أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

النيجر : « نيامي » تلغي ترخيص شركة فرنسية لتشغيل أكبر منجم يورانيوم في العالم 

 

في مؤشر جديد علي اتجاه العلاقات بين النيجر وفرنسا إلي مزيد من التدهور ، أعلنت شركة “أورانو” الفرنسية لإنتاج الوقود النووي، مساء الخميس، أن السلطات في النيجر قامت بإلغاء ترخيص الشركة للتعدين في منجم لإنتاج اليورانيوم، ويأتي هذا القرار بعد أقل من أسبوع من إعلان الشركة الفرنسية أنها ستستأنف العمل في المنجم وذلك بعد 10 سنوات من تجميده .

وقالت الشركة الفرنسية في بيان مساء الخميس ” إن حكومة نيامي ألغت تصريح استخراج اليورانيوم من المنجم الواقع في شمال النيجر ويمتلك احتياطات تقدر بحوالي 200 ألف طن تجعلة المنجم الأكبر في العالم 

وحصل أورانو على ترخيص للعمل في منجم “إيمورارين” الذي يقع في شمال النيجر، و يحتوي على احتياطات تقدر بنحو 200 ألف طن من المعدن الحيوي لإنتاج الطاقة النووية.

وسبق أن وجهت السلطات في النيجر تحذيرا للشركة الفرنسية بإلغاء تراخيص عملها وذلك بعد سنوات من التأخير في الإنتاج ما لم يتم استئناف العمل في الموقع.

وتأتي خطوة سحب ترخيص شركة أورانو الفرنسية وسط توتر في العلاقات بين فرنسا والمجلس الانتقالي الحاكم في النيجر.

وقالت الشركة في بيانها: “تخشى أورانو من أن يكون لقرار سحب تصريح التعدين الخاص بها تأثير سلبي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمجتمعية في المنطقة”.

وأضافت أورانو ” أنها تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات قانونية ضد القرار ، مؤكدة في ذات الوقت أنها تزال مستعدة لإبقاء جميع قنوات الاتصال مفتوحة مع سلطات النيجر بشأن هذا الموضوع”.

ولم تعلق الحكومة في النيجر، وهي من أكبر منتجي اليورانيوم في العالم، على بيان الشركة الفرنسية أورانو ، فيما حذرت في وقت سابق من أنها ستقوم يإلغاء ترخيص أورانو إذا لم تبدأ أعمال التطوير في منجم إيمورارين بحلول 19 يونيو الجاري.

ووفقا ل بي بي سي كان من المفترض أن تبدأ الشركة الفرنسية العمل في استخراج اليورانيوم من المنجم عام 2015، الا أنها أوقفت الإنتاج بعد انهيار أسعار اليورانيوم العالمية في أعقاب كارثة فوكوشيما اليابانية العام 2011 التي أدت إلى انخفاض السعر العالمي للوقود النووي ، وتتواجد الشركة الفرنسية في النيجر منذ أكثر من 50 عامًا.

وتم إغلاق منجم لليورانيوم في أكوكان منذ عام 2021، لكن أورانو تدير منجمًا آخر في منطقة أرليت الشمالية.

وسبق أن أعلنت شركة (أورانو) الفرنسية للوقود النووي الأسبوع الماضي عن إطلاق الأعمال التحضيرية الأخيرة لاستخراج اليورانيوم من حقل “إيمورارين” الواقع جنوب أرليت بالنيجر .

ووفقا لما ذكره راديو (فرنسا الدولي) في نشرته الأفريقية نقلا عن بيان شركة (إيمورارين – إس.إيه) الفرنسية – النيجرية التي تعمل في مجال صناعة التعدين ، أكدت الشركة أنه يجري العمل حاليا علي إعادة فتح البني التحتية لإستيعاب فرق البناء للمضي قدماً في العمل.

و قالت الشركة الفرنسية – النيجرية في بيانها:”إن ظروف السوق الحالية مع زيادة مواتية في الأسعار جعلت من الممكن التفكير في استئناف العمل في هذا المشروع”.

ويأتي إعلان شركة (أورانو) في سياق تتلقى فيه شركات التعدين الغربية إنذارا نهائيا من سلطات نيامي التي تلوح بتهديد المنافسة الروسية أو الإيرانية.

وكان المجلس العسكري النيجري قد هدد شركة /جوفييكس/ الكندية للتعدين بسحب ترخيصها في ماداويلا إذا لم تبدأ عمليات تعدين اليورانيوم قبل 3 يوليو المقبل.

ووفقًا لمصدر مسئول في مدينة أرليت، تلقت شركة (أورانو) الفرنسية تهديدا مماثلا بشأن حقل “إيمورارين” إذا لم تشرع في أعمال تعدين اليورانيوم في موعد أقصاه 19 يونيو 2024.

وفي تصريح سابق ل “أفرو نيوز 24” قال عمر مختار الأنصاري عضو مؤسس لحزب التجديد الديموقراطي والجمهوري بالنيجر : ” إن الشركات الفرنسية بغرب أفريقيا أنتهجت سياسة احتكار موارد الدول المستعمرة سابقا بشروط مجحفة وضعتها قبل الاستقلال الوهمي المشروط؛ فاعتبرت باريس الموارد الأفريقية احتيطات مطمورة لعقود تستخدمها حسب حاجتها الملحة؛ مضيفا ” وكانت حكومات بلدي النيجر كلما أرادت الخروج تحت عباءة هذا الاحتكار ينقلب عليها عملاء باريس؛ منذ حكومة الاستقلال بقيادة الراحل ديوري هماني التي أطاح بها العقيد سيني كونشي وآخرها عندما اجبرهم تنجا باستغلال منجم “إيمورارين” 2010 فاطاحوا بحكومته في انقلاب عسكري قاده الملازم/ سالو جيبو ثم جاءت حكومة إيسوفو الموالية لباريس فنفذت تعاليمهم بإيقاف المنجم بحجة انخفاض أسعار اليورانيوم حينها.

وأكد عمر مختار الأنصاري أنه الآن مع عقود حكومة الأمر الواقع مع كل من موسكو وطهران؛ رأت باريس انتعاش مناجمها بالنيجر لكي تقطع الطريق عن الاستيلاء على تركتها بحجة الركود والتوقف المتعمد.

وأشار إلي أن باريس ورطت حكومات نيامي في عقود طويلة الأجل ليس من السهل فسخها بين عشية وضحاها إلا بحجج قوية؛ لن تسمح باريس بوقوعها.

وقال عمر مختار الأنصاري عضو مؤسس لحزب التجديد الديموقراطي والجمهوري بالنيجر ” فعليه ليس هناك طريقة للتحرر من باريس وجميع القيود الامبرالية سوى تغيير جذري عبر صناديق الاقتراع تفوز به أغلبية حقيقية تعبر عن صوت الشعب؛ كما حدث في السنغال؛ وليس عبر الانقلابات ولا تزوير الانتخابات.

اقرأ المزيد 

النيجر : شركة فرنسية تعلن استئناف العمل في أكبر منجم لليورانيوم في العالم .. هل هي محاولة لقطع الطريق أمام روسيا ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »