربة التونسية فعاليات ما يطلق عليه “الحج اليهودي” والذي شهد مشاركة محدودة من جانب الزوار اليهود ، وسط انتشار أمني مكثف من السلطات التونسية ، خاصة وأن العام الماضي شهد هجوم مسلحا علي المعبد وزادت المخاوف هذا العام في ظل المخاوف من تداعيات الحرب على غزة.
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية ” عادة ما يجذب زيارة الكنيس، وهو الأقدم في أفريقيا، آلاف الزائرين اليهود الذين يتدفقون إلى جزيرة جربة من أوروبا وخارج البلاد للمشاركة في الاحتفالات التي تستمر لأيام ، إلا أن موسم الزيارة هذا العام شهد عددا قليلا من الزوّار ولم يكن هناك أي أجانب تقريبا وسط إجراءات أمنية معززة بوجود عدد أكبر من رجال الشرطة. ومنع الجميع باستثناء الزوار اليهود من الدخول.
في السياق، صرّح منظم موسم زيارة اليهود ” الحج اليهودي ” للمعبد رونيه الطرابلسي: “هذا العام، لاحظنا قلة في طلب القدوم للزيارة… وبالنظر إلى الحرب في الشرق الأوسط، اتخذت الإدارة قرارا حكيما وذكيا بإلغاء الاحتفالات، واحتفظنا فقط بالجانب الديني والروحي” ، مضيفا: “هذا مفهوم ولست متفاجئا” ، ولم تعلن السلطات التونسية عن عدد الزوار اليهود الذين وصلوا صباح الجمعة إلى المعبد ، وأعلن المنظّمون منتصف أبريل أن رحلة الحج اليهودية السنوية ستقتصر على الشعائر الدينية داخل كنيس “الغريبة” بسبب الحرب في قطاع غزة.
من 8 آلاف إلى 50 مشارك
ويتوقع أن يصل ما بين 30 إلى 50 شخصا بحلول الإثنين، اليوم الأخير من مراسم الزيارة، بحسب الطرابلسي الذي أوضح: “لقد انتقلنا من ستة وسبعة آلاف إلى 30 و50 زائرا” ، وتتم الزيارة السنوية هذا العام إلى المعبد في الفترة من 24 إلى 26 مايو واتخذ المنظمون القرار بشكل استثنائي بالنظر إلى “السياق الدولي”.
وعادة ما تتميز مراسم الزيارة التي جمعت في بعض السنوات حوالي 8 آلاف يهودي من جميع أنحاء العالم، بموكب احتفالي خلف شمعدان كبير مثبت على ثلاث عجلات ومزيّن بأقمشة ، والعام المنصرم، شهد محيط المعبد هجوما مسلحا قُتل خلاله اثنان من اليهود وثلاثة من عناصر الشرطة أمام الكنيس في هجوم نفذه أحد رجال الشرطة التونسية ؛ واعتبرت السلطات التونسية أن ما حدث “عمل اجرامي”.
وقال أحد الزائرين اليهود حاييم حدّاد: “لم نكن نتوقع حدوث ذلك العام الفائت، لأن الأمن كان ممتازا”. وأضاف الرجل الخمسيني: “لقد آلمنا كثيرا (ما حدث) وما زلنا نتألم، ولهذا السبب لا يوجد الكثير من الناس هنا اليوم”.
وكان معبد “الغريبة” الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس قبل الميلاد، قد استُهدف في 2002 بتفجير انتحاري بشاحنة مفخخة أدى إلى مقتل 21 شخصا.
“نأتي ونضيء شمعة.. هذا أفضل من لا شيء”
ولم تقم الاحتفالات المعتادة هذا العام، والتي تجتذب آلاف الأشخاص بمن فيهم غير اليهود، لكن قدم بعض اليهود للصلاة وإضاءة الشموع داخل المعبد.
وقالت جانيت التي لم تشأ ذكر اسمها الكامل إنها تؤدي الزيارة كل عام منذ 2003، لكن هذا العام كان بالنسبة إليها مختلفا ، وأكدت جانيت وهي يهودية تونسية تقيم في ألمانيا” “نأتي ونضيء شمعة. هذا أفضل من لا شيء” ، ويقول المنظمون إن أكثر من خمسة آلاف يهودي، معظمهم جاؤوا من خارج البلاد، شاركوا في الحج العام الفائت.
وتعتبر تونس من أشدّ المؤيدين للفلسطينيين، كما دان رئيسها قيس سعيّد مرارا “الإبادة الجماعية” المستمرة في قطاع غزة.
و ” كنيس الغريبة ” أو معبد الغريبة اليهودي وهو كنيس يهودي يقع في جزيرة جربة في جنوب شرق تونس ، ووفقا لبعض الروايات يعد معبد الغريبة اليهودي أحد أكبر وأقدم المعبد اليهودية في القارة الأفريقية ، وتفد إليه أعداد من يهود العالم سنويا .
أقدم نسخة من التوراة
تقول بعض الروايات اليهودية أن معبد الغريبة يوجد بين جدرانه واحدة من أقدم النسخ المعروفة من التوراة .
و تختلف الروايات حول سبب إنشاء المعبد، وتزعم فئة منها أن يهوديةً قدمت إلى المنطقة واستقر بها الحال في جربة، وأسست كنيس الغريبة، وسمي «الغريبة» نسبة إلى هذه المرأة حيث كانت غريبة على المكان وأهله.
ويروج اليهود مزاعم وأساطير عن هذا المعبد علي رأسها انه بني علي أحجار من الهيكل المزعوم، و أن هذه الأحجار قد جلبها النازحون اليهود معهم إلى تونس بعد تدمير الهيكل عام 586 قبل الميلاد.
1000 يهودي
ووفقا لبعض الاحصائيات والتقديرات غير الرسمية في تونس يعيش حوالي ألف يهودي في جزيرة جربة، وهناك عدد آخر قليل من اليهود في باقي أنحاء تونس، وبهذا تعد الجالية اليهودية في جربة الأكبر في تونس والثانية في العالم العربي ، فيما تشير بعض التقديرات الي أنه يعيش في تونس نحو 1500 يهودي يقيم أغلبهم في تونس العاصمة وجزيرة جربة .
مزار سنوي
ويتوافد اليهود إلى المعبد سنويا من مناطق شتى من العالم في شهر مايو من كل عام ، والذي يوافق اليوم الـ 33 من تقويم الفصح اليهودي فيقيمون شعائر دينية ومراسم وطقوسا متنوعة تستمر يومين وسط إجراءات أمنية مشددة.
وتستمر الزيارة إلى كنيس “الغريبة” الذي يعتبر أحد أقدم المعابد اليهودية في أفريقيا ، لمدة يومين ، ويحرص علي هذه الزيارة مجموعات تضم عشرات اليهود من أعمار مختلفة على الكنيس الذي يقع في الجزيرة السياحية التي تقع على بعد نحو 580 كلم جنوب شرقي العاصمة التونسية.
وتبدأ الزيارة في اليوم الثالث والثلاثين من الفصح اليهودي وتستمر يومين، حيث تفرض فيهما السلطات التونسية إجراءات أمنية مشددة.
ويقوم زوار الكنيس ببعض الطقوس خلال الاحتفالات والتي تمثل في تأديه صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على “بركة” حاخاماته وذبح قرابين (خرفان) والغناء وتناول نبيذ “البوخة” المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم.
اقرأ المزيد
تعرف علي قصة معبد « الغريبة » في تونس والأساطير والمزاعم اليهودية حوله
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.