أنهت السلطات في موريتانيا استعداداتها لبدء عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية السبت المقبل المتوقع وفقا لكثير من المحللين السياسيين أن تشهد سباقا انتخابيا ساخن جدا ، حيث يحق ل 1.9 مليون مواطن موريتاني التصويت لاختيار رئيس للبلاد من بين سبعة مرشحين، علي رأسهم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يعتبره كثير من المراقبين الأوفر حظا في الفوز في الانتخابات .
وأنهي مرشحو الانتخابات الرئاسية ال 7 اليوم الخميس جولاتهم الانتخابية حيث من المقرر أن تبدأ غدا الجمعة 28 يونيو مرحلة الصمت الانتخابي ، حيث دعت دعا اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات ، أمس الأربعاء، جميع وسائل الإعلام الموريتانية إلى التوقف عن نشر أي شكل من أشكال الدعاية الانتخابية للمرشحين .
وكان من اللافت غياب العنصر النسائي عن الترشح في الانتخابات الرئاسية الموريتانية بالرغم من المشاركة الكبيرة للمرأة الموريتانية في كافة الاستحقاقات الانتخابية وحرصها علي الأدلاء بصوتها.
وأوضح الناطق الرسمي باسم اللجنة محمد تقي الله الأدهم خلال مؤتمر صحفي، ” أن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات اتخذت الإجراءات اللازمة ليوم الاقتراع، وتولي اهتماما لذوي الاحتياجات الخاصة حيث تم اتخاذ عدد من الاجراءات لمساعدتهم ، مشيرا إلى أن اللجنة بعد طلب وجه إليها من قبل مرضى فشل الكلى فتحت مكاتب للتصويت لهم قرب المستشفى، رغم اعتراضات البعض على هذا القرار.
وأكد أن العملية الانتخابية تسير بشكل صحيح، رغم بعض الاستثناءات كأعمال الشغب التي جرت في مؤتمر انتخابي لحزب الانصاف، شاكرا كافة المشاركين في العملية الانتخابية على إعادة الأمور إلى نصابها وعودة التنافس الديمقراطي السليم.
وأشار إلى أن البلاد على بعد يوم واحد من اختتام الحملة الدعائية، مما يوجب على المشاركين والناخبين والهيئات المشرفة التحلي بالوعي والتسامح المطلوب لسير العملية بشكل صحيح، مؤكدا أن مرحلة المسار الانتخابي ستتوج باقتراع شفاف حر ونزيه يتمكن من خلاله الشعب الموريتاني من اختيار من يراه مناسبا للمنصب.
وجدد الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات التأكيد على جاهزية اللجنة على عموم التراب الوطني ليوم الاقتراع، وعلى مستوى مكاتب الخارج التي تتوزع على ثمان دول من العالم، تم تحديدها انطلاقا من مقرر مشترك بين وزارتي الداخلية واللامركزية والشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج.
و تحظي الانتخابات الرئاسية الموريتانية باهتمام دولي و إقليمي كبير بالنظر لما تشهده منطقة الساحل والصحراء وغرب أفريقيا من تطورات سياسية كبيرة حيث شهدت المنطقة علي مدي الثلاث سنوات الماضية عددا من التغيرات السياسية غير الدستورية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
انتخابات نوعية ومهمة
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني الشيخ المهدي النجاشي ل ” أفرو نيوز 24 ” أعتقد أن كل المؤشرات الحالية تؤكد أننا أمام انتخابات نوعية ومهمة وحاسة في تاريخ موريتانيا بالنظر للظروف الت تمر بها منطقة الساحل والصحراء من جهة ، ولتعدد الترشحات وتباين الخطابات السياسية والخلفيات الأيديولوجية لبعض المترشحين ، معتبرا أن كلها عوامل مهمة قد تساهم في ارتفاع نسبة المشاركة عادة في موريتانيا .
وفيما يتعلق بالعوامل التي ستحدد اتجاهات عملية التصويت يؤكد الشيخ المهدي النجاشي أن عامل الاختيار الشخصي للناخب ومدى تقبله للخطابات قد يكون ركنا أساسيا في تحديد مسار الاقتراع ، واستطرد قائلا ” لأننا في موريتانيا غالبا يعيش الناخب وسط اجواء الحملة التي يراها جاذبة له ويوم الاقتراع يركن لصوت ضميره ويصوت لمن يراه مناسبا لقيادة البلد وبالتالي الموريتاني بطبيعته ديمقراطي ويتقبل ما ستفرزه صناديق الاقتراع .
