﴿وأذن في الناس بالحج﴾: أكثر من 2 مليون حاج يقفون علي عرفات الثلائاء المقبل
توافد الحجيج من جميع بقاع الدنيا الي الأراضي المقدسة لأداء الركن الخامس من أركان الاسلام
أيام قليلة وترتفع أصوات التلبية والتهليل والتكبير والتسبيح، لمن إسطفاهم الله بدعوته ليقفوا خاشعين راجين المولي عز وجل أن يتقبل حجهم وطوافهم وسعيهم في أطهر بقاع الأرض، وهم يرددون ” لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لاشريك لك.
أيام قليلة ويقف هولاء أسودهم وأبيضهم، أعربيهم وأعجميهم لافرق بينهم يقفون سواسية كأسنان المشط راجين رحمة الله وغفرانه، جاءوا من فج عميق من مختلف بلدان الله، من إفريقيا وأسيا وأمريكا وأوروبا وأستراليا، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا أسم الله ، ويتزودوا بخير الزاد التقوي.
وقبل بدء هذه الايام المباركة زفّت الهيئات السعودية العديد من البُشريات للحجاج، والتى جاء فى المقدمة منها أن حالة الجو ودرجات الحرارة بالمشاعر المقدسة خلال أيام الحج، ستكون في حالة استقرار، وفقًا لما أعلنه المركز الوطنى للأرصاد بالسعودية، الذي أكد أن درجات الحرارة ستتراوح ما بين 43 إلى 45 درجة مئوية، وأن مرشات المياه المنتشرة في صعيد عرفات ستعمل على تلطيف الأجواء فى ذلك المشعر ،وستخفض درجات الحرارة من 5 إلى 7 درجات، وسيصاحب ذلك أجواء غائمة إلى غائمة جزئيًا، على مشارف منطقة مكة ومرتفعات الطائف .
وفيما يتعلق بالجانب الصحي للحجاج تفقد وزير الصحة السعودي، فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، أمس الثلاثاء، جاهزية المنشآت الصحية في المشاعر المقدسة، لتقديم الخدمات الصحية لضيوف الرحمن لموسم الحج، وأطلع علي جاهزية 8 مستشفيات هي مستشفي شرق عرفات، والمستشفى الميداني شرق عرفات، المستشفى الميداني عرفات العام، والمهبط، المستشفى الميداني النقابة العامة، مستشفى منى الطوارئ.
وأثنى الجلاجل على الجهود التي تبذلها الكوادر الصحية المكلفة بالعمل في خدمة حجاج بيت الله الحرام سواء في المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة أو داخل مكة المكرمة، مؤكداً علي أن جميع المنشآت الصحية تعمل على درجة عالية من الاستعداد والجاهزية في المشاعر المقدسة، لتقديم الخدمات الصحية لضيوف الرحمن بأسرع وأفضل الإمكانات المسخرة لخدمتهم، فلا يكاد يخلو مربع في السعوديةالسعودية (منى ، مزدلفة، عرفة) من وجود قطاعات الصحة من مستشفى أو مركز موسمي أو عيادة متنقلة أو مستشفى ميداني أو أسطول ميداني، بالإضافة إلى ماتقدمه الصحة سنوياً من أدوات وأساليب الرعاية الصحية لضيوف الرحمن.
كما تم تجهيز جميع تلك المرافق بالاحتياجات اللازمة لتقديم الخدمات والرعاية الطبية والصحية والتوعوية لضيوف بيت الله الحرام، وتوفير عدد من مراوح الرذاذ المائي؛ لتقليل من حالات الإجهاد الحراري وضربات الحرارة.
اما الدكتور صالح بن علي التركي أمين العاصمة المقدسة بالمملكة العربية السعودية، قأكد علي إن الأمانة جزء من الجهات الحكومية التي تعمل في منظومة الحج، والتي لا تقل عن 40 مؤسسة، بالتعاون مع 60 مؤسسة من القطاع الخاص، يعملون جميعًا بشكل متناغم، لكل مؤسسة منها دور معين ضمن هذه المنظومة.
وقال في تصريحات خاصة لـ “سبوتنيك”، أن أمانة العاصمة مسؤولية عن تجهيز البنية التحتية من طرق وإنارة وكباري، والتأكد أنها تعمل بجاهزية، وكذلك مسؤوليتها المتعلقة بصحة البيئة والحفاظ عليها، حيث يأتي الزوار من بلدان مختلفة، وقد يكونون حاملين لأمراض وبائية متنوعة، مؤكدًا أن الأمانة نعمل بجهد حتى لا ينتقل هذا الوباء إلى جهات أخرى، عبر اكتشافه والقضاء عليه في وقته، حيث نجحت الأمانة على مدار السنوات السابقة من منع انتقال أي وباء للحجاج.
وكشف عن استعدادت الأمانة لتأمين الإعاشة للحجاج بجودة عالية، وبشكل سليم وجيد، وكذلك جميع النفايات في وقت محدد، والعمل على التخلص منها للحفاظ على البيئة.
وفيما يتعلق باختلاف استعدادات هذا العام عن الأعوام السابقة لمواسم الحج، قال إن البنية التحتية متواجدة ويتم دعمها بشكل مستمر، حيث تخصص الدولة مبالغ ضخمة للحفاظ على المنشآت التي تستخدم لمواسم الحج.
وقال إن الاختلال فقط يتعلق بالضغوط التي تخص النفايات وكميتها وطرق التخلص منها، والاهتمام بالحشود وسيرها خلال المشاعر، حيث من المتوقع أن تكون أعداد الحجاج كبيرة جدًا، مؤكدًا أن عدد العمالة والمعدات التي يتم استخدامها جاهزة بحجم أكبر.
وبشأن النفايات المتعلقة بذبج الأضاحي خلال موسم الحج، قال إن هناك نظامًا قويًا فيما يخص هذه الجزئية، فهناك مسالخ مجهزة وخلايا مخصصة لردم النفايات والرقابة على البيئة، بالتعاون مع وزارة الزراعة والبيئة.
وأشار إلى أن الأمانة تستعد جيدًا للحفاظ على البيئة والصحة وتقديم خدمات البنى التحتية من إعاشة ونظافة المخيمات والتخلص من الحشرات بشكل كامل، حيث يعمل في أمانة العاصمة خلال الموسم عن 20 ألف موظف، كلهم يصبحون مراقبين في الميدان إضافة إلى 28 مركزا للأمانة منتشرة في المشاعر المقدسة، مسؤولون عن النظافة والبيئة والحفاظ على الممتلكات والتأكد من تقديم كافة الخدمات لضيوف الرحمن.
عودة إلى ما قبل كورونا
قال عايض بن محمد الغوينم وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج، إن جاهزية الحج لهذا العام وصلت إلى مستويات عالية جدا، حيث قامت الوزارة باستقبال الحجاج في كل منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، وصل إلى مكة اليوم قرابة مليون و350 ألف حاج، قاموا بمناسك طواف القدوم، والانتقال إلى مساكنهم، ويستعدون للقيام بمناسك الحج، بدءا من يوم التروية.
وعن اختلاف موسم الحج الحالي من حيث الاستعدادات، قال: “هذا العام سنعود إلى ما كنا عليه قبل جائحة فيروس كورونا، ونعود للعدد الكامل، مع رفع كافة القيود عن الاشتراطات الصحية التي كانت تتعلق بالجائحة“.
وأوضح أن “جميع الوفود يتم استقبالها بما يليق بضيوف الرحمن يقوم الفريق بتوفير كل سبل الراحة لضمان تنقلهم ومساكنهم وإعاشتهم وتأديتهم لمناسكهم بكل سبل الراحة“.
استخدام التقنيات الحديثة
قال المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، العقيد طلال الشلهوب، إن وزارة الداخلية السعودية أتمت كافة استعداداتها لخدمة حجاج بين الله الحرام، والحفاظ عليهم منذ قدومهم إلى المملكة وحتى مغادرتهم، مؤكدًا أن بلاده تقدم رحلة حج آمنة سالمة للجميع.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، هناك تنسيق بين مختلف الجهات داخل الوزارة من أجل تأمين وتسهيل عمليات الحج، سواء في المطارات أو عبر التنقل، أو داخل الحرم، والمشاعر المقدسة، معتبرًا أن المملكة من أفضل الدول في إدارة الحشود.
وفيما يتعلق بمبادرة حجاج “طريق مكة”، أوضح أنها أحد برامج ضيوف الرحمن التي أطلقتها وزارة الداخلية ضمن رؤية السعودية 2030، وهي تعنى بالحجاج في دول معينة حيث يتم إنهاء إجراءات الرحلة من بلدانهم عبر صالات مخصصة، ثم إلى مطارات جدة والمدينة وينتقلون عبر “باصات” خاصة إلى سكنهم، فيما ترسل أمتعتهم على مقر سكنهم.
وأوضح أن المملكة طوعت استخدام التقنيات الحديثة من أجل تسهيل رحلة الحج على ضيوف هذه الدول، وتقديم كافة الخدمات لحج ميسر وآمن.
وقفة عرفة وعيد الأضحى
أعلنت المملكة العربية السعودية، مساء الأحد الماضي، ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة، ليكون الاثنين هو غرة الشهر.
ووفقا للمحكمة السعودية، فإن “الوقوف بعرفة يوم الثلاثاء بعد القادم التاسع من ذي الحجة الموافق 27 يونيو/ حزيران، والأربعاء الموافق 28 يونيو/ حزيران هو أول أيام عيد الأضحى المبارك”، حسب وكالة الأنباء السعودية.
وكانت المحكمة العليا في السعودية قد دعت الجمعة الماضية عموم المسلمين إلى تحري رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء الأحد التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة لهذا العام 1444هـ.
وأصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، السبت الماضي، أمرا ملكيا باستضافة 1300 حاج وحاجة من أكثر من 90 دولة في مختلف قارات العالم لأداء فريضة الحج هذا العام.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية، بأن الأمر الملكي للملك سلمان يأتي “ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج الذي تنفذه وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد”.
إقرأ أيضا:-
“الأياتا “تطالب كندا بفتح الأجواء للسفر الدولي وإنهاء الحجرالصحي
“الاياتا” إجراءات الحجر الصحي تعيق استئناف الطيران في إفريقيا والشرق الأوسط
تأجيل الحجز الإداري لأصحاب المنشآت السياحية بنهر النيل لمدة عام
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.