الصحفي السوداني معاوية محمد علي يكتب : شكرا مصر .. و تحيا مصر
أكتب اليوم عن أم الدنيا .. عن مصر ، عن (حكاية شعب) وبالطبع لا أعني أغنية عبد الحليم التي صاغ كلماتها أحمد شفيق.
ولا اعني (حكاية) عبد الكريم الكابلي التي ترجم عبرها عشق السودانيين لمصر :
مصر يا أخت بلادي يا شقيقة ..
يا رياضا عذبة النبع وريقة
.. يا حقيقة
هي حكاية موقف تأريخي دغدغ المشاعر ولامس عصب الحس ودوزن على أوتاره أجمل ألحان المروءة.
موقف دونه المصريين بأحرف من نور ومداد من رحيق الزهور ، عشنا تفاصيله في كثير من حكايات السودانيبن في مدن مصر الجميلة بشعبها قبل إرثها التاريخي التليد وإنسانها الفريد ، مصر النور والخضرة والوجه الحسن، مصر التي جسدت معاني ديننا الحنيف في نجدة الملهوف وإكرام الضيف والنخوة العروبية البديعة والشهامة المصراوية الفريدة، أقلاها إفشاء السلام ولقاءك بوجه بسام.
هو موقف لن ننساه ولن تنساه أجيالنا القادمة إلي قيام الساعة ، ومصر حكومة وشعبا تحتضن أهلنا الفارين من جحيم الحرب ، الذين هبطوا أرضها فكان لهم ما سألوا من الأمن والسلام والطمأنينة.
فتحت لهم (أم الدنيا) القلوب بالترحاب قبل الباب ولسان حالها (أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
إنها حكايات كحلت عيوننا بالدموع وأضاءت قلوبنا بالشموع ووشحتنا بمعروف سيظل على أعناقنا ما دامت الحياة، معروف أكد المؤكد أن مصر هي أم الدنيا وأبوها كمان.
لن تغير هذه الصورة الزاهية بعض الأصوات النشاذ من قلة هنا وهناك لا تمثلنا كسودانيين ، قلة لا تعرف قدر مصر قلب الأمة النابض بالخير والأمان والمحبة والسلام، وبذات القدر لن تغير الصورة أصوات قلة من المصريين أدمنت التنمر وأظهرت التذمر.
مصر تستحق منا كسودانيين كامل الإحترام لأرضها التي أقلتنا بعد أن ضاقت بنا الأرض بما رحبت وبعد أن أغلقت بعض دول الجوار أبوابها في وجوهنا.
مصر تستحق أن نحترم ونمتثل لقوانينها المنظمة للحياة وما أكرمها من حياة.
مصر يستحق شعبها منا التجلة والمحبة والتقدير، لا النكران والجحود ومناطحة صخر الحقيقة.
إن الحديث عن مصر يطول ولكنها سانحة لنعبر فيها أصالة عن أنفسنا وعن كثير من السودانيين الذين يحفظون لمصر قدرها، عن إمتناننا الكبير لشعبها العظيم المعلم على حسن المواساة وحفاوة الترحاب ومقاسمة الإبتسامة.
إمتنان أصله الشجاعة وفرعه الأمانة وثمرته الوفاء ، نرسله لكل مصري ومصرية من الشرفاء وإلي من هو بقامة الإهرامات وقيمة النيل، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لن ننسى له مواقفه مع السودان والسودانيين ، ولن ينسى له التأريخ كلماته العظيمة (السودانييون في مصر مواطنين لا لاجئين).. ولن ينسى له سعيه الدؤوب لرتق النسيج وجمع الفرقاء في قاهرة العز والمعز والمعزة في قلوبنا.
شكرا لكم فخامة الرئيس ، شكرا شعب مصر أهل النجدة والمروءة، أهل الصفاء وخلان الوفاء.
وتحيا مصر .. حفظ الله مصر .. دامت مصر ودام خيرها وعزها.
* معاوية محمد علي .. كاتب صحفي سوداني
اقرأ المزيد
ما بين مصر والسودان .. انطلاق فعاليات النسخة الثالثة لمهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل 15 إبريل