جامعة القاهرة: تخلد ذكري الأكاديمي عبدالملك عودة وتدشن كرسي بحثي بأسمه
عباس»: آمن بأولوية الانتماء الأفريقي لمصر بحكم روابط التاريخ والمصير.
«هلال»: علينا بجمع تراثه العلمي
و«الفقي»: «أمة بلا ذاكرة بلا تاريخ بلا مستقبل»
في جامعة القاهرة وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين وأساتذة العلوم السياسية، وقعت مؤسسة “كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة” وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، بروتوكول تدشين «كرسي بحثي» يحمل اسم الدكتور عبد الملك عودة، وذلك إسهاماً في دعم ملف البحث العلمي بمصر .
وقع بروتوكول التعاون ممدوح عباس رئيس مجلس أمناء مؤسسة بطرس غالي للسلام والمعرفة، والدكتوره حنان علي القائم بأعمال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، تخليداً لاسم الدكتور عبد الملك عودة أحد مؤسسَين كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الذي لقب بـ«عميد العمداء»، تحت رعاية رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت.
وأكد ممدوح عباس رئيس مجلس أمناء مؤسسة بطرس غالي للسلام والمعرفة، إن الكراسي البحثية تمثل أحد أهم الموضوعات والأهداف التي تهم المؤسسة وتعمل عليها، ويأتي هذا الأهتمام اتساقًا مع التوجه الأفريقي للدكتور بطرس بطرس غالي واهتمام أعضاء المؤسسة وقناعتهم أن الاهتمام بأفريقيا ودعم علاقات مصر بدولها يعود بالنفع على كل الأطراف.
وقال عباس يسعدني اليوم الإحتفال معكم بتأسيس كرسي بحثي باسم الأستاذ الدكتور عبد الملك عودة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة كليته التي وهبها من جهده وعلمه وسنوات عمره.
وأضاف عباس، خلال الاحتفالية التي شارك فيها عدد من الشخصيات العامة وأساتذة الكلية وعلى رأسهم عمرو موسي، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق، ومحمد فايق وزير الإعلام الأسبق ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق، والدكتور علي الدين هلال، وزير الشباب الأسبق وعميد الكلية الأسبق، والدكتور مصطفى الفقي،المفكر السياسي، والسفير رؤوف سعد، والنائب طارق الخولي ونائب رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمود السعيد، هذا الكرسي لتشجيع البحث والدراسة في مجال العلاقات الأفريقية، والسياسات الأفريقية، بهدف دعم علاقات مصر مع أشقائها في القارة الأفريقية، والعمل على تنمية القارة والدفع نحو تحقيق الحياة الكريمة لكل مواطن بها.
وتابع عباس، عند الحديث عن القارة الأفريقية وعن الشخصيات المصرية التي لعبت دورا مهما في استقلال القارة والدفع نحو تنميتها، والاهتمام بتأصيل الدراسات الأفريقية في الجامعات المصرية فأن اسم الدكتور عبد الملك عودة يأتي في الصدارة بجوار اسم الدكتور بطرس غالي.
ولفت إلى أنه لم تكن الكتابة عن أفريقيا لدى الدكتور عبد الملك عودة مجرد مجالًا للبحث العلمي بل تعبيرا عن اعتقاده بأولوية الانتماء الأفريقي لمصر بحكم روابط التاريخ والمصير.
واستشهد عباس بما قاله الدكتور بطرس غالي عن عبد الملك عودة:”تعرفت على الدكتور عبد الملك عوده عندما حضرت مناقشة رسالته لنيل درجة الدكتوراه، ولفت نظري إجاباته ومناقشاته وردوده على أساتذته ولهذا عندما احتجنا إلى تعيين مدرس جديد في قسم العلوم السياسية بكلية التجارة في جامعة القاهرة طرأ على ذهني اسم الدكتور عبد الملك فاقترحت تعيينه على مجلس القسم لسابق علمي بقدراته العلمية، وبالفعل تم تعيينه مدرسا للعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام ١٩٥٧”.
وأوضح عباس، أن عودة أصبح أحد مؤسسي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية منذ بداية التدريس في سبتمبر ١٩٦٠ ولعله الوحيد الذي يمكن أن يطلق عليه صاحب العمادات الثلاثة، فقد شغل منصب عميد كلية الاعلام وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وعميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية.
وأشار عباس إلى أنه وبجانب مناصب “عودة” الجامعية عمل مديرا لتحرير مجلة السياسة الدولية ولمركز الدراسات السياسية والأستراتيچية بالأهرام، كان عبد الملك عودة أستاذا متجددا يتابع كل جديد وكان يستعد لمحاضراته كل مرة وكأنها أول مرة. فضلًا عن مناقشاته المتميزة التي كانت تفتح المجال للعديد من التساؤلات أمام طلابه وزملائه.
واختتم عباس، كانت علاقات الدكتور عبد الملك عودة بالطلبة تتسم بالود والرعاية لهم وكان مكتبه مفتوحًا للجميع، وكان حريص على معرفة كل من يعمل معه عن قرب، قائلا “لقد كان بالفعل إنسانًا متميزا”.
وعبر عمرو موسي، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق، عن سعادته بالمشاركة في هذه الاحتفالية لقيمة كبيرة وهي الدكتور عبد الملك عودة مشيرا إلى أن الراحل له إنجازات أكاديمية وبحثية مهمة في مجال العلوم السياسية.
وقال موسى، نجحت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في طرح روحا جديدة في جامعة القاهرة أساسها التميز والتفرد في العلاقة بين الأساتذة والطلبة وكانت مثالا لنا في باقي الكليات بالجامعة، مضيفا:”أشعر بأن هذه الكلية بها طعم مختلف”.
وتطرق موسى إلى علاقته بالدكتور عبد الملك عودة موضحا أنه استقبله حينما كان سفيرا لمصر في الهند، لافتا إلى أن اللقاء شهد غداء على شرفه تناول خلاله مقارنة بين عهد الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السادات، مستعرضاً مراحل العصرين وكيف بدأت وأي قمم وصل إليها ثم الهزيمة والوضع الاقتصادي المتهالك والمتردي.
وأشاد موسى بجهود عودة الأكاديمية والبحثية في المجال الأفريقي، موجها حديثه إلى محمد فايق الجالس بجواره قائلاً: “من يقرأ لعبد الملك عودة حول أفريقيا تكتمل معرفته بالوزير محمد فايق والذي مازال له سمعة مستدامة نتيجة جهوده ومسيرته التي قام بها في أفريقيا.
وثمن موسى مسيرة فايق مشيرا إلى أن له باع طويل في العمل الدبلوماسي وزياراته الجادة لإرجاء القارة في مرحلة هامة كان أساسها العمل الجاد في الأداء والنتيجة.
وقال موسى: “أصبحنا بحاجة ماسة إلى التأكيد على الجدية، حيث أصبحت السطحية عبء علينا في مصر، لافتا إلى أن فكرة إنشاء كرسي بحثي باسم عبد الملك عودة فكرة يجب أن تنتشر بجميع الكليات للتعريف بالقامات التي ساهمت بأفكارها وعلمها وجهدها في خدمة هذا الوطن.
وأشاد الدكتور علي الدين هلال، وزير الشباب الأسبق وعميد الكلية الأسبق، المشرف على الكرسي البحثي باسم الدكتور عبد الملك عودة مشيرا إلى أنه الراحل مازال حياً بيينا بأفكاره ومواقفه وذكراه الطيبة، مطالباً بجمع التراث العلمي للدكتور عودة والذي بدأه ممنذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي.
وقال هلال نتحدث عن الدكتور عودة عميد الكلية رقم ٦ في تاريخها، الذي أتى إلى كلية الاقتصاد مدرساً، ورقي بها حتى أصبح أستاذا وعميدا لها، مستعرضا مسيرة الراحل، مضيفا هو رجل عصامي ومكافح تعرض لأزمة عائلية حيث كان شقيقه أحد أقطاب الإخوان وتسبب ذلك في أن يتحمل مسؤولية أسرته وأصبح رب الأسرة الكبير فبنى نفسه بنفسه، وعاد بالدكتوراه من الخارج.
وتطرق هلال إلى واقعة شهيرة تطلبت تدخل الرئيس جمال عبد الناصر وزكريا محي الدين عندما علما بمضايقات الأمن للراحل عند كل مرة كان يسافر فيها حيث كان يتطلب الأمر موافقة جهات الأمن للحصول على الموافقة بالمغادرة إلا أنه غضب من ذلك الأمر ووصل الأمر إلى مسمع عبد الناصر وزكريا محي الدين والذي انتهت معه تلك المضايقات.
وتابع هلال، كانت حياة الدكتور عودة صعبة، ورغم ذلك أخلص للنظام ولم يصدر أي نوع من المراء والتقية، مستطردا استحق بجدارة أن يكون رائد الدراسات الأفريقية حيث كرس علمه على مدار ٤٠ عاماً ليواصل مسيرته الأفريقية فكان حلقة وأيقونة بين الشمال والجنوب الأفريقي.
وقال المفكر مصطفى الفقى، إن ممدوح عباس يستحق كل التحية والتقدير على جهوده المخلصة مشيرا إلى أنه يمتلك أيادي بيضاء على الجميع، وآخرها إعلانه تدشين هذا الكرسي ضمن سلسلة كراسي بحثية أخرى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
وقال الفقي: “نحن بصدد شخصية تمتزج فيها الأستاذية بالأبوة، حيث كان الراحل نصيراً للطلاب الكادحين القادمين من الأرياف وكنا نحن منهم، مضيفا احتفاءفنا بهذه القامة الكبيرة لأننا ندرك مقولة أن «أمة بلا ذاكرة بلا تاريخ بلا مستقبل».
يذكر أن الدكتور عبد الملك عودة يطلق عليه «عميد العمداء» ورحل عن عالمنا عام 2013، وشغل منصب عميد كلية الإعلام (1974 – 1977)، وعميد كلية الاقتصاد (1980 – 1981)، وعميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية عام 1981، وله إسهامات في دراسة قضايا النظم السياسية الأفريقية والعلاقات بين العرب ودول القارة ودول حوض النيل، بالإضافة إلى إشرافه على عشرات الرسائل العلمية في معهد البحوث الأفريقية .
اقرأ المزيد:-
لأول مرة .. مفوضية الاتحاد الأفريقي تحتفل بالعربية كلغة رسمية للاتحاد
السفير عبد المحمود عبد الحليم يكتب .. تصحيح كراسة أفريقيا فى عام ٢٠٢٣: نوستالجيا البحر والموانئ
« نبيل فهمي » في صالون ” أحمد جمال الدين : استقرار السودان قضية أمن قومى لمصر
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.