النيجر : شركة فرنسية تعلن استئناف العمل في أكبر منجم لليورانيوم في العالم .. هل هي محاولة لقطع الطريق أمام روسيا ؟
علي نحو مفاجئ أعلنت شركة (أورانو) الفرنسية للوقود النووي عن إطلاق الأعمال التحضيرية الأخيرة لاستخراج اليورانيوم من حقل “إيمورارين” الواقع جنوب أرليت بالنيجر ، وذلك بالرغم من قيام الشركة الفرنسية تجميد العمليات لما يقرب من عشر سنوات .
ويأتي هذا الاعلان من جانب الشركة الفرنسية في وقت يتصاعد فيه التوتر بين سلطات النيجر وشركات التعدين الغربية ، خاصة عقب التغييرات السياسية الأخيرة في نيامي وتصاعد الأزمة السياسية مع الغرب خاصة فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية .
ووفقا لما ذكره راديو (فرنسا الدولي) في نشرته الأفريقية نقلا عن بيان شركة (إيمورارين – إس.إيه) الفرنسية – النيجرية التي تعمل في مجال صناعة التعدين ، أكدت الشركة أنه يجري العمل حاليا علي إعادة فتح البني التحتية لإستيعاب فرق البناء للمضي قدماً في العمل.
وكان من المقرر أن يبدأ مشروع إيمورارين، أحد أكبر مناجم اليورانيوم في العالم في عام 2015، لكن تم تجميده في أعقاب كارثة فوكوشيما اليابانية التي أدت إلى انخفاض السعر العالمي للوقود النووي.
و قالت الشركة الفرنسية – النيجرية في بيانها:”إن ظروف السوق الحالية مع زيادة مواتية في الأسعار جعلت من الممكن التفكير في استئناف العمل في هذا المشروع”.
ويأتي إعلان شركة (أورانو) في سياق تتلقى فيه شركات التعدين الغربية إنذارا نهائيا من سلطات نيامي التي تلوح بتهديد المنافسة الروسية أو الإيرانية.
وكان المجلس العسكري النيجري قد هدد شركة /جوفييكس/ الكندية للتعدين بسحب ترخيصها في ماداويلا إذا لم تبدأ عمليات تعدين اليورانيوم قبل 3 يوليو المقبل.
ووفقًا لمصدر مسئول في مدينة أرليت، تلقت شركة (أورانو) الفرنسية تهديدا مماثلا بشأن حقل “إيمورارين” إذا لم تشرع في أعمال تعدين اليورانيوم في موعد أقصاه 19 يونيو 2024.
ويطرح قرار الشركة الفرنسية التساؤلات حول دلالات هذه الخطوة من جانب الشركة الفرنسية في التوقيت الحالي رغم تجميد عملياتها منذ أكثر من ١٠ سنوات ، وهل قرار استئناف العمل في المنجم محاولة لقطع الطريق أمام أي تعاون مستقبلي بين النيجر وروسيا في مجال استخراج اليورانيوم ؟ .
سياسة احتكار موارد الدول المستعمرة سابقا
ويقول عمر مختار الأنصاري عضو مؤسس لحزب التجديد الديموقراطي والجمهوري بالنيجر ل ” أفرو نيوز 24 ” : ” إن الشركات الفرنسية بغرب أفريقيا أنتهجت سياسة احتكار موارد الدول المستعمرة سابقا بشروط مجحفة وضعتها قبل الاستقلال الوهمي المشروط؛ فاعتبرت باريس الموارد الأفريقية احتيطات مطمورة لعقود تستخدمها حسب حاجتها الملحة؛ مضيفا ” وكانت حكومات بلدي النيجر كلما أرادت الخروج تحت عباءة هذا الاحتكار ينقلب عليها عملاء باريس؛ منذ حكومة الاستقلال بقيادة الراحل ديوري هماني التي أطاح بها العقيد سيني كونشي وآخرها عندما اجبرهم تنجا باستغلال منجم “إيمورارين” 2010 فاطاحوا بحكومته في انقلاب عسكري قاده الملازم/ سالو جيبو ثم جاءت حكومة إيسوفو الموالية لباريس فنفذت تعاليمهم بإيقاف المنجم بحجة انخفاض أسعار اليورانيوم حينها.
وأكد عمر مختار الأنصاري أنه الآن مع عقود حكومة الأمر الواقع مع كل من موسكو وطهران؛ رأت باريس انتعاش مناجمها بالنيجر لكي تقطع الطريق عن الاستيلاء على تركتها بحجة الركود والتوقف المتعمد.
وأشار إلي أن باريس ورطت حكومات نيامي في عقود طويلة الأجل ليس من السهل فسخها بين عشية وضحاها إلا بحجج قوية؛ لن تسمح باريس بوقوعها.
وقال عمر مختار الأنصاري عضو مؤسس لحزب التجديد الديموقراطي والجمهوري بالنيجر ” فعليه ليس هناك طريقة للتحرر من باريس وجميع القيود الامبرالية سوى تغيير جذري عبر صناديق الاقتراع تفوز به أغلبية حقيقية تعبر عن صوت الشعب؛ كما حدث في السنغال؛ وليس عبر الانقلابات ولا تزوير الانتخابات.
اقرأ المزيد