السودان .. « دارفور » تنزف دما .. والجثث تملأ شوارع « الجنينة »
« مأساة إنسانية ومجازر وعشرات الجثث تملأ الشوارع » .. هكذا وصفت بعض التقارير الإعلامية والبيانات التي صدرت عن بعض منظمات المجتمع المدني السودانية ومنظمات دولية الوضع في إقليم دارفور السوداني ومدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور .
حيث تشهد مدينة الجنينة مجازر واشتباكات عنيفة ، الأمر الذي وصفته اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان ب ” نسخه بالكربون لما حدث في رواندا عام ١٩٩٤ ” ، فيما أكد مني أركو مناوي زعيم جيش تحرير السودان و حاكم إقليم دارفور في السودان مني أركو مناوي، أن ما يجري في مدينتي الجنينة وكتم “لا يمكن أن يمر دون تحقيق دولي”.
وكان مناوي أعلن، الأحد الماضي، إقليم دارفور منطقة منكوبة مع استمرار أعمال “النهب والقتل”.
واكدت اللجنة التمهيدية لنقـــابة أطبــاء الســـودان أن ما جرى في راونـــدا في مثل هذه الأيام من العام 1994م يعاد الآن في الجنينة بالكربون، مشدده علي أن تسامح العالم مع مثل هذه الجرائم سوف يشجع على تكرارها في أماكن أخرى.
وقالت نقابة أطباء السودان في بيان ” لذلك نكرر نداءاتنا ومناشداتنا للضمير الإنساني في كل العالم بالتحرك الفوري لإيقاف هذه الانتهاكات والمجازر اليومية ودون تأخير، فكل يوم يمر على الجنينة في عزلتها يعني المزيد من الضحايا والمزيد من المآسي،
وأشارت النقابة الي أن مدينة الجنينة تشهد هجمات متتالية خلفت مئات القتلى والجرحى ونزوح الآلاف من منازلهم ومن الملاجئ التي لجؤوا إليها خلال الأحداث السابقة فضلاً عن انهيار المنظومة الصحية والخدمات المدنية وخروج المنظمات الإنسانية عن الخدمة ومغادرتها للولاية لتتحول عاصمة الولاية إلى مدينة أشباح ليس فيها سوى رائحة الموت في أكبر مأساة إنسانية تشهدها الكرة الأرضية ، لافته إلي أن هذا يحدث هذا وسط صمت محلي وإقليمي ودولي مريب.
وذكرت النقابة في بيانها أنها رصدت خلال هذه الأحداث العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أبرزها ، قتل المدنيين وتشريدهم ونهب ممتلكاتهم ، والإخفاء القسري والتصفية الجسدية لنشطاء الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحاميين ، و تقييد حركة الأطقم الطبية وإذلالهم بالضرب وحتى مصادرة وسائل الحركة التي يستخدمونها ، وقتل كبار السن غير القادرين على حمل السلاح داخل منازلهم ، وحرمان الناس من الوصول إلى مصادر المياه ، ومنع الناس من مغادرة المدينة المنكوبة بالحصار المطبق من كل الجهات، ومنع إمكانية وصول أي مساعدات أهلية من المحليات المجاورة .
وأوضحت أنه من بين الانتهاكات أيضا قتل وإصابة أعداد من الكوادر الطبية واختطاف بعضهم بغرض إرغامهم على تقديم الرعاية الطبية تحت التهديد .
كشفت منظمة اطباء بلا حدود ان عدد القتلي بولاية غرب دارفور يُقَدِّر بحوالي 500 شخص قد قتلوا منذ بدء القتال، وأن عدداً مماثلًا من الجرحى ما زالوا محاصرين داخل المدينة وغير قادرين على الخروج منها او الوصول الى العلاج المنقذ للحياة
وقالت منظمة أطباء بلا حدود ان مدينة الجنينة (السودان) اصبحت واحدة من أسوأ الأماكن علي وجه الأرض
واضافت المنظمة (ليست الجنينة اسمًا على مسمّى في ظل الواقع القاسي الذي يعيشه الناس العالقون هناك منذ أسابيع.
وقالت المنظمة (رغم قدرتنا على الاستمرار في تقديم الخدمات في مستشفى كرينيك، إلا أن إمداداته التي تُجلب عادة من الجنينة في طريقها للنفاد بسبب القتال.
وكشفت المنظمة عبر موقعها في تويتر عن عبور المشرف اللوجستي موسى إبراهيم من الجنينة إلى أدري في تشاد قبل بضعة أيام ليشرف على الأنشطة مع فرق أطباء بلا حدود ويقيّم الدعم اللوجستي الممكن لغرب دارفور.
تجدد الاشتباكات في الخرطوم
وفيما يخص الوضع في العاصمة ، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من مناطق العاصمة السودانية الخرطوم في ساعة مبكرة من صباح الأحد بعد لحظات من انتهاء هدنة ال ” 24 ساعة ” ، التي استمرت من صباح السبت حتي صباح الأحد لأسباب إنسانية.
ونقلت تقارير إعلامية عن شهود عيان قولهم” إن القتال استؤنف عقب انتهاء سريان وقف إطلاق النار في السادسة صباحا (04:00 بتوقيت جرينيتش) في شمال أم درمان .
وقال سكان إنهم سمعوا قصفا مدفعيا في منطقة شرق النيل في الضواحي الشرقية للعاصمة بينما وردت أنباء عن انفجارات واشتباكات في الخرطوم.
إقرأ المزيد
السودان .. حاكم دارفور يدعو السودانيين في الإقليم إلى “حمل السلاح” لحماية ممتلكاتهم