السفير عبد المحمود عبد الحليم يكتب : أفريقيا .. والمناظرة
لم يخيب مرشحا الرئاسة الأمريكية جو بايدن ودونالد ترامب توقعاتى ، فقد كنت واثقا بأن أفريقيا لن تسجل فى دفتر حضور مناظرتهما ولن يتكرما عليها بأى إشارة اهتمام في حديثهما الانتخابي، فأفريقيا عندهم ولدى حلفاء واشنطن الغربيين فرض كفاية يهرع إلى أصوات دولها فى قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة أمام ماكينة التصويت الالكترونى لقرارات أوكرانيا وخلافها ، وعندما يحين موعد المناظرة القادمة فى سبتمبر ٢٠٢٤ تكون قاعدة أغادير الأمريكية في النيجر بألف من عناصر استخباراتها المختصة بتشغيل مسيراتها لضرب المجموعات الإرهابية فى منطقة السهل الأفريقي قد أغلقت وغادر منسوبيها تنفيذا لأمر انهاء اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين بحلول ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤ٍ بطلب من حكومة النيجر وصلا لقرارات تجفيف الوجود الفرنسي فى مالى وبوركينا فاسو والذي اطلقت عليه دوائرها السياسية والإعلامية ” الموجة الثانية لتحرير أفريقيا ” ، فالرئيس السابق ترامب شهد عهد عزلته المجيدة و ” أمريكا أولا ” تهميشا بينا للقارة الأفريقية وجاء من بعده بايدن لتصحيح مسار سياسة الولايات المتحدة الخارجية كما صرح فركز على الحلفاء فى الجانب الآخر من الأطلنطي وإصلاح ذ ات البين مع بعض المنظمات الدولية ،وعندما لاحت فى الافق مواقيت الإعداد لانتخابات الرئاسة استضافت واشنطن اجتماعات قمة أفريقية أمريكية فى ديسمبر المنصرم ٢٠٢٣ ، وأتوا بروتو رئس كينيا فى محاولة لكسب أصوات الناخبين السود.
لئن كان اغلاق القاعدة الأمريكية في النيجر أحد تمظهر اختلالات العلاقات الأمريكية الأفريقية وبنائها فى الغالب الأعم على اعتبارات لا تخدم ضرورات الارتباط الايجابي والبناء والمنفعة المشتركة ، فقد كان غياب أفريقيا عن اجندة المناظرة تعبيرا صامتا من ذلك الخواء.
اقرأ المزيد
لماذا غابت أفريقيا وقضاياها عن مناظرة « بايدن » و « ترامب » ؟