وبخصوص حظوظ الرئيس المنتهية ولايته ولد الغزواني ، يقول النجاشي ” حسب تحليلي لمعطيات الواقع فإنه سيفوز في الشوط الأول بنسبة تتراوح مابين 51 و 53 بالمائة ، نظرا لعدة اسباب من أبرزها دعمه من طرف الفئات الهشة وعمله لصالح جيوب الفقر طيلة ولايته الأولى خصوصا في العمق الموريتاني الذي يعد الخزان الانتخابي الأكبر في البلد.
وفي رده علي سؤال حول هناك إمكانية ظهور مرشح للشباب علي غرار ما حدث في السنغال المجاورة ؟ ، يقول الشيخ المهدي النجاشي الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني ، ” من ناحية التمثيل في الترشحات في السباق الرئاسي الجاري فقد حصل ذلك حيث يوجد المرشح العيد والمرشح ولد الوافي أما أن يفوز فلا أعتقد أن ذلك متوقعا .
لا تخضع لمعايير واضحة
ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني أحمدنا سيد أحمد أن العوامل التي ستحدد اتجاهات عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية في موريتانيا لا تخضع الولاءات عادة لمعايير واضحة المعالم ، واستطرد قائلا ” فالتأثير القبلي و الديني و الجهوي وحتى الشرائحي غالبا ما تكون هي محددات توجه الناخب الذي يجد نفسه أمام استحقاق تاريخي هذه المرة .
وأكد سيد أحمد أن رئاسيات 2024 تتميز بميزات لم تظهر في سابقاتها علي رأسها وجود شخصيات حزبية سبق أن كانت أيقونة المعارضة التقليدية طالما تقدمت بخطابها المناهض للسلطة عبر الإنتخابات الرئاسية منذ 1991 ، وجود هذه الشخصيات في صفوف المولاة بالجملة أمر غريب لم يجد المواطن الموريتاني البسيط له تفسير بعد .
وأشار إلي أن وجود أحمد ولد داداه أيقونة النضال التاريخي منذ بزوغ المسلسل الديمقراطي في موريتانيا إلى جانب السلطة ، والتحاق شخصية سياسية وحقوقية عرفت بحدة خطابها التاريخي المناهض للعبودية وسياسات السلطة إلى صفوف المولاة ، و انضمام أحد رموز قادة التيار السياسي للإخوان المسلمين مثل جميل منصور و محمد غلام إلى جانب مرشح السلطة و إلتحاق السعد ولد لوليد الذي جابه السلطات في السنوات الخمس الاخيرة بكل قوة دفاعا عن الرئيس السابق محمد و لد عبد العزيز الموجود في السجن ، التحق شخصية مثله بمرشح السلطة .
واعتبر كل تلك التطورات في المشهد السياسي أربكت الساحة السياسية حاليا في موريتانيا، وزاد التنافس والخطابات حدة .
ولفت الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني أحمدنا سيد أحمد إلي بروز البرلماني والحقوقي ومرشح الرئاسيات للمرة الثالثة بيرام الداه اعبيد بقوة في هذه الانتخابات ، ودعمه من طرف نخبة شبابية من شريحة البيظان ضاقوا ذرعا بممارسات السلطات المتعاقبة خلط الاوراق ، ووسع من حظوظ بيرام ، بل غير من حدة خطابه اتجاه شريحة البيظان التي كان يتهمها بالاقطاعية ، وتبنى في المقابل خطابا جامعا بات مسموعا كن طرف العديدين .
واعتبر أن تراجع بيرام عن خطاباته الحادة افقد الخطاب السياسي للمولاة المبني على التحذير من مواقف الرجل ، ما أفقدها ورقة رابحة .
ونوه سيد أحمد إلي الاتهامات التي وجهت العديد من المرشحين بأنهم مجرد رسل للنظام من أجل تشتيت أصوات المعارضة قلل من حظوظ بقية المرشحين .
وقال أحمدنا سيد أحمد ” وبناء على ماسبق بدى ميزان القوة والتأثير يميل لصالح متنافسين فقط مرشح السلطة وبيرام .
وشدد علي أن هذه المستجدات زادت من صخب الانتخابات وبدت أكثر جدية وهو ما ولد شعورا لدى المواطن بضرورة المشاركة فيها ما يعني أن الاقبال سيكون كبيرا حسب اغلب التوقعات .
وأكد الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني أحمدنا سيد أحمد أن حظوظ غزواني بالفوز تبقى الأكثر ترجيحا لكن المفاجأة قائمة .
اقرأ المزيد
الانتخابات الرئاسية الموريتانية.. اكتمال الاستعدادات لبدء التصويت السبت
