أخبار عاجلةاخبار افريقياشمال افريقيا

“ليلة القدر” و”الحناء”.. عادات الزواج التونسية تيمنا بحياة أسرية سعيدة

تونس  /أ ش أ/ تقرير: حسنة مدحت

 

يحرص الشعب التونسي علي الحفاظ علي العديد من العادات والتقاليد التي تم توارثها عبر أجيال متعاقبة , وترتبط بعض هذه العادات بمناسبات سعيدة علي رأسها الخطوبة والزواج , وتعد خطبة العروس ليست مجرد مناسبة عابرة في تونس، حيث يولي التونسيون لها أهمية كبيرة؛ بداية من اختيار اليوم.. واعتاد التونسيون أقامتها “في ليلة الـ 27 من شهر رمضان المعظم (ليلة القدر)، وتقيم أغلب العائلات التونسية حفلات الخطوبة وتتزاور الأسر المصاهرة لطلب يد الفتاة، لأول مرة من أهلها؛ تبركا بتلك الليلة المباركة؛ إيمانا منهم بأنها تجلب الحظ السعيد للزوجين.
ويقوم كبير عائلة العريس بإخبار والد العروس بزيارته لخطبة كريمته قبل أيام من ليلة القدر، ويحددان الموعد في حال الموافقة؛ فيجتمع أهل العريس من كبار العائلة ويزورون بيت أهل العروس في الموعد المتفق عليه مسبقا، ويطلق على الخطبة أيضا “ليلة التعارف” أو “قريان الفاتحة”؛ حيث تتعرف العائلتان على بعضهم البعض، ثم يقول والد العريس الجملة الشهيرة “جيناكم خاطبين راغبين في بنت الحسب والنسب”، ومن ثم تتعالى الزغاريد وتقوم أهل العروس بتقديم الحلويات التونسية الشهيرة.
وعن الحلويات التي تقدم في الخطبة، قالت جيهان الأحمدي، ماجستير بالاقتصاد المنزلي – لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط – إنه يتم تقديم المقروض المحشو بالتمر ومغمور العسل، و”البغرير” وهي حلوى مغربية الأصل شهيرة في تونس وتحضر من الدقيق والزيت وتحشى بالعسل أو المربى، واللوزية التي تتكون من اللوز والسكر والزبدة وتزين بحبيبات السكر، بالإضافة إلى الزلابية فهي تشبه الكنافة ويتم إعدادها من العجين والجبن وتحمر في الفرن، فضلا عن البقلاوة التونسية الشهيرة ، مضيفة أن المشروبات تقتصر على شراب الحلو الذي يحتوي على السكر والماء والمكسرات والفاكهة ويقدم في أكواب صغيرة.
وعن عادات الخطبة التونسية، أوضحت فضة بوبكر ، وهي ربة منزل أن عائلة العريس تجلب الهدايا والعطور والملابس وأدوات التجميل للعروس، بالإضافة إلى كعكة الخطبة، مضيفة أن الأهم من ذلك “طقم الذهب” الذي يحتوي على “خاتم الخطوبة، وعقد، وسوار”، مشيرة إلى أن والدة العروس تقوم بـ “عجن” الحناء وتوزعها على الحاضرات؛ اللاتي يضعنها في شكل دوائر وسط راحة اليد؛ لتتبارك بها، ثم يقرأ الحضور فاتحة الكتاب مع الدعاء للخطيبين بالخير والرفاء والبنين وحياة زوجية سعيدة.
وأشارت إلى أن العريس يقوم – بعد ذلك – بـ “تلبيس” خطيبته طقم الذهب وسط حفلة تمتزج فيها ألوان الغناء والرقص والزغاريد من كلا العائلتين، ويجب تقطيع كعكة العريس التي تتكون من خمسة إلى سبعة طوابق، وتقديمها مع المشروبات على الحضور، وبذلك تنتهي مراسم الخطبة؛ لتبدأ مرحلة التجهيز لحفلة الزواج.
وأوضحت أنه في البعض الولايات التونسية الاحتفال بالخطوبة يدوم يومين، يتم التعارف بين العائلات وقراءة الفاتحة في اليوم الأول و”تلبيس” الخواتم وإحضار الهدايا، وإقامة الحفل في اليوم الثاني يوم “الملاك” .
بدوره، قال محمد رفيق، موظف، إن العائلات مازالت تحتفظ ببعض العادات أثناء فترة الخطوبة، وهي (الموسم) حيث تستضيف عائلة الفتاة عائلة العريس على العشاء؛ ليقدم خلالها هديته إلى عروسه المستقبلية، وتختلف قيمة الهدايا حسب تقاليد كل ولاية ووفقا للإمكانيات المادية لكل شخص، فمنهم من يهدي قطعة من الذهب أو ملابس فاخرة أو عطور ومنهم من يفضل إهداء أحد الأجهزة المنزلية أو بعض المفروشات بهدف مساعدة العروس على إعداد جهازها، مشيرا إلى أن التمسك بـ”الموسم” تعد فرصة لتدعيم الروابط الاجتماعية بين العائلات وتعزيز مكانة المخطوبين لدى العائلتين، خاصة وأن العائلات التونسية لا تسمح بالتقاء العروس مع خطيبها خارج المنزل .

إقرأ المزيد :

مصر: وزير السياحة و سفير تونس بالقاهرة يبحثان التعاون المشترك 

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »