الصومال تحيي ذكرى « آدم عدي » أول رئيس أفريقي يسلم السلطة سلميا
أحيت الصومال مساء أمس الأحد ذكري الرئيس الصومالي الأسبق آدم عبد الله عثمان ” آدم عدي” مؤسس الدولة الصومالية وأول من تولى منصب رئيس الصومال عقب الاستقلال في العام 1960 .
وشارك في الاحتفالية الرئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، و عدد كبير من المسؤولين في الحكومة الصومالية الفيدرالية، ومكونات المجتمع، ولفيف من المثقفين.
وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في كلمة مقتضبة له :” إن آدم عبد الله عثمان ” آدم عدي” هو مؤسس الدولة الصومالية، وزعيم الديمقراطية في قارة أفريقيا السمراء” مضيفا أن آدم عدي رحمه الله تعالى أول رئيس أفريقي سلمّ السلطة سلميا وديمقراطيا.
وأشار رئيس الجمهورية الصومالية إلى أن حكومتة بصدد إنشاء مكتبة خاصة لتخزين تاريخ وإنجازات الرئيس الصومالي الأسبق آدم عبد الله عثمان ” آدم عدي”.
جدير بالذكر أن الرئيس الصومالي الأسبق ولد آدم عثمان ولد في عام 1908 في مدينة بلدوين، من إقليم هيران الواقع وسط جنوب الصومال ، تنحدر عائلته من قبيلة الهوية.
وانضم آدم عثمان في فترة شبابة إلى ” رابطة الشباب الصومالية ” في بداياتها الأولى عام 1944، وهي منظمة قومية هدفت إلى النضال من أجل استقلال الصومال من الاستعمار الإيطالي ، وتدرج فيها سريعا حت أصبح رئيس فرعها في بلدوين مسقط رأسه، وبعد عقد من الزمان أصبح رئيسا للعصبة لعامين ورئيسا للجمعية التشريعية الوطنية.
وعقب حصول الصومال على استقلالها عام 1960، تم انتخاب آدم عثمان رئيسا للبلاد، لكنه خسر في الانتخابات الرئاسية في الصومال التي جرت العام 1967 علي منافسه عبد الرشيد علي شارماركي، والذي شغل من قبل منصب رئيس الوزراء في حكومة عدي. وتقبل الرئيس الصومالي الأسبق آدم عثمان نتيجة الانتخابات، مما أدخله التاريخ بوصفه أول رئيس دولة في أفريقيا في ذلك الوقت يقوم بتسليم السلطة سلميا إلى خلفه منتخب ديمقراطيا.
وبعد عامين من رئاسة شرماركي، اغتيل على يد أحد حراسه الشخصيين. ترتب على ذلك انقلاب غير دموي قاده اللواء محمد سياد بري بعد يوم جنازة شارماركي في 21 أكتوبر 1969.
في عام 1990، ومع بداية الحرب الأهلية، وقّع الرئيس الصومالي الأسبق آدم عثمان ونحو 100 سياسي صومالي أخر، بيانا أعربوا فيه عن قلقهم إزاء أعمال العنف ودعوا للمصالحة الوطنية الشاملة ، وتسبب هذا البيان في اعتقاله مع سياسيين آخرين دون محاكمة، وظلٌوا محتجزين حتى انهيار نظام سياد بري في العام التالي.
وبعد إطلاق سراحه قضى آدم عثمان سنواته الأخيرة في مزرعته الخاصة في جنالي بجنوب الصومال ، و توفي يوم 8 يونيو 2007، عن عمر يناهز الـ 99 عاما.
وأعلنت وقتها الحكومة الاتحادية الانتقالية الصومالية برئاسة الرئيس السابق للصومال عبد الله يوسف أحمد حالة الحداد الوطني لمدة 21 يوماً ،وتم دفنة في جنازة رسمية، وتخليدا لذكراه قامت الحكومة الصومالي بتغيير اسم مطار مقديشو الدولي إلى مطار آدم الدولي تكريماً له.
وتتزامن ذكرى الرئيس الصومالي الراحل آدم عدي، مع حلول احتفالات الأسبوع الوطني في الصومال، حيث يستعد الصوماليون اليوم للاحتفال بذكرى استقلال الأقاليم الجنوبية ووحدة البلاد في الأول من يوليو لعام 1960م
وذكرت وكالة الأنباء الصومالية في تقرير لها أن هذه الذكري تمثل حدثا عظيما في نفوس المواطنين الصوماليين، كونها تعد اليوم الذي توحد فيه شطرا الصومال والإعلان عن قيام جمهورية الصومال .
وقالت الوكالة الصومالية ” ويأتي هذا اليوم المشرق للبلاد بعد تضحيات ونضال بذلها أبطال بواسل في وجه الإستعمار الإيطالي من أجل أن تنال البلاد استقلالها وحريتها.
إقرأ المزيد :
وزيرا خارجية مصر والصومال يؤكدان علي خصوصية العلاقات بين القاهرة ومقديشو