في أقصى غرب الجزائر.. أسواق شبه الجزيرة العربية تعود من جديد بنكهة تلمسانية
على غرار سوق عكاظ .. أحد أشهر أسواق التجارة والثقافة في شبه الجزيرة العربية وغيرها من الأسواق العربية القديمة التي كانت ملتقى للتجارة ومنبرا للشعراء والأدباء والمثقفين في عام 500 ميلادية.. ها هو “سوق زمان” في مدينة تلمسان بأقصى غرب الجزائر يعيد الماضي إلى كنف الحاضر ليقدم عرضا فنيا خاصا يسرد ما كان يدور في الأسواق العربية القديمة في رحلة حية تحاكي الماضي وتحي التراث.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط حاضرة في هذا السوق في نسخته الثالثة، الذي ينظمه مركز التفسير ذو الطابع المتحفي للباس التقليدي بقلعة المشور الأثرية بتلمسان مرة كل عام.
وكانت ولاية غرداية الواقعة بشمالي صحراء الجزائر ضيف شرف هذا الحدث الثقافي هذا العام، حيث قام المشاركون بتجسيد هذا السوق الشعبي القديم كفضاء تجاري واجتماعي بل وثقافي وفني بهدف إحياء التراث الذي يميز هذه المدينة ولتعريف زوار السوق بعادات وتقاليد هذه الولاية التي تقع في منطقة صحراوية تضم عددا من القصور التاريخية مصنفة ضمن التراث العالمي.
فبمحاذاة القصر الملكي، داخل قلعة المشور الأثرية التي تم تشييدها في القرن الـ13 ميلادي بتلمسان، وعلى مساحة تتعدى مئات الأمتار، أقيم هذا السوق الذي استقبل زواره بطلقات البارود والأنغام الموسيقية التراثية، وانخرط فيه المشاركون ممن يرتدون اللباس التقليدي الجزائري بحركة البيع والشراء وإلقاء الخطابة، وتنافس بعضهم على إلقاء أبيات الشعر والقصائد، في الوقت الذي تعالت فيه أصوات الباعة لعرض منتجاتهم التقليدية، وتجول به المارة سيرا أو بامتطاء الخيول أو بركوب الجمال.
وانصهر الجميع في هذا السوق للتماهي مع هذه الأجواء، لإحياء التراث الشعبي والثقافي في عرض فني امتد لساعات واختتم بحفل غنائي شهد عزف العديد من قصائد مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومختلف الأناشيد التراثية وأيضا بعض الأغاني المصرية القديمة.
وتقول مديرة مركز التفسير الجزائري رشيدة عامري – لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن هذه التظاهرة جاثت كفكرة منذ ثلاث سنوات، وتم اقتباسها من الأسواق العربية القديمة التي كانت تشتهر بها العديد من البلدان العربية وكانت ملتقى للقبائل لإلقاء القصائد والشعر بهدف إحياء التراث من خلال الرجوع إلى الزمن الماضي ووضعه في قالب فني، مضيفا أن هذه الفعالية لم تكن ذات طابع تجاري فقط ولكن محفلا دوليا أدبيا وثقافيا.
وأعربت مديرة مركز التفسير الجزائري المنظم لهذه الاحتفالية، رشيدة عامري، عن ترحيبها بالتعاون مع مصر في إطار التبادل الثقافي بين البلدين من أجل تنظيم حدث مشترك بين وزارتي الثقافة في البلدين واستغلال النقاط المشتركة في الثقافتين المصرية والجزائرية.
إقرأ المزيد :
الجزائر تقدم قائمة بممتلكاتها التي تحتفظ بها فرنسا منذ الحقبة الاستعمارية
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.