انفراجة كبري شهدتها الأزمة السياسية التي شهدتها جنوب أفريقيا عقب نتائج الانتخابات العامة الأخيرة والتي فشل فيها حزب المؤتمر الوطني في الحفاظ على أغلبيتة التاريخية في برلمان جنوب أفريقيا التي ظل محافظا عليها منذ العام 1994 عقب سقوط نظام الفصل العنصري .
وشهدت الساعات القليلة الماضية مفاوضات ماراثونية بين المؤتمر الوطني مع عدد من الأحزاب السياسية الأخري للوصول إلي تحالف سياسي قبيل عقد الجلسة الأولي للبرلمان المنتخب ، وأعلن كلا من حزب المؤتمر الوطني وحزب المعارضة الرئيسي في جنوب أفريقيا، التحالف الديمقراطي، التوافق على اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وجاء هذا الاتفاق ليضع حدا للتكهنات التي راجت خلال الأيام الماضية حول شكل التحالف الذي سيدخل فيه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بعد خسارة أغلبيته البرلمانية لأول مرة منذ 30 عامًا، في انتخابات الشهر الماضي وحصوله على 40% من الأصوات، فيما جاء حزب التحالف الديمقراطى في المركز الثاني بنسبة 22%.
ووفقا لبي بي سي يمهد الاتفاق بين المؤتمر الوطني والتحالف الديموقراطي الطريق لزعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سيريل رامافوزا لتولي فترة رئاسية جديدة .
ديديزا رئيسة للبرلمان
وعقد اليوم برلمان جنوب أفريقيا المنتخب أولي جلساته حيث شهدت الجلسة قيام الأعضاء الجدد بأداء اليمين الدستورية ، كما جري خلال الجلسة انتخاب ثوكو ديديزا القيادية في حزب المؤتمر الوطني رئيسة للبرلمان ( الجمعية الوطنية ) .
حيث حصلت ديديزا على 284 صوتا ، فينا حصلت منافستها علي رئاسة البرلمان فيرونيكا مينتي من EFF على 49 صوتًا .
وأكدت ديديزا في أول خطاب لها أمام البرلمان دعمها للعمل المؤسسي داخل البرلمان وقالت ” إن دور رئيس مجلس النواب هو ضمان إجراء المناقشات ضمن القواعد بطريقة عادلة وأنا ألتزم بأنني سأفعل ذلك بالضبط ، مضيفة ” وأتعهد أيضًا بأنني سأعمل مع جميع الأطراف من أجل تحقيق ذلك. إدارة الأعمال بطريقة تعكس إرادة الشعب.”
وكان ديديزا يشغل منصب وزير الزراعة وإصلاح الأراضي ، وعملت في حكومة نيلسون مانديلا وشغلت مناصب وزارية طوال الثلاثين عامًا التي تلت ذلك.
السبيل الوحيد للمضي قدماً
وفي تصريحات ل بي بي سي أكد قدامى المحاربين في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أن اتفاق حزبه مع التحالف الديمقراطي هو السبيل الوحيد للمضي قدما ، وقال “كدولة ديمقراطية لدينا فرصة للتعبير عن آرائنا… ولهذا السبب يتعين علينا أن ننتخب ونشارك في مثل هذه العملية… لكن هذا لا يعني أن أولئك الذين ربما صوتوا بشكل مختلف لن يكونوا كذلك”.
واضاف بينويل مادونا، الذي كان وزيراً في عهدي نيلسون مانديلا وثابو مبيكي، “لم يكن من الممكن أن نتوصل إلى اتفاق أفضل للأسف.. كان لا بد من الانغماس في الكثير من التنازلات، وكان ذلك أمرًا لا مفر منه… كان لا بد من القيام بشيء ما لضمان بقاء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي هو نقطة ارتكاز النظام السياسي.
وحول الاختلافات بين أجندة كل حزب، قال مادونا ” إن العديد من القضايا سوف تحتاج إلى “مواجهتها , مضيفا ” إحدى هذه القضايا هي ملكية الأراضي – على الرغم من كونهم أقلية، يمتلك البيض الغالبية العظمى من الأراضي الزراعية التي يملكها الأفراد.
“إن هذا يعود إلى تاريخنا العميق، وعلينا جميعا مسؤولية جماعية للتعامل مع ذلك .
وتابع مادونا: “هناك أعداد كبيرة من الناس لا يعيشون في منازل، بل يعيشون في ظروف مزرية”.
https://x.com/PresidencyZA/status/1801545171558949324?t=2ZhnAiC7t6Ttc42KELiXnw&s=19
اقرأ المزيد
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.