رئيس ” الأفريقي للتنمية ” : العالم يتغير ويجب أن يكون لأفريقيا مكانة بين الأمم
أكد رئيس البنك الأفريقي للتنمية الدكتور أكينوومي أديسينا إن العالم يتغير ويجب على أفريقيا أن تكون لها مكانة بين الأمم , مشددا علي أن الهيكل المالي العالمي لا يعالج قضايا أفريقيا ولا يخدم القارة الأفريقية وأنه ويجب أن يكون لصوتنا مكانة , ويجب أن تعمل البنية المالية العالمية على خلق الإنصاف والمساواة والعدالة والتمثيل والشمول”.
وقال أديسينا خلال لقاءه مع أكثر من 150 صحفيًا كانوا يغطون الاجتماعات السنوية للبنك في نيروبي : أن الجنوب العالمي أصبح أكثر أهمية بكثير، ونتيجة لذلك يحتاج الهيكل المالي العالمي إلى التغيير، مرحبا بقرار صندوق النقد الدولي إنشاء مقعد ثالث لإفريقيا في مجلس إدارته، وإدراج جنوب أفريقيا والاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين،.
وقال ” أنه يعتقد أنه يجب أن يكون هناك مقعد ثان لنيجيريا في مجموعة العشرين. مشددا على أن التعاون أمر أساسي، وقال “إن أفريقيا تنضج بفضل التعاون بين بلدان الجنوب، ولكنني لا أرى العالم بطريقة مثيرة للانقسام. وينبغي لنا أن ننظر إلى قدرتنا على تجميع طاقاتنا وتسخير كل تنوعنا من أجل خير العالم. وجميع بنوك التنمية لدينا تتعاون والآن لا يوجد مشروع واحد في أفريقيا لا نستطيع تمويله”.
وأكد رئيس البنك الأفريقي للتنمية إنه يؤمن بشدة بمستقبل أفريقيا، “أنا أفريقي، ولدينا القدرة على أن نكون عظماء كقارة… لدينا 477 مليون شخص تحت سن 25 عاما. أفريقيا ستكون ورشة عمل العالم ومليئة برجال الأعمال والشباب القادرين على اغتنام الفرص”.
وقال ” إن الإمكانات الزراعية لأفريقيا، التي تضم 65% من الأراضي الصالحة للزراعة غير المزروعة في العالم، ستحدد مستقبل الإمدادات الغذائية في العالم وستجعل القارة قادرة على المنافسة عالمياً. ويستثمر البنك بكثافة في الزراعة واستشهد بعمل البنك في إثيوبيا حيث قدم أصناف القمح المقاومة للحرارة للمزارعين المحليين، أين تمت زراعة آلاف هكتار، التي نمت الآن إلى 2 مليون هكتار، ونتيجة لذلك أصبحت إثيوبيا الآن مكتفية ذاتيا في إنتاج القمح وبدأت في التصدير. وقال الدكتور أديسينا “إذا استطعنا أن نفعل ذلك من أجل إثيوبيا، فيمكننا أن نفعل ذلك في أي مكان”.
وتعد مكافحة تغير المناخ موضوعًا رئيسيًا في الاجتماعات السنوية حيث تعاني أفريقيا من أنماط مناخية متطرفة تؤدي إلى فيضانات مدمرة في كينيا وموزمبيق وموجات جفاف في تنزانيا وملاوي وزيمبابوي والتي أعلنت حالة طوارئ وطنية مع تزايد شدة الجفاف واتساع نطاقه. وقال أديسينا إنه شعر بالتواضع لاجتماع البنك على خلفية الفيضانات التي دمرت أجزاء من كينيا مؤخرًا، وأعرب عن تعاطفه مع أسر الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم.
ويقول أديسينا إن أفريقيا ستقود الخطة العالمية للطاقة المتجددة، وذلك باستخدام الطاقة الشمسية لتغذية احتياجات الطاقة المستقبلية. فبحلول عام 2030، سيقوم البنك الأفريقي للتنمية بالتعاون مع البنك الدولي بتوصيل 300 مليون أفريقي بالكهرباء. وقد أدت الخطة الجديدة للبنك من أجل أفريقيا حاليا إلى زيادة إمكانية الحصول على الطاقة من 37% من الأفارقة إلى 52%، في حين أن مشروع ” الصحراء مصدرا للطاقة” الذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار في منطقة الساحل سيولد 10 آلاف ميغاوات من الطاقة، مما سيوفر الكهرباء إلى 250 مليون شخص.
وقال الدكتور أديسينا: “إن الكهرباء هي شريان الحياة للتنمية الاقتصادية، فهي تتيح البنية التحتية الرقمية، وممرات السكك الحديدية والنقل مثل ممر لوبيتو بين أنغولا وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والطريق السريع من لاغوس إلى أبيدجان”.
وذكر أيضا أن البنية التحتية مثل هذه تدعم هدفين من أهداف البنك الخمسة العليا المتمثلين في دمج أفريقيا وتصنيع أفريقيا. وقال إنه فخور بأن الهدفين الاستراتيجيين إلى جانب الأهداف الثلاثة الأخرى، وهي “إمداد أفريقيا بالطاقة، وإطعام أفريقيا، وتحسين نوعية الحياة لشعوب أفريقيا”، قد غيرا حياة 400 مليون أفريقي منذ أن قدمهما في عام 2016. “وإذا واصلنا القيام بهذه الأهداف الخمسة، فسوف تحقق أفريقيا 90% من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة و90% من أهداف خطة القرن 63 للاتحاد الأفريقي. وسأعمل حتى اللحظة الأخيرة لتحقيق ذلك”.
جدير بالذكر أن الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي للتنمية تستمر خمسة أيام في الفترة من 27 إلى 31 مايو في نيروبي، كينيا.
إقرأ المزيد :