جنوب أفريقيا : ولادة متعثرة لحكومة الوحدة الوطنية .. و 10 أحزاب تنضم ل « بيان النوايا »
يسابق حزب المؤتمر الوطني بزعامة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا الزمن لتشكيل الحكومة الجديدة ” حكومة الوحدة الوطنية ” ، التي تبدو أنها تواجه صعوبات وعقبات كبيرة ، يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أن عشرة من الأحزاب الثمانية عشر التي تمتلك مقاعد في الجمعية الوطنية ” البرلمان الجنوب أفريقي” وقعت على بيان نوايا حكومة الوحدة الوطنية .
وكشفت تقارير إعلامية محلية جنوب أفريقية أن مطالب حزب التحالف الديموقراطي المتعلقة بالحصول علي منصب نائب الرئيس وعدد الحقائب الوزارية التي سيتم إسنادها للحزب عرقلت الاعلان عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وذكرت صحيفة ” The Citzen ” الجنوب أفريقية في تقرير لها أن حزب التحالف الديموقراطي طلب إسناد منصب نائب الرئيس لزعيم الحزب ستينهاوزين ، مشره إلي أنه كان من المتوقع أن يكشف الرئيس سيريل رامافوزا عن حكومته يوم الأحد بعد تنصيبه، لكن مطالب التحالف الديمقراطي أجلت الاعلان عن تشكيل الحكومة عدة أيام.
وقالت الصحيفة ” بينما يستعد الرئيس سيريل رامافوسا للكشف عن حكومة جديدة قريبًا، يريد التحالف الديمقراطي (DA) من الرئيس أن يعين ما لا يقل عن 10 من نواب الحزب في البرلمان في الحقائب الاقتصادية الرئيسية ويعين زعيم الحزب جون ستينهاوزن نائبًا للرئيس في حكومة الوحدة الوطنية (GNU).
وأكدت ” The Citzen ” أن المحادثات والمشاورات بين المؤتمر الوطني الأفريقي والتحالف الديمقراطي الآن إلى طريق مسدود منذ أن عرض حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ثلاثة مناصب وزارية فقط على التحالف الديمقراطي، في حين يطلب الحزب بما لا يقل عن 10 حقائب وزارية من أصل 30 حقيبة وزارية في الحكومة.
وأفادت صحيفة سيتي برس أن فريق التفاوض التابع للحزب الديمقراطي دخل في مناقشات أدت إلى التوصل إلى صفقة صعبة، وتراجع يوم السبت عن موقفه السابق المتمثل في بقاء بول ماشاتيل نائبًا للرئيس، وأصر للمرة الأولى على أن يصبح ستينهاوزن نائبًا للرئيس.
ونقلت” The Citzen ” عن مصدر مطلع في حزب التحالف الديمقراطى DA قوله : “أخبرنا حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أنه يحق لهم شغل منصبي الرئيس ورئيس البرلمان لأنهم أكبر حزب أقلية في حكومة الوحدة الوطنية “.
“وبنفس المنطق، يجب أن يحصل التحالف الديمقراطي على منصب نائب الرئيس لزعيمنا، لأننا ثاني أكبر حزب ، وهذا هو المعيار السائد في الحكومات الائتلافية في جميع أنحاء العالم” .
ومع ذلك، وفقًا لصحيفة صنداي تايمز، قال حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إن مطالب التحالف الديمقراطي غير مقبولة .
وكشفت ” The Citzen ” عن أنه مع وصول المحادثات إلي الطريق المسدود، فكر التحالف الديمقراطي في الانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية، ولكن تم الاتفاق على أن تظل خطوط الاتصال مفتوحة مع توقع استمرار المفاوضات يوم الأحد.
بيان نوايا حكومة الوحدة الوطنية
و أعلن المؤتمر الوطني الأفريقي أن عشرة من الأحزاب الثمانية عشر التي تتمتع بمقاعد في الجمعية الوطنية وقعت على بيان نوايا حكومة الوحدة الوطنية .
والأحزاب هي حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، والتحالف الديمقراطي، والتحالف الوطني، وIFP، وGOOD، وFF Plus، وUDM، وRise Mzansi، وAl Jama-ah.
وذكر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أن الأحزاب العشرة حصلت على أكثر من 70٪ من الأصوات في انتخابات 2024، مما يضمن تمثيلاً واسع النطاق وتفويضًا قويًا للحكم.
وقال الحزب في بيان له” إن أي أحزاب أخرى ترغب في الانضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية ستخضع للبند 24 من بيان النوايا الذي ينص على أن تكون هناك مناقشة واتفاق بين الأحزاب الحالية، عندما تريد الأحزاب الجديدة أن تكون جزءًا من حكومة الوحدة الوطنية.
وأكد حزب المؤتمر الوطني أنه مع اكتمال المرحلة الأولى من حكومة الوحدة الوطنية، تكون المحادثات مع الأطراف الموقعة بشأن تشكيل السلطة التنفيذية قد بدأت، ومن المتوقع أن يعلن الرئيس سيريل رامافوسا عن التعيينات في الأيام المقبلة.
مرحلة متقدمة
واعتبر الدكتور محمد تورشين الخبير في الشؤون الأفريقية أن التفاهمات بين حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وحزبي الحرية والتحالف الديموقراطي وصلت إلي مراحل متقدمة ، وقال ” لا اعتقد أن هنالك اشكاليات تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة في جنوب أفريقيا ، خاصة عقب إعادة انتخاب رامافوزا لولاية رئاسية جديدة.
واضاف تورشين في تصريحات خاصة ل ” أفرو نيوز 24 ” : أن المناصب الانري سيتم التشاور بشأنها ، متوقعا أن تكون الإشكاليات الحقيقية ستكون حول بعض البرامج علي رأسها البرامج الاقتصادية للحكومة الجديدة خاصة تلك السياسات الاقتصادية المرتبطة بالتمييز الايجابي للمجموعات الجنوب أفريقية أو ” السود ” ، حيث يرغب حزب التحالف الديموقراطي في إعادة النظر هذه الامتيازات.
وأشار الخبير في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد تورشين من الإشكاليات الأخري التباين في وجهات النظر فيما يتعلق بالسياسة الخارجية خاصة دعم القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية ، مشيرا إلي أن التحالف الديمقراطى لديه علاقات جيدة مع الكيان الإسرائيلي.، وقال ” سيكون هذا عنصرا من عناصر الخلافات الكبيرة بين المؤتمر الوطني والتحالف الديموقراطي التي ربما تؤدي بشكل أو بآخر إلي إنهيار التحالف السياسي .
إقرأ المزيد
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.