خوفا من مصير فرنسا والولايات المتحدة : انسحاب أوروبي مفاجئ من النيجر .. ومحلل سياسي : روسيا قد تكون المستفيد
علي نحو مفاجئ أعلن الاتحاد الأوروبي قبل أيام أنه انهاء مهمه بعثته العسكرية التي تضم عشرات الجنود في النيجر بنهاية شهر يونيو المقبل وذلك بسبب ما وصفة ب ” الوضع السياسي ” في نيامي عقب الانقلاب العسكري الاخير ، ويطرح القرار الأوروبي التساؤل حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي يخشي من مصير فرنسا والولايات المتحده الأمريكية التي كانت متواجدة عسكريا في النيجر ، وتم طرد قواتها عقب تظاهرات شعبية حاشدة ضغطت علي المجلس العسكري الانتقالي النيجري لاتخاذ قرار طرد القوات الفرنسية وبعدها بأشهر قليلة تم اتخاذ قرار مماثل بطرد القوات الأمريكية من النيجر ؟ .
كان متوقعا
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي النيجري محمد سيدي يؤكد في تصريحات خاصة ل” أفرو نيوز 24″ أن القرار الأوروبي كان متوقعا لعدد من الأسباب ، علي رأسها أن فرنسا إحدي الدول الكبري في الاتحاد الأوروبي وسبق أن أعلنت النيجر إلغاء الاتفاقية العسكرية مع باريس وتم طرد القوات الفرنسية الأراضي النيجرية .
وقال سيدي ” إن وفقا للاتفاقيات العسكرية كانت تتواجد تلك القوات تحت بند محاربة الإرهاب والتطرف ودعم الجيش النيجري لوجستيا ، مضيفا ” أن تواجد القوات الأوروبية والغربية من كان أمرا غير مرغوب فيه من جانب الشعب النيجري ، حيث تم طرد القوات الأمريكية التي ستقوم بسحب قواتها تباعا وتدريجيا بشكل نهائي من النيجر.
سحبت قواتها قبل أن تطرد
وتابع ” أن الدول الأوروبية قامت بسحب قواتها قبل أن يتم طردها ، واستطرد قائلاً” حقيقة أن هذه القوات ليست مهمة بشكل كبير كما أن عددها ليس ضخما ، مشيرا إلي أن دور هذه القوات كان تقديم الدعم اللوجستي والتدريب للقوات النيجرية .
واعتبر المحلل السياسي والكاتب الصحفى النيجري محمد سيدي أن أوروبا بدأت تفقد مصالحها في واحدة من أهم الدول التي تمتلك ثروات وموارد معدنية كبيرة علي رأسها البترول و اليورانيوم والفحم والذهب ، وقال ” أوروبا لم يكون لها مصالح اقتصادية في النيجر .
الطريق أصبح مسدودا
وشدد محمد سيدي علي أن الطريق أصبح الآن مسدودا بين أوروبا ونيامي ، وقال ” قد تكون روسيا هي المستفيد من تلك التطورات في العلاقات بين النيجر ودول الاتحاد الأوروبي.
جدير بالذكر أن النيجر حتى الانقلاب العسكري الذي وقع في 2023 ضد الرئيس النيجري المخلوع محمد بازوم كانت شريكة للغرب في منطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية في مواجهة الجماعات الإسلامية المتطرفة التي راح ضحية هجماتها الآلاف وتشريد الملايين .
ودفع المجلس العسكري الانتقالي في نيامي فرنسا القوة الاستعمارية السابقة لسحب قواتها ، كما تم الاتفاق مع واشنطن على انسحاب القوات الأمريكية نهاية شهر يونيو المقبل ، تأتي تلك التطورات في العلاقات بين النيجر والغرب في وقت يتم فيه يأتي توطيد علاقات نيامي مع روسيا.
وجاء في بيان الاتحاد الأوروبي أن “المجلس قرر اليوم عدم تمديد مهمة الشراكة العسكرية للاتحاد الأوروبي في النيجر إلى ما بعد 30 يونيو 2024، في ضوء الوضع السياسي الحالي الخطير في النيجر ” – علي حسب البيان .
وتأسست البعثة الأوروبية العسكرية في النيجر في عام 2022، وتضم ما بين 50 و100 جندي أوروبي وانحصر دورها في تقديم الخدمات اللوجستية والبنية التحتية للجيش النيجري.
إقرأ المزيد
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.