جنوب أفريقيا : « رامافوزا » يضع أولويات حكومة الوحدة الوطنية
أكد سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الثانية بمثابة تطور بالغ الأهمية في مسيرة الديمقراطية في جنوب أفريقيا ، مشيرا إلي ضرورة من بذل كل الجهود لضمان بقاء حكومة الوحدة الوطنية وفية لروحها التأسيسية المتمثلة في التعاون بحسن نية لدفع برنامج يعمل على تحسين حياة كل شعب جنوب أفريقيا.
وقال رامافوزرا في كلمة له اليوم بثتها صفحة رئاسة جنوب أفريقيا علي موقع التواصل الاجتماعي ” إكس ” : ” لقد أوضح مواطنو جنوب أفريقيا بأصواتهم في انتخابات الشهر الماضي أنهم يريدون من ممثليهم المنتخبين أن ينحوا جانباً المصالح الضيقة وأن يعملوا معاً من أجل بناء البلاد ، مضيفا ” وللقيام بذلك، لا يمكن لحكومة الوحدة الوطنية أن تنشغل بالمناورات على المناصب، أو الصراعات على التعيينات، أو المشاحنات داخل الأحزاب وفيما بينها.
وأكد رامافوزا أنه سوف يقاس نجاح حكومة الوحدة الوطنية بمدى استعدادنا للتركيز ليس على من سيحكم، بل على الكيفية التي سنحكم بها معاً.
وأشار إلي أن حكومة الوحدة الوطنية الأولى تأسست في عام 1994 لتعزيز بناء الأمة والشمولية من الماضي المنقسم عنصرياً خلال فترة التحول السياسي ، وكان من بين مهامها الرئيسية ضمان إقرار دستور ديمقراطي جديد.
وقال ” إن تفعيل مبادئ ذلك الدستور وشرعة الحقوق يجب أن يكون محور التركيز الأساسي لحكومة الوحدة الوطنية هذه ، مضيفا ” وسيتم ذلك من خلال اتباع برنامج مشترك للقضاء على الفقر وبناء مجتمع أكثر مساواة، وخلق فرص العمل، وجعل الحكومة تعمل حقا من أجل الشعب.
وأكد أن بيان نوايا حكومة الوحدة الوطنية يوفر قاعدة صلبة للتعاون الحقيقي بين الأحزاب من مختلف الأطياف السياسية التي وقعت على الاتفاق بمحض إرادتها.
وقال ” يُلزم بيان النوايا الموقعين عليه بمجموعة من المبادئ التأسيسية التي تشمل احترام الدستورية؛ المساءلة والشفافية والمشاركة المجتمعية في الحكومة؛ السياسات القائمة على الأدلة وصنع القرار؛ إضفاء الطابع المهني على الخدمة العامة؛ النزاهة والحكم الرشيد.
وأكد سيريل رامافوزا أن أطراف حكومة الوحدة الوطنية اتفقت على أولويات الإدارة القادمة، ويأتي على رأس قائمة الأولويات تحقيق نمو اقتصادي سريع وشامل ومستدام لخلق فرص العمل.
وقال ” وسيكون من الأهمية بمكان أن تستمر حكومة الوحدة الوطنية في مسار الإصلاح الهيكلي الجاري لتحسين بيئة تشغيل الأعمال وترسيخ جنوب أفريقيا كوجهة استثمارية مفضلة. وهذه الإصلاحات ضرورية لحل التحديات الطويلة الأمد في الصناعات الرئيسية وخلق المزيد من فرص العمل والفرص. ويتعين علينا أن نبني على التقدم الذي تم إحرازه بالفعل، في حين نعمل على تسريع وتيرة الإصلاح.
وذكر إن حقيقة وجود إجماع واسع بين الأطراف حول أولويات الإدارة القادمة يشجعنا على أن حكومة الوحدة الوطنية ستمضي بالبلاد إلى الأمام. وانطلاقاً من الأولويات المبينة في بيان النوايا، ستعمل الأطراف على تحسين برنامج حكومة الوحدة الوطنية، بما في ذلك من خلال عملية الحوار الوطني المقترحة.
وجدد رئيس جنوب أفريقيا الالتزام ببناء توافق الآراء وتمثيل مجموعة واسعة من المصالح ووجهات النظر داخل الحكومة، وقال ” وفي الوقت نفسه، ندرك جميعا تمام الإدراك أن مواطني جنوب أفريقيا يتوقعون العمل والتنفيذ والنتائج.
وقال ” في دفاع قوي عن حكومة الوحدة الوطنية الأولى في عام 1994، وصفها الرئيس نيلسون مانديلا بأنها إجماع وطني دائم “ليس فرضاً لحزب واحد على الآخرين، ولا شهر عسل يقوم على نزوات متقلبة لرومانسية عابرة” ، وينطبق الشيء نفسه اليوم.
وقال ” بينما تضع الأطراف اللمسات النهائية على طرائق عمل حكومة الوحدة الوطنية مسترشدة ببيان النوايا، فإن الأيام والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة.
وأضاف ” إن آمال البلاد معلقة على نجاح حكومة الوحدة الوطنية. إن التزامنا المعلن بالعمل معا بشكل بناء ومن أجل مصلحة جنوب أفريقيا قد ولّد قدرا كبيرا من حسن النية الذي لا ينبغي لنا أن نبدده.
وأكد رامافوزا أن شعب جنوب أفريقيا يراقب ، واستطرد قائلا ” ولا ينبغي لنا أن نهدر طاقاتنا على أولئك الذين يقفون في طريق تقدم بلادنا أو يفقدون الزخم بسبب الخلافات التي يمكن حلها.
وأضاف ” ويتعين علينا أن نثبت بالقول والفعل أن برنامجنا واضح ومتماسك ومستدام، وأن تعاوننا حقيقي، وأن مصالح الناس سوف تأتي دائما في المقام الأول.
اقرأ المزيد
جنوب أفريقيا : ولادة متعثرة لحكومة الوحدة الوطنية .. و 10 أحزاب تنضم ل « بيان النوايا »