محمود عبد المنعم القيسوني يكتب: قصص من أعماق الأمازون (1)
إسم الأمازون يطلق على أطول نهر مياه عذبه فى العالم حسب أخر دراسات و أبحاث و إستكشافات تمت في عام 2007 وأيضاً الغابات الشاسعة المحيطة به فطول النهر يبلغ 6800 كيلومتر أى أطول من نهر النيل بحوالى 100 كيلومتر مع إشارتى إلى أن الجدل العلمى الخاص بطول النهرين مستعر و مشتعل و كل حين و أخر يعلن العلماء و الباحثين عن أكتشافات جيولوجية جديده تزيد من طول النهرين.
ونهر الأمازون يخترق أراضى ثمانية دول كلها تقع فى النصف الشمالى من أمريكا الجنوبية و أكثر من نصف طوله يقع بدولة البرازيل و هناك أيضاً اليوم جدل حول منبعه فقد كان من المعلوم أنه ينبع من بحيره لوريكوتشا أعلى جبال دولة بيرو و قد أعلن العلماء 2006 أن منبعه من جبل ثلجى يلقب بمثن على إرتفاع خمسة كيلومترات من سطح البحر و أن كمية المياة المتدفقة من منبعه تساوى ستون ضعف ما يتدفق من منبع نهر النيل بالقاره الأفريقية.
15 ألف فرع لنهر الامازون وعمقه 100 متر
ويتفرع من نهر الأمازون أكثر من خمسة عشرة ألف فرع، وعمقه فى الغالب خمسون متراً أما عند مخرجه عند المحيط الأطلنطى فعمقه يبلغ المائة متراً أما عرضه فيتراوح بين الكيلو و النصف و الستة و خمسون كيلومتر عند مخرجه على المحيط و هو يضم خمس مياه العالم العذبه.
أما غابات الأمازون المحيطة به فتبلغ مساحتها ثمانية مرات مساحة مصر أى ثمانية مليون كيلومتر مربع و هى تلقب بالغابات المطيرة، وأكبر غابات العالم و أقدمها حيث يتعدى عمرها المائة مليون سنة و قد سكنها الإنسان منذ حوالى إثنى عشره ألف سنه و اليوم يعيش بها ثلاثمائة و خمسون قبيلة معزولة، أضيف لهم قبيلة تم إكتشافها بمحض الصدفة عندما مرت طائره عمودية أعلى أكواخهم المموهة بالشجر الكثيف و فوجأ الطيار بوابل من السهام ترتطم بزجاج الطائرة فعاد ليمر على نفس الموقع مره أخرى و مع زميله كاميرا حيث إلتقط عده صور لرجال عراة أجسامهم مزينة برسومات و نقوش و ريش و هم يطلقون الأسهم على الطائرة و تم نشر هذه الصور بصحف العالم .
وغابات الأمازون هى الأغنى على مستوى الكره الأرضية من حيث التنوع الحياتى بجميع أشكاله فبهذه الغابات أضخم تنوع من الطيور و الفراش و أسماك المياه العذبة و الزواحف و الحشرات و النباتات و التى إستنبط منها العقاقير المؤثره طبياً فى علاج العديد من الأمراض المستعصيه و منها تم إستخراج الماده المعاونة أو المكملة للمخدر المستخدم فى العمليات الجراحية، والتى تساعد على إسترخاء العضلات و بالتالى تسهل مهمه الجراح أما تنوع الأشجار فيقاس بأنه فى الكيلومتر المربع الواحد يوجد أكثر من مائة و سبعة عشرة نوع من الشجر .
من اشهر المغامرين في نهر الأمازون الرئيس الامريكي ثيودور روزفلت
ورغم كل هذة المعلومات إلا أن الأمازون مازال مليىء بالغوامض و بالمجهول و هنا أسرد بعض من قصص عظماء المغامرين و المستكشفين لهذا القطاع من الكرة الأرضية و أبدأ بمغامرة الرئيس السادس و العشرون للولايات المتحده الأمريكية و أقصد تيادور روزفلت و الذى إنتخب عام 1901 وإستمر فى رئاسته حتى عام 1909 و هو دون جدال أكثر الشخصيات الأمريكية الذين عاشوا سلسلة ثرية جداً و حافلة من المغامرات و الحروب و لم يستسلم لسنين العمر أو للمرض حتى أخر عمره .
فقد خاض روزفلت إنتخابات الرئاسة مرة أخرى بعد خروجه بثلاثة سنوات لكنه فشل فقرر القيام بمغامرة خطيرة بكل المقاييس أضيفت لسجل حياته الحافلة و هى إكتشاف فرع نهر من الأمازون مجهول للعالم لكنه يذكر كلغز و كأسطورة و تتناقله الألسن دون معرفه مكانه بالتحديد .
قرر روزفلت إقتحام هذة الغابات الكثيفة و المليئة بالأخطار بدلاً من الجلوس بمكتبه الوثر و كتابه تفاصيل فتره رئاسته ثمانية سنوات للولايات المتحده الأمريكية و كان قد بلغ من العمر أربعة و خمسون عاماً و غادر سواحل بلاده على سفينة إلى الأمازون في مغامرة كادت تكلفه حياته، و بدأت هذه المغامرة يوم 9 ديسمبر عام 1913 لإكتشاف نهر يلقب بنهر الشك ولأن الحكومة البرازيلية كانت تعلم الثقل السياسى لروزفلت فقد وضعت إمكانياتها تحت أمره، و كلفوا العقيد كارلو ماريانا ديسيفا، وهو من أشهر المغامرين والمستكشفين البرازيلين فى ذلك الوقت بمرافقة روزفلت ونجله فى هذه الرحلة الخطيرة و الإشراف على النواحى الإدارية خلالها.
ويوم 12 ديسمبر من نفس العام بدأوا الرحلة بركوبهم باخرة نيلية لمسافة 400 كيلومتر غرباً إلى عمق الأمازون ثم غادروها مع عدد من الشيالين و مصور محترف لتبدأ رحلة السير المرهقة و الحافلة بالمخاطر.
إقرأ ايضا:-
القيسوني.. يكتب ” كهف وادى سنور المصري الأهم في العالم.”
القيسوني يكتب .. أخطر المخلوقات علي وجه الأرض
محمود القيسوني يكتب: كوكب المحيطات.. وحبار الأعماق المظلمة
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.