كوريا الجنوبية : لاعب دولي جديد يبحث عن موطأ قدم لمزاحمة الكبار في أفريقيا .. وكلمة السر ” الثروات الطبيعة “
استضافت عاصمة كوريا الجنوبية أمس الإثنين أول قمة كورية أفريقية بمشاركة حوالي 48 من زعماء الدول الأفريقية لتدشن بذلك كوريا الجنوبية فصلا جديدا من فصول علاقاتها مع دول قارة أفريقيا , كما أنه يمكن وصفها بـ لاعب دولي جديد يدخل إلي حلبة السباق للبحث عن موطأ قدم في القارة , لمحاولة الاستفادة من الفرص الكبيرة التي يمثلها التعاون مع دولها .
علي هامش القمة وقعت كوريا الجنوبية نحو 50 اتفاقية مبدئية مع الدول الأفريقية بهدف تعزيز التعاون في مجالات التجارة والطاقة والمعادن الهامة ومجموعة واسعة من المجالات الصناعية والاقتصادية الأخرى , كما أكد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول أن بلاده ستعزز التعاون مع الدول الإفريقية لتأمين إمدادات مستقرة من المعادن الحرجة وتسريع المفاوضات لدعم الشراكات الاقتصادية والتجارة.
وقال يون – في كلمته في افتتاح أول قمة مع زعماء 48 دولة إفريقية في سول أمس الثلاثاء- إن كوريا الجنوبية ستزيد مساعدات التنمية لإفريقيا إلى 10 مليارات دولار على مدى السنوات الست المقبلة في الوقت الذي تتطلع فيه إلى استغلال الموارد المعدنية الغنية في القارة وإمكاناتها كسوق تصدير واسعة , متعهدا بتقديم 14 مليار دولار لتمويل الصادرات لتعزيز التجارة والاستثمار للشركات الكورية الجنوبية في البلدان الإفريقية.
ويثير الاهتمام الكوري بتنشيط العلاقات الاقتصادية مع دول القارة التساؤل بشأن سر الاهتمام الكوري بالقارة , هل هي صراع من نوع جديد مع الصين , أم أن سيؤول تبحث لها عن موطأ قدم ؟
سباق دولي تجاه أفريقيا
ويقول الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية لـ” أفرو نيوز 24 ” : أنه يفهم سر الاهتمام الكوري الجنوبي بالقارة الأفريقية في سياق السباق الدولي تجاة أفريقيا للحصول علي الموارد الطبيعية والأولية منها , مشيرا في هذا الصدد الي عدد من القمم الدولية الأفريقية من بينها علي سبيل المثال , القمة الأمريكية الأفريقية والقمة الروسية الأفريقية والقمة الصينية الأفريقية , والقمة الفرنسية الأفريقية , والقمة البريطانية الأفريقية , والقمة اليابانية الأفريقية .
وأكد الدكتور شريف جاكو أن الجميع الآن يسعي للحصول علي المواد الخام والموارد الأولية من القارة الأفريقية وخاصة وأن القارة ممتلئة بالثروات المعدنية اللازمة لكثير من الصناعات الحيوية التي يحتاجها العالم , مشيرا في هذا الصدد إلي أن غالبية الدول الأفريقية غير صناعية بمعني أنا لا تستفيد كثيرا من استغلال مواردها وثرواتها الطبيعية ويتم تصديرها للخارج في صورة أولية غير مصنعة .
وقال الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية ” أعتقد أن كوريا الجنوبية وهي إحدي الدول الصناعية الكبري في العالم وتدخل في سباق اقتصادي خاصة مع الصين واليابان لذلك هي في حاجة إلي الموارد الطبيعية الأفريقية , مضيفا ” أن ذلك لن يحدث الا بنزولها إلي حلبة السباق للحصول علي موطأ قدم في القارة الأفريقية.
وشدد الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية علي أن الدول الأفريقية في حالة صحوة حاليا , واستطرد قائلا ” بمعني أن أفريقيا تعيد ترتيب أوراق علاقاتها الدولية خاصة في مجالات التجارة والاقتصاد والتنمية وتوفير فرص عمل لشعوبها .
وأشار إلي أنه كانت العلاقات في السابق قاصرة علي الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الأتحاد الأوروبي علي رأسها فرنسا , منوها إلي أن الفترة الحالية تشهد ما يمكن أن يطلق عليه انفتاحا أفريقيا علي العالم بدوائرة وأقطابة المتعددة ليس فقط أوروبا أو آسيا .
وذكر أن السباق نحو أفريقيا يضم العديد من الأطراف الدولية الأخري مثل الهند والبرازل وروسيا والصين واليابان وكذلك تركيا وإيران , معتبرا أن هناك تقاربا ثقافيا يجمع بين الدول الأفريقية مع تركيا وإيران خاصة وأنهما تنتميان لدول منظمة التعاون الإسلامي التي تجمع في عضويتها عدد كبير من الدول الأفريقية .
وأكد الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية أنه أمام كل تلك التطورات كان لزاما علي كوريا الجنوبية الدخول إلي حلبة السباق والمنافسة في أفريقيا لضمان مكانا لها , إما سوقا لمنتجاتها ” الأجهزة الكهربائية – السيارات – الهواتف المحمولة ” خاصة وأن القارة الأفريقية تعد سوقا واعدا وكبيرا يضم أكثر من 1.3 مليار نسمة , إضافة إلي ضمان حصولها علي المواد الخام الأولية اللازمة للصناعة .
من جانبه أوضح تشو وون بين، أستاذ السياسة الأفريقية في جامعة /سونج كيون كوان/ الكورية الجنوبية والمتخصص في العلاقات الكورية – الأفريقية لراديو فرنسا الدولي، العوامل الإقتصادية لاهتمام كوريا الجنوبية بالقارة الأفريقية قائلا:”تمتلك الشركات الكورية الجنوبية التكنولوجيا، لكننا بحاجة إلى الموارد الطبيعية،وهناك توترات بين الصين والولايات المتحدة، نظرًا لكون كوريا الجنوبية ناجحة جدًا في مجال انتاج البطاريات الكهربائية وأشباه الموصلات، فنحن بحاجة إلى موارد أساسية في هذا المجال “.
وأضاف:”في الوقت الحالي، يعتمد الأمر على الإمدادات الصينية، لكن الولايات المتحدة ترفض استخدامها في خطوط الإنتاج، لذلك علينا إيجاد بدائل وأعتقد أن شركاتنا مهتمة جدًا بالمعادن في إفريقيا،لقد استثمرنا بالفعل في موزمبيق في الغاز الطبيعي وفي تنزانيا في الفحم، هذه مجرد البداية “.
إقرأ المزيد :
كوريا الجنوبية تغازل أفريقيا بمساعدات التنمية وعينها على الشمال
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.