اخبار افريقيا

لماذا غابت أفريقيا وقضاياها عن مناظرة « بايدن » و « ترامب » ؟ 

 

حظيت المناظرة الأولي التي جمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن وغريمه ومنافسة المتوقع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة الرئيس السابق دونالد ترامب التي نظمتها شبكة CNN الخميس الماضي ” فجر الجمعة ” بمتابعة كبيرة في مختلف دول العالم ، حيث تابع مناظرة CNN 51.27 مليون مشاهد على شاشة التلفزيون، وفقا لبيانات نيلسن.

ورغم تناول المناظرة لعدد من قضايا السياسة الخارجية الأمريكية علي رأسها الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والحرب الروسية الأوكرانية ، إلا أنه كان من اللافت غياب قارة أفريقيا وقضاياها عن المناظرة.

” أفرو نيوز 24 ” طرحت التساؤل حول أسباب غياب أفريقيا وقضاياها عن المناظرة الرئاسية لبايدن وترامب.

أفريقيا لن تسجل دفتر حضور المناظرة 

IMG 20240117 WA0014 1 لماذا غابت أفريقيا وقضاياها عن مناظرة « بايدن » و « ترامب » ؟ 
السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان الأسبق لدي مصر

في البداية يقول السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان الأسبق لدي مصر ” لم يخيب مرشحا الرئاسة الأمريكية جو بايدن ودونالد ترمب توقعاتى ، فقد كنت واثقا بأن أفريقيا لن تسجل فى دفتر حضور مناظرتهما ولن يتكرما عليها بأى اشارة أهتمام في حديثهما الانتخابي، مضيفا ” فأفريقيا عندهم ولدى حلفاء واشنطن الغربيين فرض كفاية يهرع الى أصوات دولها فى قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة أمام ماكينة التصويت الالكترونى لقرارات أوكرانيا وخلافها .

وأشار السفير عبد المحمود عبد الحليم إلي أنه من المتوقع عندما يحين موعد المناظرة القادمة فى سبتمبر ٢٠٢٤ تكون قاعدة أغادير الأمريكية في النيجر بألف من عناصر استخباراتها المختصة بتشغيل مسيراتها لضرب المجموعات الارهابية فى منطقة الساحل الأفريقي قد أغلقت وغادر منسوبيها تنفيذا لأمر انهاء اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين بحلول ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤ٍ بطلب من حكومة النيجر وصلا لقرارات تجفيف الوجود الفرنسي فى مالى وبوركينا فاسو والذي اطلقت عليه دوائرها السياسية والإعلامية ” الموجة الثانية لتحرير أفريقيا ” .

ونوه السفير عبد المحمود عبد الحليم إلي أن عهد الرئيس السابق ترامب شهد عزلته المجيدة و ” أمريكا اولأ ” تهميشا بينا للقارة الأفريقية وجاء من بعده بايدن لتصحيح مسار سياسة الولايات المتحدة الخارجية كما صرح فركز على الحلفاء فى الجانب الآخر من الأطلنطي وإصلاح ذات البين مع بعض المنظمات الدولية .

وقال ” وعندما لاحت فى الافق مواقيت الاعداد لانتخابات الرئاسة استضافت واشنطن اجتماعات قمة أفريقية أمريكية فى ديسمبر المنصرم ٢٠٢٣ وأتوا بروتو رئس كينيا فى محاولة لكسب أصوات الناخبين السود.

واضاف * لئن كان أغلاق القاعدة الأمريكية في النيجر أحد تمظهر اختلالات العلاقات الامريكية الأفريقية وبنائها فى الغالب الأعم على اعتبارات لا تخدم ضرورات الارتباط الايجابي والبناء والمنفعة المشتركة ، وقد كان غياب أفريقيا عن أجندة المناظرة تعبيرا صامتا من ذلك الخواء.

