تشاد : وزير الخارجية الروسي في إنجمينا الأربعاء وتسريبات عن التوقيع علي اتفاقية أمنية .. ماذا سيكون موقف فرنسا ؟
زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للعاصمة التشادية إنجمينا الأربعاء المقبل علي رأس وفد روسي رفيع المستوي يضم عدد من الوزراء الروسي , فيما تشير عدد من التسريبات الإعلامية إلي أنه من المقرر أن يتم خلال الزيارة احتمالية توقيع على مذكرات التفاهم بين تشاد و روسيا إضافة الي تعزيز العلاقات الثنائية بين موسكو وإنجمينا .
وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسي لتشاد بعد أيام من حلف الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي اليمين الدستورية رئيسا لتشاد عقب فوزة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي تم تنظيمها في شهر مايو الماضي , كما تأتي الزيارة في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الساحل والصحراء خاصة النيجر و مالي وبوركينا فاسو إنسلاخا عن النفوذ الفرنسي والغربي وطرد القوات الفرنسية والأمريكية التي كانت تتواجد في المنطقة تحت مظلة محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة , مقابل نفوذ وتواجد روسي أكبر .
وتطرح الزيارة التساؤلات بشأن ما إذا كانت تشاد ستسير علي خطي جيرانها الثلاث ” النيجر وبوركينا فاسو ومالي ” لتشهد إنحسارا للنفوذ الفرنسي والغربي وعلاقات أكبر مع الدب الروسي ؟
زيارة هامة
ويقول المحلل السياسي التشادي الدكتور حسن كلي ورتي لـ ” أفرو نيوز 24 ” : أن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لتشاد علي رأس وفد روسي رفيع المستوي يضم عدد من الوزراء والمسؤولين الروس , يوم الأربعاء المقبل , زيارة هامة , مشيرا إلي أنه من المقرر أن يتم خلال الزيارة احتمالية توقيع على مذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي والجريمة المنظمة.
ولفت المحلل السياسي التشادي إلي أنه أن تتناول المباحثات التي يجريها الوفد الروسي في إنجمينا إضافة الي العلاقات الثنائية الروسية التشادية , القضايا الأمنية خاصة في منطقة الساحل والصحراء التي تعاني من الإرهاب والجماعات المتطرفة خاصة جماعة النصرة وتنطيم الدولة الإسلامية التي تنشط في المنطقة والمنطقة الحدودية بين تشاد ومالي والنيجر , وتشاد تسعي لتحسين الوضع الأمني علي حدودها بعيدا عن الانفلات الأمني الذي يحدث في بعض دول الجوار .
وأوضح ورتي أن المباحثات من المقرر أن تتطرق أيضا الي الوضع في السودان والحرب التي تجري رحاها هناك , والتي قد تكون لها تداعياتها علي المنطقة الحدودية , كما ستتطرق المباحثات الي الوضع في ليبيا وجنوبها .
وذكر أن كل هذه الأوضاع تمثل خطرا علي الأمن القومي في تشاد , ولذلك تسعى السلطات التشادية في البحث عن شركاء يساندوها في حل الأزمات الأمنية في الساحل الإفريقي، وجنوب ليبيا، إضافة إلى أزمة في السودان الشقيقة.
وردا علي سؤال حول ما اذا كان التقارب التشادي الروسي سيكون علي حساب العلاقات بين تشاد وفرنسا , قال المحلل السياسي التشادي حسن كلي ورتي ” نعلم أن فرنسا فشلت في استسباب الأمن في منطقة الساحل , حيث أنه كان لديها نفوذ تقليدي قديم في تلك المنطقة يمتد علي مدي أكثر من 200 عام منذ فترة الاستعمار ثم الاستقلال , مضيفا ” خلال كل هذه السنوات لم تستطع فرنسا أن تساعد في استسباب الأمن في دول المنطقة , لذلك نري الانقلابات العسكرية علي الأنظمة القائمة ومعارضة مسلحة وأخيرا تنظيمات وجماعات إرهابية ومتطرفة .
وتابع ” ما جري في مالي علي سبيل المثال تدخلت فرنسا مرتين الأولي في العام 2013 في عملية ” سيرفال ” بهدف التصدي للجماعات الإسلامية المتطرفة ومنعها من التوجه نحو جنوب مالي , والعملية الثاتية ” برخان ” في العام 2014 , ورغم هذه العمليات والقواعد العسكرية لم تستطع فرنسا أن تساعد في تثبيت دعائم الأمن في المنطقة وفشلت فشلا ذريعا .
وأكد المحلل السياسي التشادي أن تشاد دولة ذات سيادة وتسعي لبناء علاقات متميزة مع الشركاء الفاعلين علي الساحة الدولية والدول التي لديها ثقل سياسي دولي , مشيرا إلي أن العلاقات بين تشاد وفرنسا ليس لها أي علاقة بأن تبني تشاد علاقات متميزة مع دول أخري .
ولفت إلي أن الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي سبق أن أكد مرارا وتكرارا أن تشاد دولة ذات سيادة ولديها الحق في اقامة علاقات مع أي دولة بناء المصالح والاحترام المتبادل , منوها إلي أنه من هذا المنطلق لتشاد الحق في أن تبني أو تبرم اتفاقيات مع أي طرف دولي .
وحول الموقف الفرنسي من التقارب التشادي الروسي , قال المحلل السياسي التشادي حسن كلي ورتي ” أنه في كل الأحوال فرنسا ربما لا يعجبها أي تقارب أو إبرام اتفاقيات بين روسيا ودول القارة الأفريقية بصفة عامة , مشددا علي أنه علي الفرنسيين أن يراجعوا سياساتهم الخارجية خاصة مع أفريقيا وأن يراعوا أن الجيل الصاعد في أفريقيا يرفض سياسة الوصاية والهيمنة الغربية بصفة عامة والفرنسية بصفة خاصة .
وقال ” علي فرنسا أن تأخذ كل هذه الأمور بعين الاعتبار وتحسن من سياساتها الخارجية مع الدول الأفريقية وأن تعد استراتيجية جديدة للتعاون مع الدول الأفريقية تلائم الوعي السياسي الأفريقي الجديد , مضيفا ” لسنا اليوم في حرب باردة أو في عالم أحادي القطبية , فالعالم دخل في حقبة جديدة متعددة الأقطاب وهناك لاعبون جديد مثل روسيا والصين والهند ومجموعة بريكس .
وجدد المحلل السياسي حسن كلي ورتي التأكيد علي أن فرنسا عليها أن تعيد حساباتها وتراجع سياسياتها فالدول الأفريقية ليست هي الدول التي كانت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كما أن صناع القرار ليسوا هم من كانوا متواجدين في تلك الفترة الأمر اختلف كليا والدول الأفريقية دول ذات سيادة ولديها الحق الكامل في اقامة علاقات مع أي طرف وفقا لمصالحها ومصالح شعوبها .
إقرأ المزيد :
تشاد : لا صوت يعلو فوق الانتخابات الرئاسية .. و الدكتور محمد شريف جاكو : المشهد ضبابي
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.