عشرات المدربين العسكريين الروس يصلون إلى بوركينا فاسو .. وفرنسا تقلص عدد قواتها في أفريقيا
تطورات متلاحقة تشهدها منطقتي وسط وغرب أفريقيا ففي الوقت الذي بدأت فيه فرنسا خطة واستراتيجية جديدة لتقليص عدد قواتها في قواعدها العسكرية المتواجدة علي أراضي دول وسط وغرب أفريقيا ، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر وصفتها ب” مطلعة ” الثلاثاء وصول عشرات المدربين العسكريين الروس إلى بوركينا فاسو التي تشهد حربا ضد الإرهاب في أعقاب هجوم إرهابي في الشمال المضطرب لزمت السلطات الصمت بشأنه.
ليس مفاجئا
ويقول الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية ل ” أفرو نيوز 24 ” : أن قرار فرنسا بتقليص عدد قواتها في منطقة وسط وغرب أفريقيا خاصة تشاد لم يكن مفاجئا ، مشيرا إلي أن هذا الموقف الفرنسي الجديد جاء نتيجة لعدد من العوامل علي رأسها نمو تيار معادي للتواجد الفرنسي عسكريا في شكل القواعد العسكرية واقتصاديا متمثلا في صورة الفرنك الأفريقي .
وأوضح جاكو أن العامل الثاني يتمثل في الصفعة المهينة لفرنسا عقب الانقلابات العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو الدول الثلاث في غرب أفريقيا واتحاد دول الساحل والصحراء ، مشيرا إلي أن فكل فرنسي وفرنسية شعروا بأن أفريقيا اتخذت موقفاً ضد العلاقات الاستعمارية مع فرنسا .
وقال الدكتور محمد شريف جاكو ” اعتقد أن روسيا مثلت العامل الثالث حيث ظهرت كبديلا لفرنسا في المنطقة عبر قواتها المتمثلة في الفيلق الأفريقي ” فاجنر سابقا ” ، مضيفا ” أن الوجود العسكري الروسي مرحبا به في أفريقيا نكاية في فرنسا .
وأوضح الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية أن روسيا عقب الحرب الأخيرة في أوكرانيا والموقف الغربي والفرنسي المؤيد لأوكرانيا أرادت أن تنتقم من فرنسا في أفريقيا .
وأكد الدكتور محمد شريف جاكو أن الانتقادات التي تلقتها فرنسا من حلفاءها الغربيين بسبب دورها السلبي في أفريقيا خاصة من جانب شركاؤها في الاتحاد الأوروبي ، وأيضا الانتقادات الداخلية في فرنسا من المعارضين لحزب ماكرون ضد سياساته في أفريقيا وازدواجية المعايير التي يتبعها في التعامل مع قضايا القارة الأفريقية.
وقال ” إن ازدواجية المعايير التي تتبعها فرنسا جعلت معارض ماكرون يوجهون لها انتقادات لاذعة ، وأن هذه الازدواجية كانت سببا في تشويه صورة فرنسا لدي الشباب الأفريقي وان يتخذ موقفا معاديا للوجود الفرنسي ، مضيفا ” أن كل هذه العوامل أجبرت باريس أو تغير سياساتها في الدول الأفريقية .
وأوضح الدكتور محمد شريف جاكو أنه هذه الضربات التي تلقتها في أفريقيا و نتيجة لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية تعرض الاقتصاد الفرنسي إلي هزات كبيرة جعلت من الصعب علي باريس تحمل نفقات قواتها في أفريقيا والتي تقدر بحوالي ٢٥٠٠ جندي ، موضحا أنه يتواجد في تشاد وحدها ٩ قواعد عسكرية فرنسية.
هجمات إرهابية
وتشن جماعات إسلامية متطرفة مرتبطة بتنظيمي القاعدة و”الدولة الإسلامية” هجمات إرهابية منذ 2015 في بوركينا فاسو، أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد مليوني شخص.
وفي 11 يونيو، هاجمت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة منطقة مانسيلا الشمالية الشرقية ووحدة عسكرية على مقربة من الحدود مع النيجر، ولم تصدر أي حصيلة رسمية، لكن وفقا لمصدر أمني يعتقد أن حصيلة القتلى كبيرة.
وفي اليوم التالي، سقطت قذيفة هاون في فناء مكتب لشبكة التلفزة التي تديرها الدولة، على مقربة من مقر الرئاسة في العاصمة واجادوجو.
ووجّه جيش بوركينا فاسو مساء الثلاثاء انتقادات لما وصفها بأنها “شائعات كاذبة لا أساس لها على وسائل التواصل الاجتماعي” تفيد بأن تمردا يجري في بعض الثكنات العسكرية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي زار بوركينا فاسو هذا الشهر إن عدد المدربين العسكريين الروس هناك “سيزداد”. وقال في واجادوجو “في الوقت نفسه، ندرب في روسيا ممثلين للقوات المسلحة وقوات الأمن في بوركينا فاسو”.
اقرأ المزيد
«لاستعادة نفوذها المفقود » .. هل تقليص فرنسا لعدد قواتها في وسط وغرب أفريقيا كافيا ؟
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.