هل سقطت ورقة إفريقيا من ورقات الحزبين؟

IMG 20240514 WA0012 1 لماذا غابت أفريقيا وقضاياها عن مناظرة « بايدن » و « ترامب » ؟ 
رامي زهدي الخبير في الشؤون الأفريقية

وتساءل رامي زهدي الخبير في الشؤون الأفريقية ،هل يدرك الناخب الإمريكي أهمية إفريقيا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية..؟ أم أن الشأن الداخلي، خاصة الضرائب وإقتصاديات المعيشة هي أهم أولويات المصوتين الأمريكان ؟ 

وقال ” مع أول مواجهة شخصية بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، الرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، في مناظرة نظمتها شبكة سي إن إن، مع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية، المقررة في الخامس من نوفمبر الثاني عام 2024،لم تكن أفريقيا حاضرة، ولم تذكر في جدال المرشحين، وبدا لنا أن ترتيب الأولويات بالنسبة لهما لا يتضمن إفريقيا أو ربما هما يدركان ان آذان المتلقيون لاتنتظر ان تسمع الأن كلمة “أفريقيا”، مضيفا ” وربما يتطلع الشعب الأمريكي إلي كلمات دالة أخري منها” ضرائب”، “وظائف”،” تضخم”، “تكاليف معيشية” .

وتابع ” هكذا ينظر غالبية الشعب الأمريكي، ولا يفكر كثيرا فيما يحدث في الشرق الأوسط، السودان، ليبيا، و عموم القارة الإفريقية، لكن حتي وإن كانت إهتمامات الشعب هكذا، فإن السياسين، الإقتصاديين، والخبراء والمحلليين يدركون جيدا معني كلمة “إفريقيا” بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية القادم، أياََ ما كانت شخصيته أو إسمه أو إنتمائه الحزبي. 

وذكر الخبير في الشؤون الأفريقية رامي زهدي ” أت المناظرة الأولى بين المرشحين الأبرز في السباق القادم، والأولي علي الإطلاق التي تُعقد دون تنظيم “لجنة المناظرات الرئاسية”، والتي كانت تُشرف على هذه الفعاليات منذ عام 1988، وأيضا هي الأولى في التاريخ الأمريكي التي تجمع بين رئيس حالي ورئيس سابق، سقطت منها عمدا أو سهوا أو إغفالا “ورقة افريقيا”، ورغم أن هذا شأن أمريكي داخلي، إلا أن الشعوب والحكومات الإفريقية التي تابعت المناظرة ربما تزداد لدي بعضها مشاعر فقدان الثقة في جدية الولايات المتحدة الأمريكية في تعديل إستراتيچيتها تجاه القارة كما أعلنت سابقا لمحاولة اصلاح جسور الثقة المفقودة بين الشعوب الإفريقية والإدارات الأمريكية المتعاقبة. 

قضايا داخلية صميمة

وأكد زهدي أن المناظرة اهتمت بقضايا داخلية صميمة، لكنها وبالتأكيد قد تكون مرتبطة بشكل غير مباشر مؤثر ومتأثر به في العلاقات الأمريكية الإفريقية، ولاسيما أن الإقتصاد الداخلي للدولة الأكبر في العالم علي مستوي الإقتصاد والسياسة والنفوذ وأيضا عسكريا هو في حقيقة الأمر ليس داخليا بشكل بحت، لأن العالم كله يتأثر بالإقتصاد الإمريكي وأيضا يؤثر به، وعلي سبيل المثال قرارات البنك المركزي الفيدرالي الأمريكي برفع نقاط الفوائد البنكية، أثرت علي دول القارة الإفريقية، وعلي مدي توافر واتاحة العملات الأجنبية خاصة الدولار، وعلي خروج أو دخول الأموال الساخنة والإستثمارات المباشرة. وكذلك علي أسعار صرف العملات المحلية في مقابل الدولار وبالتالي علي حركة التجارة الخارجية لدول القارة ومن اهمها تأثر عمليات توفير وشراء إحتياجات هذه الدول الأساسية خاصة ذات الصلة بالأمن الغذائي والطاقي والصحي، وكذلك مشروعات البنية التحتية، وصفقات التسليح والمشروعات الدفاعية. 

واستطرد كرم زهدي الخبير في الشؤون الافريقية ” في النهاية ومما سبق، لايمكن القول بأن أفريقيا غابت تماما عن موضوعات المناظرة، إلا أنها أيضا لم تكن ذات حضور واضح، لأنها كانت ومازالت متربطة بشدة بالشأن الأمريكي الداخلي منه والخارجي علي حد سواء، وكذلك الإقتصادي والسياسي والعسكري.

اقرأ المزيد 

أفريقيا حاضرة بقوة في خارطة طريق ” بايدن ” و “ماكرون ” حول القضايا الملحة في العالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »