أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا
“يورانيوم النيجر ” في بؤرة الصراع الروسي الغربي
حلقة جديدة من حلقات الصراع الروسي الغربي خاصة مع فرنسا تدور رحاها الفترة الحالية علي أرض دولة النيجر , حيث كشفت تقارير إعلامية عن مساعي لشركة “روساتوم” الروسية للهيمنة على إنتاج اليورانيوم في النيجر فى ظل تنامي العلاقات بين المجلس العسكري الحاكم في النيجر وموسكو , وذلك علي فرنسا حساب المستعمر السابق للنيجر .
ووفقا لما ذكرته وكالة بلومبرج، نقلا عن مصادر في موسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن شركة روساتوم النووية الروسية تسعى للاستحواذ على “أصول اليورانيوم” المملوكة لشركة “أورانو” (أريفا سابقا) الفرنسية المنتجة لليورانيوم في النيجر , حيث تدير شركة “أورانوا” الفرنسية منجم “سومير” وهو منجم اليورانيوم الوحيد الذي يعمل في النيجر ويوفر ما يصل إلى نحو 17% من احتياجات فرنسا من اليورانيوم, وتمتلك “أورانو” حصص الأغلبية في منجم “سومير” ومنجم “كوميناك” المغلق منذ أكثر من عامين، ومشروع “إيمورارين” الذي جرى تعليق العمل فيه منذ عام 2015 بسبب تدني أسعار اليورانيوم.
ويمثل إنتاج شركة “أورانو” ما بين 15% و 17% من احتياجات اليورانيوم في فرنسا وحوالي ربع احتياجات دول الاتحاد الأوروبي.
ومنذ انقلاب يوليو 2023 في النيجر، تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين نيامي وباريس سريعا؛ مما أدى إلى رحيل القوات الفرنسية عن النيجر. وفي الوقت نفسه، زودت روسيا السلطات العسكرية في نيامي بالأسلحة والمدربين إلى نيامي، ورحبت موسكو في مارس الماضي بوفد من النيجر في منتدى “أتوميكسبو”، وهو حدث رئيسي للصناعة النووية الروسية عٌقد في “سوتشي”.
ومعروف أن النيجر إحدي الدول العشر الكبري المنتجة لليورانيوم في العالم كما تمتلك احتياطات ضخمة منه , وفي ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها النيجر وليس ببعيد عنها التطورات في مالي وبوركينا فاسو ومع ازدياد النفوذ الروسي في منطقة الساحل والصحراء علي حساب النفوذ الفرنسي والغربي يبقي اليورانيوم في بؤرة صراع النفوذ بين روسيا والغرب في تلك المنطقة , خاضة في ظل اعتماد فرنسا والاتحاد الأوروبي الي حد كبير علي اليورانيوم المستورد من النيجر في تشغيل المفاعلات النووية في تلك الدول .
و لم يقتصر العمل علي استخراج اليوروانيوم من النيجر علي الشركة الفرنسية فإلى جانب “أورانو ” تقوم شركتي “جوفيكس يورانيوم” و”جلوبال اتوميك” الكنديتين ابتطوير مشروعات كبرى لليورانيوم، يعمل على أراضي النيجر المؤسسة النووية الوطنية الصينية المالك المشارك لشركة “أزيليك” للتعدين مع الدولة النيجيرية, كما تستعد الشركة الصينية لاستئناف نشاطها في تعدين اليورانيوم بعد توقفها في عام 2014 بسبب انخفاض أسعار اليورانيوم .
ويرى مراقبون أنه في حال خسارة “أورانو” لأصولها في النيجر؛ فإن ذلك سيشكل خطرا على إنتاج الكهرباء في الاتحاد الأوروبي لاسيما لفرنسا التي يأتي 65% من إنتاجها من الكهرباء من الطاقة النووية .
الغرض الأساسي من زيادة الحضور الروسي
ويقول الكاتب والمحلل السياسي النيجري محمد سيدي لـ ” أفرو نيوز 24 ” :أن هذا هو الغرض الأساسي من زيادة الحضور والتواجد الروسي وسيطرتها علي المشهد في أفريقيا , مضيفا ” وبالتالي تواجد موسكو علي الأرض ليس لحماية أراضي النير أو الدفاع عن البلدان الأفريقية .
وتابع ” وبالتالي أعتقد أن السعي وراء ذلك هو السيطرة علي الثروات المعدنية التي تذخر بها باطن الأرض في النيجر, معتبرا أن روسيا تحاول ان تأخذ مكان فرنسا المستعمر السابق في النيجر والبلدان الأخري , فروسيا لم تأتي من أجل اللعب مع فرنسا وإنما امتلاك ما كانت فرنسا تستفيد به من ثروات في تلك الدول خاصة اليورانيوم والذهب .
وأشار الكاتب والمحلل السياسي النيجري محمد سيدي إلي أن فرنسا كانت تستغل يورانيوم النيجر و 60 % من حجم الطاقة الكهربائية المولدة من المفاعلات النووية في فرنسا تعتمد علي اليورانيوم المستخرج من النيجر .
ونوه محمد سيدي الي أن روسيا استغلت التطورات السياسية والانقلابات العسكرية في المنطقة ووضعت قدم لها في النيجر ودول الساحل والصحراء ,وقال ” انه وفقا للتصريحات الاعلامية الصادرة عن المسؤولين الروس بأن روسيا ستعمل علي مساعدة تلك الدول علي تحقيق الامن والاستقرار لكنها بالتأكيد ستحاول الاستفادة من ثروات تلك الدول .
وأبدي الكاتب والمحلل السياسي النيجري مخاوفة من أن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لن تقفا مكتوفتي الأيدي من زيادة النفوذ الروسي في النيجر ودول المنطقة وستسعيان لا محالة في زعزعزة الاستقرار في تلك الدول , وقال ” في توقعي أن فرنسا والولايات المتحدة لن تتركا روسيا تستفيد من ثروات النيجر والمنطقة أو يظلان في موقف المتفرج أمام ما يحدث .
إقرأ المزيد :
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.