جنوب أفريقيا عند مفترق طرق .. مستقبل راما فوزا السياسي علي المحك
لا تزال تداعيات الزلزال السياسي الذي ضرب جنوب أفريقيا بقوة الأيام القليلة الماضية والاعلان رسميا عن نتائج الانتخابات العامة التي فشل فيها حزب المؤتمر الوطني الذي يمسك بالسلطة منذ 30 عاما في الحصول علي الأغلبية البرلمانية التي تمكنة من تشكيل الحكومة القادمة والاحتفاظ بمنصب الرئيس ,وأصحب البلاد تقف عند مفترق الطرق كما أصبح المستبقل السياسي للرئيس الجنوب أفريقي علي المحك , وبات لزاما على الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا أن يتخذ الخيار الأصعب بالدخول في تحالفات مع الأحزاب والقوي السياسية لضمان تشكيل الحكومة .
وذكرت وكالة ” بلومبرج ” في تقرير لها أنه بعد أداءه السيئ في انتخابات 29 مايو يحتاج حزب نيلسون مانديلا ” المؤتمر الوطني ” إلى إيجاد حلفاء بين خيارين كلاهما مر , أولهما الأحزاب التي توصف بأنها أحزابا شعبوبة وتناهض السوق الحرة أو التحالف مع حزب يُنظر إليه على أنه مرتبط بمجتمعات البيض في جنوب أفريقيا.
ووفقا لـ ” بلومبرج ” فإنه قبل الخوض في طبيعة التحالفات التي سيدخلها المؤتمر الوطني سيدخل الحزب في حوارا داخليا مكثفا قبل الوصول لأية ترتيبات متعلقة بالتحالفات المستقبلية , مشيره الي وجود ما يمكن ان يطلق عليه حالة من الانقسام حيث يفضل مجتمع الأعمال وحلفاء الرئيس سيريل رامافوزا الارتباط مع التحالف الديمقراطي الوسطي الذي يمكن أن يساعد في تعزيز قوة العملة في جنوب أفريقيا ” الراند ” والاقتصاد الوطني , وسبق أن أعلن ” التحالف الديمقراطي الوسطي DA ” تأييده لبقاء الرئيس سيريل رامافوزا لولاية رئاسية جديدة .
وذكرت بلومبرج أن الاشكالية التي تواجه مثل هذا التحالف يتعلق بموقف أعضاء وأنصار حزب المؤتمر الوطني من أبناء البلد الأصليين الذين أوصلوا الحزب للسلطة في نهاية نظام الفصل العنصري قبل ثلاثة عقود , فإن الارتباط في تحالف مع التحالف الديمقراطي الذي يقوده البيض في الغالب سيكون أمرًا لا يمكن تصورة بالنسبة لهؤلاء .
وقالت بلومبرج في تقريرها ” لكن الزمن تغير وأظهرت الانتخابات أنه في مواجهة الفقر المتفشي والبطالة الجماعية وانقطاع التيار الكهربائي والجريمة المتوطنة والفساد، نفد صبر مواطني جنوب إفريقيا تجاه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
ونقلت الوكالة عن زعيم حزب التحالف الديمقراطي، جون ستينهاوزن، في خطاب حزبه لجذب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وقال في مقابلة إن مجموعته – التي عارض سلفها الفصل العنصري – زادت حصتها من أصوات السود في الانتخابات، على الرغم من استقالة بعض قادتها السود البارزين.
وفيما يتعلق بالاتجاه الآخر داخل حزب المؤتمر الوطني , يفضل عدد من قادة الحزب تشكيل ائتلاف مع حزب uMkhonto weSizwe الذي يبلغ عمره ستة أشهر بقيادة الرئيس السابق جاكوب زوما، وحزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية – وكلاهما يمثلان الفصائل التي انفصلت عن الحزب الحاكم.
وتشكل دعوة تلك الأحزاب إلى تأميم البنوك والمناجم أزمة في نظر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ,علاوة على ذلك، فإن زوما السابق اتهامه بالكسب غير المشروع هو عدو لدود لرامافوزا ويطالب باستبدال الرئيس.
حكومة وحدة وطنية
وأقترح حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا تشكيل حكومة وحدة , مشيرا إلي تواصله مع جميع القوي والأحزاب السياسية وأن المفاوضات لا تزال جارية بشأن هذا المقترح , وقال ماهلينجي بينجو موتسيري المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي للصحفيين إن “النتائج تشير إلى أن الجنوب أفريقيين يريدون أن تعمل جميع الأطراف معا”.
وقال بهينجو موتسيري إن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أجرى مناقشات مع التحالف الديمقراطي وجبهة الجبهة الخارجية والأحزاب الصغيرة الأخرى , مشيرا إلي أنه على الرغم من التواصل مع حزب زوما ، إلا أنه لم يكن هناك أي رد إيجابي.
واستطرد قائلا “نعتقد أنه على الرغم من أي اختلافات قد تكون بيننا، وبالعمل معًا كجنوب أفريقيين، يمكننا اغتنام هذه اللحظة لتوجيه بلادنا إلى عصر جديد من الأمل”.
وحصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على نحو 40% من الأصوات، فيما حصل حزب التحالف الديمقراطي الذي ينتمي إلى يمين الوسط على 22%، وحزب ” MK” الذي يتزعمه الرئيس السابق جاكوب زوما على 15%، وحزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية المتطرف على 9%.
إقرأ المزيد :
جنوب أفريقيا .. رسميا حزب المؤتمر الوطني يفشل في تحقيق الأغلبية البرلمانية
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.